احتكار الدولة للسلاح والميليشيات المدعومة من إيران التحدي الأكبر أمامه
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يقدم حالة ذات مصداقية للإصلاح.
وبحسب مقال لـ«ديفيد اغناتيوس»، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كان العراق ضحية للفشل العسكري الأمريكي والتدخل الإيراني.
وتابع بقوله: الآن يحاول رئيس الوزراء الجديد إنشاء نموذج مختلف للعراق يؤكد السيادة وإصلاحات مكافحة الفساد وعلاقة تدريب عسكري مستدامة مع واشنطن.
وأردف: شرح الكاظمي رؤيته في مقابلة مطولة الخميس الماضي بعد لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب. يبدو أنه وترامب مرتاحان في الوقت الحالي لعلاقة عسكرية يبقى فيها عدة آلاف من القوات الأمريكية في العراق لتدريب القوات المحلية، دون أي جدول زمني حتى الآن لانسحابهم.
ومضى يقول: بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في التوسع العسكري بالعراق، متبوعًا بتراجع متسرع، فإن هذا النهج هو تغيير مرحب به.
توازن صحيح
وأضاف: من الواضح أن الدور القتالي للولايات المتحدة هناك ينتهي، لكن يبدو أن الدعم العسكري المحدود سيستمر. هذا هو التوازن الصحيح.
ومضى يقول: على الرغم من كل خطابات ترامب السابقة حول العراق، فقد كان ودودًا بشكل مفاجئ في اجتماعه مع الكاظمي، ووصفه بأنه رجل نبيل محترم للغاية، ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق بأنها جيدة جدًا.
وتابع: الكاظمي وجه جديد مثير للاهتمام في المنطقة. رئيس سابق للمخابرات أصبح رئيس وزراء مؤقتًا في مايو، بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للفساد من قبل الشباب العراقي، التي أصابت البلاد بالشلل.
وأضاف: لقد اتخذ الكاظمي بشجاعة مسارًا مستقلًا، ونأى بنفسه قليلًا عن إيران وانضم إلى حركة احتجاجية تريد القضاء على أمراء الحرب السياسيين الفاسدين.
وأردف: قال لي الكاظمي إن بلاده ليست بحاجة إلى قوات قتالية أمريكية في العراق الآن بعد هزيمة تنظيم داعش، وإنما بحاجة إلى قوات أمريكية تركز على التدريب وبناء القدرات. كما قال إن القادة العراقيين السابقين كانوا خجولين بشأن الاعتراف بالدعم العسكري من الولايات المتحدة. قال إنه يعتقد أن هذه العلاقة لا تدعو إلى الإحراج، وإنما شيء يجب الفخر به.
الأسئلة الصعبة
وبحسب الكاتب، قال الكاظمي إن بعض الأسئلة الصعبة لا تزال دون حل، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة للمجال الجوي العراقي وخارطة الطريق لإعادة انتشار القوات الأمريكية.
وتابع: ستتناول هذه القضايا مجموعة «حوار إستراتيجي» مشتركة اجتمعت مرتين وستواصل الاجتماع هذا العام.
ومضى الكاتب بقوله: العراق هو نقطة مضيئة للتنافس بين الولايات المتحدة وإيران، ووصف الكاظمي معاناته لكسب بعض مساحة المناورة السياسية من طهران.
وأردف: قال الزعيم العراقي إنه أبلغ القادة الإيرانيين خلال زيارة الشهر الماضي أن طهران يجب أن تقيم علاقات دولة مع دولة، بدلا من العمل مع قادة الميليشيات الفردية، الذين قد يقوضون سلطة بغداد.
وبحسب الكاتب، يسعى الكاظمي أيضا إلى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وقال إنه ناقش التنسيق السعودي - العراقي بشأن النفط والسياسة الاقتصادية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، قبل يوم واحد من لقائه مع ترامب.
تحدي الميليشيات
وأشار اغناتيوس إلى أن التحدي الأصعب، الذي يواجهه الكاظمي هو السيطرة على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، التي تهدد بأن تصبح دولة داخل الدولة بنفس الطريقة، التي يعمل بها حزب الله في لبنان.
