يستيقظ أحدهم من نومه صباحا، يفرك عينيه ثم يغسل وجهه ويشرب كوبا من القهوة. ثم يبدأ البحث عن صديق أو قريب ليقضيا معا ما تبقى من يومهما، قد يلعبان الكرة أو يتسامران في نزهة برية أو يذهبان إلى معارض السيارات، الأهم أن تنقضي ساعات اليوم وهما متعبان من يومهما ويخلدان للنوم، وغدا يتكرر حالهما هذا بحثا عن الحياة.
نعم بحثا عن الحياة من وجهة نظرهما، رغم أنها حياة منغلقة مملة تقتل الإنسان من الداخل ببطء شديد لا يلحظه الفرد نفسه. مرض الفراغ الذي يصيب جزءا كبيرا من المجتمع هو خطر جسيم، لا ينعكس على الفرد نفسه وإنما يصل أثره للمجتمع المحيط به.
في إحدى المرات سمعت صديقا يقول: «الذي يستيقظ من نومه وهو لا يعلم ما يفعل في يومه، إنسان فارغ حتى لو قاتل لإظهار عكس ذلك». ثم شرح لي بعد ذلك أثر أن يكون يومك خاليا من العمل والكدح والبحث عن الرزق، الذي لا يرتبط بالمال فقط وإنما الرزق بالبحث عما يفيد الإنسان ويصنع خطا وثيقا نحو النجاح.
للأسف نرى جزءا كبيرا من شباب المجتمع يقضي ساعات يومه دون هدف، الثابت فيها أنه ينام ويأكل دون أن يعرف حتى مواعيدها اليومية، أما خلاف ذلك فهم يضيعون الساعات الطوال بما لا يفيد، وحينما تضيع بما لا يفيد فإنها تتوجه بهدوء نحو الضار على الفرد نفسه، على جوانب الدين والصحة وغيرها لأنه يجهل طريقة الاستفادة من يومه.
من ذلك ننطلق إلى نقطة أخرى، أن من يشتكي من زيادة العمل اليومي وأنه لا يجد وقتا في يومه للتفاصيل الجانبية، فهو في نعمة عظيمة يجهل تفاصيلها بسبب أنه غارق فيها، لكن الإنسان بطبعه يبحث عن أي شيء ينقصه حتى لو كان ذلك أمرا سلبيا.
من نتائج الفراغ هو تعكر ذهن الفرد لأنه يرى نفسه بلا هدف ولا يضع لذاته قيمة، هنا يبدأ في نشر السلبية في المجتمع المحيط به وبالتالي يسهم في صناعة جيل جديد يتعايش مع الإحباط ويقتل داخله كل طموح وحماس. لأن الشاب أو الفتاة الغارقين في مرض الفراغ مستسلمان له بالكامل، ولا يحاولان المقاومة بالبحث عما يشغل أوقاتهما بما يعود بالنفع عليهما وعلى مجتمعهما.
واقترح على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، بفتح مجال التدريب المسائي بالمهن والحرف اليدوية بشتى مجالاتها وتكون برامج قصيرة تصنع جيلا جديدا، ينفع نفسه بعمله والذي تكون نتائجه على المجتمع بأكمله.
الحدادة والنجارة وصيانة السيارات والجوالات وغيرها من المجالات، هي مهن تفتح مسارا تجاريا لأصحابها يبني لهم قصصا من النجاحات، ما ينعكس على مجتمعهم الذي هو الآخر بحاجة إلى من يزيد سوق العمل وفرص التوظيف. نجاح 5% من المتدربين في البرامج سيكون أثره كبيرا ومحفزا لأفراد المجتمع.
