د. شلاش الضبعان

هذا اليوم الثاني من عام 1442 هـ ويحتاج كل منا أن يضع خطته لهذا العام، الأهم في الخطة الواقعية والبعد عن المقارنات القاتلة، فلكل شخص خطته المبنية على دراسة واقعه، فما حققه غيرك ليس شرطا أن تحقق مثله، بل قد تزيد عليه وقد تنقص عنه، وتحقق ما هو أفضل في مجال آخر، أيضاً لا بد من الإدراك أن الخطة وسيلة لا غاية، وبالتالي لا يجب أن نضيع في التفاصيل والمؤشرات -مع أهميتها- وننسى تحقيق الأهداف.

من الممكن أن نضع خطتنا في خمسة مجالات، وندرس تقدمنا فيها يوماً بعد يوم، ولا نيأس حتى ولو تراجعنا أحياناً، فالحصول على 40 بالمائة أفضل من صفر بالمائة و80 بالمائة أفضل منهما ولا شك.

• الاستثمار الأخروي: كم آية سأحفظ من كتاب الله؟ كم يوماً سأصوم؟ كم صدقة سأبذل؟ يقول أحدهم وضعت ضمن خطتي لعام 1441 هـ الصدقة بمبلغ محدد من كل راتب، وقد أنهيت 12 شهراً، من طلب مني أعطيته؟ وقد أدفعها لمن حولي ممن يحتاج.

• التقدم الأسري: كم ساعة سأجلس مع أولادي؟ كم برنامجاً تطويرياً سألحقهم فيه؟ كم مرة سأتواصل مع المدرسة؟

• التقدم الوظيفي: كم كتاباً في التخصص سأقرأ؟ كم مشروعاً سأقدم؟ وأعتقد أن من أهم عوامل التقدم الوظيفي المشاريع، أما مجرد الحضور والانصراف فلا يحقق الكثير.

• تطوير الذات: كم سلوكاً خاطئاً سأتخلص منه؟ وأحياناً كم شخص سأتخلص منه ممن العلاقة به عالة ولا يبقيه في دائرة الأصدقاء إلا المجاملة؟ كم كتاباً سأقرأ؟ كم ساعة على اليوتيوب سأتابع؟ كم شهادة تدريبية سأحصل عليها؟ كم ساعة سأمشي يومياً؟.

• التقدم المالي: كيف وكم سأزيد دخلي؟ كيف أتخلص من بعض الالتزامات المالية المرهقة (ديون، فواتير، تبذير،...)؟ يقول أحدهم عندما رأيت لدي عجزاً بحثت عن عمل إضافي، والحمد لله ساعدني ذلك كثيراً، ويقول الآخر: عندما راجعت كثيراً مما أصرفه وجدت أني من الممكن أن أوفره.

إذن لا تنس وضع خطتك، فإنما النجاح بالتخطيط، ونسأل الله أن يكون القادم دوماً أجمل.

shlash2020@