ولي عهد الكويت : لدينا تحديات حقيقية لا تحتمل تصفية الحسابات
- اتابع بنفسي ملف التسريبات الأمنية وهو الأن بيد قضائنا العادل النزيه
- لن نسمح لقلة ضالة بجر بلدنا إلى الانقسام والفوضى باسم الحرية الزائفة
- ليس من المقبول ان يصور البعض الكويت بأنها أصبحت موطنا للفساد
- محاربة الفساد ليست خيارا بل واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسئولية أخلاقية
- المحافظة على أمن الكويت وتعزيز استقراراها مسؤولية الجميع وهي هدفنا الأعلى
- أدعو الحكومة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين
قال نائب أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أن البلاد لديها تحديات حقيقية جادة لا تحتمل ترف التسويف والانشغال بالمماحكات السياسية وتصفية الحسابات
وأضاف في كلمة إلى المواطنين الكويتيين اليوم : في البدء نرفع أكف الدعاء ضارعين إلى المولى العلي القدير أن يعجل بشفاء والدنا العزيز حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه ونسأله جلت قدرته أن يمن عليه باكتمال الصحة والعافية ليعود لأرض الوطن قريبا لمواصلة قيادته الحكيمة لمسيرة البناء والتقدم في البلاد.
وأكد سموه قائلا : نحن في أدق مراحل التعامل مع تداعيات انتشار كورونا وانهماك أبنائنا الأبطال في تضحياتهم المشهودة بالتعاون مع المخلصين في كافة أجهزة الدولة بجهود مواجهة هذا الوباء الخطير نشهد بكل الأسف ما يدور في الساحة المحلية مؤخرا من مظاهر العبث والفوضى والمساس بكيان الوطن ومؤسساته ولا سيما ما يتصل ببدعة التسريبات الأخيرة وما شابها من ممارسات شاذة مرفوضة وتعد على حريات الناس وخصوصياتهم تطال بعض العاملين في مؤسساتنا الأمنية وما برز من محاولة البعض شق الصف وإثارة الفتن وأود التنويه على أن هذا الأمر يحظى باهتمامي شخصيا ومتابعتي لجميع اجراءاته واخضاعه برمته وكافة تفاصيله بيد قضائنا العادل النزيه بعد أن تم مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة في شأنه مشددا بألا يفلت أي مسيء من العقاب مؤكدا اعتزازنا بمؤسساتنا الأمنية ورجالها ونسائها المخلصين والتي لن يضيرها ولن ينتقص من قدرها شذوذ البعض الذين سينالون قصاصهم العادل جراء افعالهم الدنيئة الامر الذي يستوجب من الجميع التوقف عن تداول مثل هذه المواد الضارة والتي لن يستفيد منها الا أعداء الوطن ومن يسعى لتحقيق مصالح وغايات خاصة على حساب أمن الوطن وأننا على ثقة بأن شعب الكويت الأصيل الذي هو حصن الكويت واساس عزتها ورفعتها يدرك حقائق الأمور ولن تنطلي عليه الاباطيل ويظل حريصا على وطنه وأمنه واستقراره.
وأشار ولي العهد في كلمته إلى أن حضرة صاحب السمو أمير الكويت حفظه الله ورعاه مرارا ، حذر من خطورة انحراف بعض وسائل التواصل الاجتماعي وما تشكله من معاول هدم وتخريب لبنيان مجتمعنا وقيمه الفاضلة وما تحفل به من افتراءات وإثارة للفتن وإشاعة روح الإحباط والتشاؤم واطلاق الاتهامات دون دليل ولن نسمح لقلة ضالة بجر بلدنا الى الانقسام والفوضى باسم الحرية الزائفة الامر الذي يوجب الإسراع بترجمة التوجيه السامي بالقضاء على من أسماهم سموه حفظه الله ورعاه بأشباح الفتن حفاظا على أمن البلاد وصيانة مجتمعنا.
