يحكى أن الحجاج قبض على ثلاثة أشخاص في تهمة وأمر أن تضرب أعناقهم. وفي ساعة الصفر كما يقال شاهد امرأة تبكي ومنكسرة فقال الحجاج وما يبكي تلك المرأة آتوني بها، وسألها ما شأنها ولماذا البكاء فقالت كيف لا أبكي وأنت تأمر سيافك أن يقتل ابني وزوجي وأخي، فقرر الحجاج أن يضعها على المحك حين قال لها إنه سيعفو عن أحدهم إكراما لها وقال: عليك أن تختاري واحدا منهم لنعفو عنه، وكان الحجاج يعتقد بأنها ستختار الولد، وكان الجميع ينتظر إجابة تلك المرأة وأغلبهم يتوقع أن تختار الابن لأن شعور الأمومة لا يقدر بثمن ولا يعرف قيمته سوى الأمهات!
لم تتردد المرأة في الاختيار قائلة: أختار أن يتم العفو عن أخي! انصدم الحجاج من جوابها ولكنها أسكتت الجميع عندما قالت كلمات أصبحت حكمة يتداولها الناس إلى يومنا هذا، الزوج موجود والولد مولود وأما الأخ مفقود لتعذر وجود الأب والأم، وأعجب الحجاج بحكمتها فعفا عنهم جميعا.
تذكرت قصة هذه الأعرابية بعد أن مررت على أحد الزملاء في القرية المجاورة لقريتنا وكان يجلس على تل أمام منزله مقابل مسكني أخويه اللذين للتو غادرا القرية عائدين لمقري عمليهما كلا في مدينته التي يعمل فيها، وكان يتحدث بصوت تخنقه العبرة، قائلا: شعرت بفراغ وحزن وألم وحرقة بعد سفر أخوي وأنا أشاهد منازل خاوية وخالية، تذكرت من فقد إخوانه للأبد، ومن يعرف أهمية الأخ يقدر لهذا الأخ عمق إحساسه على فراق إخوته الدنيوي هذا الفراق المؤقت فراق سيعقبه اجتماع ولقاء مرات أخرى في الإجازات القادمة!
الفراق مر وأكثره مرارة الفراق الأبدي، هناك العديد من القصص المبكية قصص جحود ونكران قصص عاش أبطالها أخوة أوجدوا أرضا خصبة للشيطان حتى زرع بينهم من الفرقة والنزاع ما يصعب اقتلاعه، ومع مرور الزمن تجذر الخلاف ولم يفلح أهل الخير والصلاح في رأب الصدع بينهما عبر الزمن وما يزيد الطين بلة كما يقال في مثل هذه الخلافات الأخوية أن يتم (شحن) الأبناء على أعمامهم وبعد رحيل الآباء المتخاصمين، نجد نار تلك الشحناء قد وجدت طريقا ممهدا لقلوب الأبناء فلم يعد للعم أو الخال أي احترام عند تلك القلوب المشحونة!
يقول من سعى في الصلح بين أخوين متخاصمين، بعد أن علمت أن أحد الأخوين المتخاصمين لسنوات، دخل قسم العناية المركزة، ذهبت لأخية المحب للعقار قائلا: هناك مخطط في مدينة جدة سيتم الحراج على البيع يوم الخميس القادم، سوف أذهب لعلي أجد أرضا مناسبة وأرى أن تصاحبني (وش قلت!؟) وافق على الفور، وعندما وصلا إلى جدة اتجه إلى المستشفى حيث يرقد أخوه في العناية المركزة بين الحياة والموت، استغرب هذا الأخ من الذهاب للمستشفى، ولكن (المصلح) قال: أخوك يصارع الموت وأحببت أن تزوره، رد غاضبا وشاتما ذلك الشخص المحب للخير لأن الشيطان قد تمكن منه وغادر سيارة صاحبه خاسرا عقاري الدنيا والآخرة!
لكل من بينه وبين أخيه خصومة وجعل الشيطان يتحكم بمقود مشاعره، لن يفلح مقال ولا خطبة ولا مصلحون ليتصالح مع أخيه، فهل يتعلم الأخوة المتخاصمون من الأعرابية التي اختارت الأخ وضحت بابنها وزوجها تحت بريق سيف الحجاج.
Saleh_hunaitem@
لم تتردد المرأة في الاختيار قائلة: أختار أن يتم العفو عن أخي! انصدم الحجاج من جوابها ولكنها أسكتت الجميع عندما قالت كلمات أصبحت حكمة يتداولها الناس إلى يومنا هذا، الزوج موجود والولد مولود وأما الأخ مفقود لتعذر وجود الأب والأم، وأعجب الحجاج بحكمتها فعفا عنهم جميعا.
تذكرت قصة هذه الأعرابية بعد أن مررت على أحد الزملاء في القرية المجاورة لقريتنا وكان يجلس على تل أمام منزله مقابل مسكني أخويه اللذين للتو غادرا القرية عائدين لمقري عمليهما كلا في مدينته التي يعمل فيها، وكان يتحدث بصوت تخنقه العبرة، قائلا: شعرت بفراغ وحزن وألم وحرقة بعد سفر أخوي وأنا أشاهد منازل خاوية وخالية، تذكرت من فقد إخوانه للأبد، ومن يعرف أهمية الأخ يقدر لهذا الأخ عمق إحساسه على فراق إخوته الدنيوي هذا الفراق المؤقت فراق سيعقبه اجتماع ولقاء مرات أخرى في الإجازات القادمة!
الفراق مر وأكثره مرارة الفراق الأبدي، هناك العديد من القصص المبكية قصص جحود ونكران قصص عاش أبطالها أخوة أوجدوا أرضا خصبة للشيطان حتى زرع بينهم من الفرقة والنزاع ما يصعب اقتلاعه، ومع مرور الزمن تجذر الخلاف ولم يفلح أهل الخير والصلاح في رأب الصدع بينهما عبر الزمن وما يزيد الطين بلة كما يقال في مثل هذه الخلافات الأخوية أن يتم (شحن) الأبناء على أعمامهم وبعد رحيل الآباء المتخاصمين، نجد نار تلك الشحناء قد وجدت طريقا ممهدا لقلوب الأبناء فلم يعد للعم أو الخال أي احترام عند تلك القلوب المشحونة!
يقول من سعى في الصلح بين أخوين متخاصمين، بعد أن علمت أن أحد الأخوين المتخاصمين لسنوات، دخل قسم العناية المركزة، ذهبت لأخية المحب للعقار قائلا: هناك مخطط في مدينة جدة سيتم الحراج على البيع يوم الخميس القادم، سوف أذهب لعلي أجد أرضا مناسبة وأرى أن تصاحبني (وش قلت!؟) وافق على الفور، وعندما وصلا إلى جدة اتجه إلى المستشفى حيث يرقد أخوه في العناية المركزة بين الحياة والموت، استغرب هذا الأخ من الذهاب للمستشفى، ولكن (المصلح) قال: أخوك يصارع الموت وأحببت أن تزوره، رد غاضبا وشاتما ذلك الشخص المحب للخير لأن الشيطان قد تمكن منه وغادر سيارة صاحبه خاسرا عقاري الدنيا والآخرة!
لكل من بينه وبين أخيه خصومة وجعل الشيطان يتحكم بمقود مشاعره، لن يفلح مقال ولا خطبة ولا مصلحون ليتصالح مع أخيه، فهل يتعلم الأخوة المتخاصمون من الأعرابية التي اختارت الأخ وضحت بابنها وزوجها تحت بريق سيف الحجاج.
Saleh_hunaitem@