ومضى يقول: أوضح الكاظمي أنهم يشعرون بأن شرعيتهم تنبع من الوجود الأمريكي في العراق. لكنه حذر من أن هذا لا يعطي الميليشيات الحق في مهاجمة القوات الأمريكية في العراق.
ولفت إلى أن الكاظمي يرى وجوب احتكار الدولة السلاح، ويؤمن بأن أي منظمة تمتلك أسلحة خارج الدولة تعتبر خارجة عن القانون.
وأردف يقول: في تحدي الميليشيات المدعومة من إيران، يتخذ الكاظمي خطوة شجاعة. وظهرت المخاطر الشهر الماضي عندما قتل هشام الهاشمي الخبير الأمني، الذي قدم المشورة لحكومة الكاظمي بالرصاص في بغداد. وألقى الكاظمي باللوم على جماعات خارجة عن القانون، وتعهد بألا يسمح بعودة الاغتيالات إلى العراق لثانية واحدة.
رؤية للمستقبل
وتابع: يتحدث الكاظمي عن مستقبل شبيه بأوروبا لمنطقته، مع تدفقات أكثر حرية لرأس المال والتكنولوجيا فيما يسميه بلاد الشام الجديدة.
وأضاف: ولدى سؤاله عن التطور الأخير للعلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، قال الكاظمي إجابة دقيقة: هذا قرار إماراتي، ولا ينبغي لنا التدخل.
ومضى يقول: من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في يونيو. تولى الكاظمي منصبه كرئيس وزراء انتقالي، دون قاعدة طائفية أو حزبية قوية. لديه فرصة للاحتفاظ بالسلطة إذا كان بإمكانه تسخير الطاقة السياسية لشباب المتظاهرين في الشوارع، الذين سئموا الأحزاب التقليدية والسياسيين.
وردا على سؤال حول أجندته، أورد الكاظمي سلسلة من المبادرات التي تتناول الصحة العامة والاقتصاد. لكنه قال إنه من أجل إحراز تقدم في كل مجال، فإن القضية الأكثر أهمية هي الفساد.
وتابع يقول: للأسف، نادرًا ما تنجح مثل هذه الإصلاحات في الشرق الأوسط الحديث. لكن في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، يتزايد غضب الجمهور من السياسة كالمعتاد.
وبحسب مقال لـ«ديفيد اغناتيوس»، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كان العراق ضحية للفشل العسكري الأمريكي والتدخل الإيراني.
وتابع بقوله: الآن يحاول رئيس الوزراء الجديد إنشاء نموذج مختلف للعراق يؤكد السيادة وإصلاحات مكافحة الفساد وعلاقة تدريب عسكري مستدامة مع واشنطن.
وأردف: شرح الكاظمي رؤيته في مقابلة مطولة الخميس الماضي بعد لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب. يبدو أنه وترامب مرتاحان في الوقت الحالي لعلاقة عسكرية يبقى فيها عدة آلاف من القوات الأمريكية في العراق لتدريب القوات المحلية، دون أي جدول زمني حتى الآن لانسحابهم.
ومضى يقول: بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في التوسع العسكري بالعراق، متبوعًا بتراجع متسرع، فإن هذا النهج هو تغيير مرحب به.
توازن صحيح
وأضاف: من الواضح أن الدور القتالي للولايات المتحدة هناك ينتهي، لكن يبدو أن الدعم العسكري المحدود سيستمر. هذا هو التوازن الصحيح.
ومضى يقول: على الرغم من كل خطابات ترامب السابقة حول العراق، فقد كان ودودًا بشكل مفاجئ في اجتماعه مع الكاظمي، ووصفه بأنه رجل نبيل محترم للغاية، ووصف العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق بأنها جيدة جدًا.
وتابع: الكاظمي وجه جديد مثير للاهتمام في المنطقة. رئيس سابق للمخابرات أصبح رئيس وزراء مؤقتًا في مايو، بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للفساد من قبل الشباب العراقي، التي أصابت البلاد بالشلل.
وأضاف: لقد اتخذ الكاظمي بشجاعة مسارًا مستقلًا، ونأى بنفسه قليلًا عن إيران وانضم إلى حركة احتجاجية تريد القضاء على أمراء الحرب السياسيين الفاسدين.
