علي بطيح العمري يكتب:

عندما ألقي نظرة على آخر ورقة في التقويم في كل عام أتأمل رحيل الأعوام وتسارع الوقت، وأدرك قدرة العظيم سبحانه وتعالى على تغيير الأحوال من حال إلى حال على قول الشاعر:

ما بين غمضة عين وانتباهتها

يغير الله من حال إلى حال

* التقويم محمل بثلاثمائة وستين ورقة.. أين ذهبت تلك الأوراق؟!

هي نقص من أعمارنا، وتقارب للمسافة بيننا وبين آخرتنا.. هي أعمال أودعناها صحائفنا بخيرها وشرها.. هي أيام أعز الله فيها أقواما وأذل آخرين.. هي أيام أغنى الله أشخاصا فيها وأفقر غيرهم.. هي أيام جاء فيها ناس إلى الدنيا، وودعها ناس.. هي أيام حصلت فيها كوارث وأحداث.. هكذا هي الدنيا وهكذا أراد لها مولاها.. يقول الله في كتابه: «كل يوم هو في شأن».. قيل في تفسيرها، من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين، ويجيب داعيا، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويرزق ويمنع..

فيا رب اكتب لنا من الأقدار أجملها، ولا تغير علينا حالا إلا لأحسنه.

* جاءت أحاديث تشير إلى تسارع الأيام في آخر الزمان حتى أن السنة تمر على الناس كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة.

في زماننا اليوم تم اختصار المسافات، فالمسافات التي كان الناس يقطعونها على الإبل في شهر باتت تقطعها السيارات في جزء من اليوم، والطائرات في ساعات.. أيضا التقنية وخاصة أجهزة الاتصالات وتطبيقاتها اختصرت الوقت.. فالساعة التي تقضيها على جوالك تمر عليك كدقائق لا تشعر بها.

لم نعد نشعر بطول الوقت إلا إذا فقدنا أجهزتنا أو تعطلت تطبيقاتها، هنا تشعر بطول الوقت.. ولعل هذا المعنى العام لنظرية (أينشتاين) النسبية.

* للشاعر (حسن عبدالله العمري)، وأسميه (شاعر المخواة) أبيات يقول فيها:

عام يودعنا لعام بعده

والذكريات ودائع الأيام

مر الصبا كالغيم فوق سمائنا

يسقي الطموح بروضة الأحلام

أهلا بعام عن قريب راحل

والعمر يشكو زحمة الأعوام

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

جدد إيمانك وحدث أفكارك.. وإلا كنت نسخة مكررة كل عام!