ولكل من لا يعلم طريقة لقضاء يومه أقول: الحياة أصبحت سريعة وصعبة، إن لم تستطع مقاومة ذلك بالعمل والاجتهاد فإن القطار سيمضي دون أن تلحق به. ابحث عن مهنة أو معرفة تبدأ بها طريقك نحو النجاح، وقاتل في أن تتميز فيها وحينها ستصل بإذن الله إلى نجاحات لم تكن تتوقعها، لأن عملك واجتهادك ستكون نتائجهما ثمرة تراها أمام عينيك.
fares2232 @
نعم بحثا عن الحياة من وجهة نظرهما، رغم أنها حياة منغلقة مملة تقتل الإنسان من الداخل ببطء شديد لا يلحظه الفرد نفسه. مرض الفراغ الذي يصيب جزءا كبيرا من المجتمع هو خطر جسيم، لا ينعكس على الفرد نفسه وإنما يصل أثره للمجتمع المحيط به.
في إحدى المرات سمعت صديقا يقول: «الذي يستيقظ من نومه وهو لا يعلم ما يفعل في يومه، إنسان فارغ حتى لو قاتل لإظهار عكس ذلك». ثم شرح لي بعد ذلك أثر أن يكون يومك خاليا من العمل والكدح والبحث عن الرزق، الذي لا يرتبط بالمال فقط وإنما الرزق بالبحث عما يفيد الإنسان ويصنع خطا وثيقا نحو النجاح.
للأسف نرى جزءا كبيرا من شباب المجتمع يقضي ساعات يومه دون هدف، الثابت فيها أنه ينام ويأكل دون أن يعرف حتى مواعيدها اليومية، أما خلاف ذلك فهم يضيعون الساعات الطوال بما لا يفيد، وحينما تضيع بما لا يفيد فإنها تتوجه بهدوء نحو الضار على الفرد نفسه، على جوانب الدين والصحة وغيرها لأنه يجهل طريقة الاستفادة من يومه.
من ذلك ننطلق إلى نقطة أخرى، أن من يشتكي من زيادة العمل اليومي وأنه لا يجد وقتا في يومه للتفاصيل الجانبية، فهو في نعمة عظيمة يجهل تفاصيلها بسبب أنه غارق فيها، لكن الإنسان بطبعه يبحث عن أي شيء ينقصه حتى لو كان ذلك أمرا سلبيا.
من نتائج الفراغ هو تعكر ذهن الفرد لأنه يرى نفسه بلا هدف ولا يضع لذاته قيمة، هنا يبدأ في نشر السلبية في المجتمع المحيط به وبالتالي يسهم في صناعة جيل جديد يتعايش مع الإحباط ويقتل داخله كل طموح وحماس. لأن الشاب أو الفتاة الغارقين في مرض الفراغ مستسلمان له بالكامل، ولا يحاولان المقاومة بالبحث عما يشغل أوقاتهما بما يعود بالنفع عليهما وعلى مجتمعهما.
واقترح على المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، بفتح مجال التدريب المسائي بالمهن والحرف اليدوية بشتى مجالاتها وتكون برامج قصيرة تصنع جيلا جديدا، ينفع نفسه بعمله والذي تكون نتائجه على المجتمع بأكمله.
الحدادة والنجارة وصيانة السيارات والجوالات وغيرها من المجالات، هي مهن تفتح مسارا تجاريا لأصحابها يبني لهم قصصا من النجاحات، ما ينعكس على مجتمعهم الذي هو الآخر بحاجة إلى من يزيد سوق العمل وفرص التوظيف. نجاح 5% من المتدربين في البرامج سيكون أثره كبيرا ومحفزا لأفراد المجتمع.
ولكل من لا يعلم طريقة لقضاء يومه أقول: الحياة أصبحت سريعة وصعبة، إن لم تستطع مقاومة ذلك بالعمل والاجتهاد فإن القطار سيمضي دون أن تلحق به. ابحث عن مهنة أو معرفة تبدأ بها طريقك نحو النجاح، وقاتل في أن تتميز فيها وحينها ستصل بإذن الله إلى نجاحات لم تكن تتوقعها، لأن عملك واجتهادك ستكون نتائجهما ثمرة تراها أمام عينيك.
fares2232 @