وأردف: قال لي الكاظمي إن بلاده ليست بحاجة إلى قوات قتالية أمريكية في العراق الآن بعد هزيمة تنظيم داعش، وإنما بحاجة إلى قوات أمريكية تركز على التدريب وبناء القدرات. كما قال إن القادة العراقيين السابقين كانوا خجولين بشأن الاعتراف بالدعم العسكري من الولايات المتحدة. قال إنه يعتقد أن هذه العلاقة لا تدعو إلى الإحراج، وإنما شيء يجب الفخر به.
الأسئلة الصعبة
وبحسب الكاتب، قال الكاظمي إن بعض الأسئلة الصعبة لا تزال دون حل، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة للمجال الجوي العراقي وخارطة الطريق لإعادة انتشار القوات الأمريكية.
وتابع: ستتناول هذه القضايا مجموعة «حوار إستراتيجي» مشتركة اجتمعت مرتين وستواصل الاجتماع هذا العام.
ومضى الكاتب بقوله: العراق هو نقطة مضيئة للتنافس بين الولايات المتحدة وإيران، ووصف الكاظمي معاناته لكسب بعض مساحة المناورة السياسية من طهران.
وأردف: قال الزعيم العراقي إنه أبلغ القادة الإيرانيين خلال زيارة الشهر الماضي أن طهران يجب أن تقيم علاقات دولة مع دولة، بدلا من العمل مع قادة الميليشيات الفردية، الذين قد يقوضون سلطة بغداد.
وبحسب الكاتب، يسعى الكاظمي أيضا إلى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وقال إنه ناقش التنسيق السعودي - العراقي بشأن النفط والسياسة الاقتصادية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، قبل يوم واحد من لقائه مع ترامب.
تحدي الميليشيات
وأشار اغناتيوس إلى أن التحدي الأصعب، الذي يواجهه الكاظمي هو السيطرة على الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، التي تهدد بأن تصبح دولة داخل الدولة بنفس الطريقة، التي يعمل بها حزب الله في لبنان.
ومضى يقول: أوضح الكاظمي أنهم يشعرون بأن شرعيتهم تنبع من الوجود الأمريكي في العراق. لكنه حذر من أن هذا لا يعطي الميليشيات الحق في مهاجمة القوات الأمريكية في العراق.
ولفت إلى أن الكاظمي يرى وجوب احتكار الدولة السلاح، ويؤمن بأن أي منظمة تمتلك أسلحة خارج الدولة تعتبر خارجة عن القانون.
وأردف يقول: في تحدي الميليشيات المدعومة من إيران، يتخذ الكاظمي خطوة شجاعة. وظهرت المخاطر الشهر الماضي عندما قتل هشام الهاشمي الخبير الأمني، الذي قدم المشورة لحكومة الكاظمي بالرصاص في بغداد. وألقى الكاظمي باللوم على جماعات خارجة عن القانون، وتعهد بألا يسمح بعودة الاغتيالات إلى العراق لثانية واحدة.
رؤية للمستقبل
وتابع: يتحدث الكاظمي عن مستقبل شبيه بأوروبا لمنطقته، مع تدفقات أكثر حرية لرأس المال والتكنولوجيا فيما يسميه بلاد الشام الجديدة.
وأضاف: ولدى سؤاله عن التطور الأخير للعلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، قال الكاظمي إجابة دقيقة: هذا قرار إماراتي، ولا ينبغي لنا التدخل.
ومضى يقول: من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في يونيو. تولى الكاظمي منصبه كرئيس وزراء انتقالي، دون قاعدة طائفية أو حزبية قوية. لديه فرصة للاحتفاظ بالسلطة إذا كان بإمكانه تسخير الطاقة السياسية لشباب المتظاهرين في الشوارع، الذين سئموا الأحزاب التقليدية والسياسيين.
وردا على سؤال حول أجندته، أورد الكاظمي سلسلة من المبادرات التي تتناول الصحة العامة والاقتصاد. لكنه قال إنه من أجل إحراز تقدم في كل مجال، فإن القضية الأكثر أهمية هي الفساد.
وتابع يقول: للأسف، نادرًا ما تنجح مثل هذه الإصلاحات في الشرق الأوسط الحديث. لكن في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، يتزايد غضب الجمهور من السياسة كالمعتاد.