وقال سموه : إيماننا بحرية الرأي ثابت والتزامنا بالنهج الديمقراطي راسخ بما لا يقبل التشكيك أو المزايدة فهو عهد ارتضيناه جميعا ونتمسك به نموذجا صادقا للتوافق الوطني الذي توارثناه جيلا بعد جيل ولاشك بأن لهذه الحرية اطارا قانونيا واخلاقيا يراعي مسؤوليتها ويحفظ كرامات الناس وسمعتهم ويحقق الصالح العام وكذلك نهجنا الديمقراطي الذي يحكمه الدستور والقانون ومقتضيات المصلحة الوطنية ما يستوجب من السلطتين التشريعية والتنفيذية تصويب مسار العمل واستشعار التحديات والمخاطر التي تحيط بنا والتصدي للقضايا الجوهرية وما يمس هموم المواطنين ومصالحهم.
مؤكداً أن هناك العديد من الملفات والقضايا المهمة وهي نتيجة تراكمات طويلة تحتاج لمعالجتها إلى الجدية والحكمة والفكر الخلاق كما تحتاج إلى التعاون البناء والايجابية وروح الفريق الواحد ولنا في سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وقدرته على التصدي لهذه الملفات ثقة كبيرة مستحقة بالتعاون مع المخلصين من أبناء هذا البلد الكريم.
فهناك قضايا التعليم والشباب والإصلاح الإداري والتركيبة السكانية والخدمات والإصلاح الاقتصادي الذي يجب ان ينطلق من اصلاح الأجهزة الحكومية ومعالجة الهدر في المصروفات وضبط وتجفيف منابع الفساد وادواته إلى جانب القضايا الأخرى المهمة.
موضحا سموه إنها تحديات حقيقية جادة لا تحتمل ترف التسويف والانشغال بالمماحكات السياسية وتصفية الحسابات وتسجيل النقاط والانحراف في استخدام الأدوات الدستورية الرقابية الذي لا يحقق اصلاحا الامر يستوجب تعاونا جادا فاعلا مخلصا فالوطن يستحق والمواطنون يتطلعون إلى انجاز حقيقي ملموس يلبي طموحاتهم في حاضر آمن ومستقبل واعد.
لا شك بأن الفساد آفة مدمرة ورأينا كيف أحال الفساد أمما متقدمة إلى كيانات مهلهلة يفتك بها الفقر والجهل والمرض وقد استشعرنا غزو هذه الآفة لبلدنا عبر مظاهر مختلفة واذا كنا نشكو من الفساد فليس من المقبول ان يصور البعض الكويت بأنها أصبحت موطنا للفساد، ولنا وقفه جادة وحازمة لمواجهة هذا الخطر المدمر بكل عزم وقوة وان محاربة الفساد ليست خيارا بل هي واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسئولية أخلاقية ومشروعي وطني يشترك الجميع في تحمل مسؤوليته ولكل من يثير التساؤل حول محاسبة أبناء الاسرة الحاكمة نؤكد بأنهم جزء من أبناء الشعب الكويتي وتسري عليهم ذات القوانين ومن يخطئ يتحمل مسؤولية خطئة فليس هناك من هو فوق القانون وقد أكد حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه أن لا أحد فوق القانون ولا حماية لفاسد أيا كان أسمه أو صفته أو مكانته.... وأدعو الأخوة في الحكومة ومجلس الإمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه بكافة أشكاله.
وأختتم ولي عهد الكويت كلمته قائلا : إن المحافظة على أمن الكويت وتعزيز استقراراها مسؤولية الجميع وهي هدفنا الأعلى وهي قمة الأولويات وقد أكد الشعب الكويتي حرصه على كيان الوطن وقدم أغلى التضحيات وبذل الروح والدم والغالي والنفيس فداء له وحفاظا على سيادته وجسد أروع صور الوحدة الوطنية والتلاحم مع قيادته في تجاوز كافة التحديات والمخاطر التي تزخر بها صفحات تاريخ الكويت الناصع حرة أبية عزيزة الجانب عالية الراية.