تقول الحكاية:
كان هناك والٍ حزين احتار الأطباء في حالته، ولم يجد له دواء، يجعله سعيداً، فأعلن عن جائزة كبيرة لمَنْ يجد له دواء، فأتى له عرّاف وقال له: لدي الحل. فرح الوالي قائلا: استعجل عليّ به، فرد العراف: الحل أن تلبس قميص رجل سعيد فتنتقل لك السعادة.
فقال الوالي: إن الأمر سهل وطلب من الوزير قميصه لكن الوزير رد بخجل: لكنني للأسف لست سعيدا يا مولاي!
فأمر الوالي بالبحث عن قميص أحد الحرس أو عمال القصر، فذهب الوزير يبحث عن أحد سعيد في القصر ليأتي بقميصه للوالي لكنه لم يجد.
غضب الوالي وأمره أن يبحث خارج القصر، وفي المدينة حتى شاع في المدينة هذا الخبر وأن مَنْ يحضر للوالي هذا القميص له مكافأة كبيرة، لكن الصدمة عدم تقدم أحد!
فلم يكن هناك سعيد في المدينة، الأمر الذي دعاهم للبحث في المناطق المحيطة، وضاعف الوالي الجائزة وبعد عناء وجد الوزير رجلا فقيرا خارج المدينة يرعى الغنم، فسأله هل أنت سعيد؟ فقال له الراعي نعم فاستبشر خيراً الوزير، وقال لك جائزة كبيرة جداً، فرح الرجل الفقير، وطلب منه الوزير أن يأتي له الرجل بقميص لكي يقدمه للملك، فقال الفقير للأسف ليس لدي قميص، فأنا لا أملك شيئا، وهذه الأغنام أرعاها لصاحبها.
وظل الملك حزينا.
من خلال قراءتنا لهذه القصة، يتضح لنا أن جميع سكان هذه المدينة غير سعداء!
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه القصة: هل أنت سعيد؟ وما هو مفهوم السعادة لديك؟
قد يَختلفُ مفهوم السّعادة من شخصٍ لآخر، وقد اختلف الكثير في تعريفها، إذ إنّها مُصطلحٌ نسبيّ، فقد يُسعدُك شيءٌ قد يكون لا يسعد غيرك. ويختلفُ النّاس في تحديد السّعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم ؛ فمنهم مَنْ يَظنُّ أنّ السّعادة الحقيقية تكمنُ في امتلاكِ الأموال الطّائلة، ومنهم مَنْ يتصوّرها في بيتٍ فخمٍ وسيّارة فارهة، ومنهم مَنْ يراها في المراكز العليا، أو في التمتُّع بمنظر جذاب وساحر. الجميع يتمنون السعادة، ولو تسألهم ما معنى السعادة؟ لن يستطيع أكثرهم الإجابة عنه بالشكل الصحيح. وتحدث البعض من الفلاسفة والأدباء عن السعادة، التي حيرت الكثير في مفهومها، نستعرض بعضا منها:
- السعادة ليست الحصول على ما لا نملك، بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك.
- تكون غبيا وأنانيا وبصحة جيدة هي ثلاثة متطلبات لتتحقق السعادة ولكن بدون الغباء يغيب كل شيء.
- مَنْ يحصل على السعادة عليه أن يشرك آخرين فيها، فالسعادة ولدت توأما.
- السعادة شيء يدخل حياتنا من أبواب لا نتذكر حتى إننا تركناها مفتوحة.
- السعادة ليست غياب المشاكل، بل القدرة على التعامل معها.
- السعادة مثل الفراشة، في حال لاحقتها فلن تمسك بها ولكن إن كنت هادئًا ستأتي وتحط على كتفك.
عزيزي القارئ أعتقد أن السعادة هي في الرضا والإيمان والقناعة بما نملك، وفي مساعدة الآخرين وإسعادهم، وأن السعادة ليست بالأموال والمناصب والقصور فقط، فالكثير من أصحاب الأموال والمراكز، تجدهم يفتقدون إليها، وهذا لا يعني أن الفقير أكثر سعادة منهم، بل هو أكثرهم عرضة للمشاكل والهموم.
هنا أشبه السعادة بالسهل الممتنع تشعر بأنها بسيطة ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعناء ولكنها في نفس الوقت صعبة المنال، قد تبحث عنها في كل مكان وتسأل عنها الكثير من الناس ولا تجدها، وهي موجودة أمامك!
وفي الختام عزيزي القارئ هل تتفق معي لو أن أهل المدينة كانوا سعداء، هل أحتاج الوالي إلى قميص السعادة.
@kha9966
كان هناك والٍ حزين احتار الأطباء في حالته، ولم يجد له دواء، يجعله سعيداً، فأعلن عن جائزة كبيرة لمَنْ يجد له دواء، فأتى له عرّاف وقال له: لدي الحل. فرح الوالي قائلا: استعجل عليّ به، فرد العراف: الحل أن تلبس قميص رجل سعيد فتنتقل لك السعادة.
فقال الوالي: إن الأمر سهل وطلب من الوزير قميصه لكن الوزير رد بخجل: لكنني للأسف لست سعيدا يا مولاي!
فأمر الوالي بالبحث عن قميص أحد الحرس أو عمال القصر، فذهب الوزير يبحث عن أحد سعيد في القصر ليأتي بقميصه للوالي لكنه لم يجد.
غضب الوالي وأمره أن يبحث خارج القصر، وفي المدينة حتى شاع في المدينة هذا الخبر وأن مَنْ يحضر للوالي هذا القميص له مكافأة كبيرة، لكن الصدمة عدم تقدم أحد!
فلم يكن هناك سعيد في المدينة، الأمر الذي دعاهم للبحث في المناطق المحيطة، وضاعف الوالي الجائزة وبعد عناء وجد الوزير رجلا فقيرا خارج المدينة يرعى الغنم، فسأله هل أنت سعيد؟ فقال له الراعي نعم فاستبشر خيراً الوزير، وقال لك جائزة كبيرة جداً، فرح الرجل الفقير، وطلب منه الوزير أن يأتي له الرجل بقميص لكي يقدمه للملك، فقال الفقير للأسف ليس لدي قميص، فأنا لا أملك شيئا، وهذه الأغنام أرعاها لصاحبها.
وظل الملك حزينا.
من خلال قراءتنا لهذه القصة، يتضح لنا أن جميع سكان هذه المدينة غير سعداء!
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه القصة: هل أنت سعيد؟ وما هو مفهوم السعادة لديك؟
قد يَختلفُ مفهوم السّعادة من شخصٍ لآخر، وقد اختلف الكثير في تعريفها، إذ إنّها مُصطلحٌ نسبيّ، فقد يُسعدُك شيءٌ قد يكون لا يسعد غيرك. ويختلفُ النّاس في تحديد السّعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم ؛ فمنهم مَنْ يَظنُّ أنّ السّعادة الحقيقية تكمنُ في امتلاكِ الأموال الطّائلة، ومنهم مَنْ يتصوّرها في بيتٍ فخمٍ وسيّارة فارهة، ومنهم مَنْ يراها في المراكز العليا، أو في التمتُّع بمنظر جذاب وساحر. الجميع يتمنون السعادة، ولو تسألهم ما معنى السعادة؟ لن يستطيع أكثرهم الإجابة عنه بالشكل الصحيح. وتحدث البعض من الفلاسفة والأدباء عن السعادة، التي حيرت الكثير في مفهومها، نستعرض بعضا منها:
- السعادة ليست الحصول على ما لا نملك، بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك.
- تكون غبيا وأنانيا وبصحة جيدة هي ثلاثة متطلبات لتتحقق السعادة ولكن بدون الغباء يغيب كل شيء.
- مَنْ يحصل على السعادة عليه أن يشرك آخرين فيها، فالسعادة ولدت توأما.
- السعادة شيء يدخل حياتنا من أبواب لا نتذكر حتى إننا تركناها مفتوحة.
- السعادة ليست غياب المشاكل، بل القدرة على التعامل معها.
- السعادة مثل الفراشة، في حال لاحقتها فلن تمسك بها ولكن إن كنت هادئًا ستأتي وتحط على كتفك.
عزيزي القارئ أعتقد أن السعادة هي في الرضا والإيمان والقناعة بما نملك، وفي مساعدة الآخرين وإسعادهم، وأن السعادة ليست بالأموال والمناصب والقصور فقط، فالكثير من أصحاب الأموال والمراكز، تجدهم يفتقدون إليها، وهذا لا يعني أن الفقير أكثر سعادة منهم، بل هو أكثرهم عرضة للمشاكل والهموم.
هنا أشبه السعادة بالسهل الممتنع تشعر بأنها بسيطة ولا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعناء ولكنها في نفس الوقت صعبة المنال، قد تبحث عنها في كل مكان وتسأل عنها الكثير من الناس ولا تجدها، وهي موجودة أمامك!
وفي الختام عزيزي القارئ هل تتفق معي لو أن أهل المدينة كانوا سعداء، هل أحتاج الوالي إلى قميص السعادة.
@kha9966