د.ندا الزايدي

كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا الأحلام.. فدائماً ما تولد كبيرة ثم تصغر وتتقلص وقد تتلاشى إذا لم يتم الاعتناء بها..

تجد الطفل الصغير إذا سألته عن طموحاته يرد ببراءة وسذاجة الأطفال بأنه سيصعد إلى القمر أو سينقذ كوكب الأرض من الأشرار أو ستكون هي أجمل امرأة في العالم ولديها كل الفساتين والمجوهرات..

ويستمر الحلم فنصل إلى فورة سن المراهقة وتبدأ تتبلور الأحلام بشيء من المنطقية، فيقول الفتى إنه سيخترع أجهزة تساعد الناس في القيام بأعمالهم وتقول الفتاة بأنها ستلتحق بمنظمة لتقضي على الجوع والفقر في العالم..

ويستمر الحلم ونلتحق بالجامعات ويبدأ السهر والتعب والمعاناة ويبدأ الحلم في الانحسار في النجاح والتفوق وتأجيل الحلم إلى ما بعد التخرج..

ويأتي اليوم المنشود ونتخرج ويصبح حلمنا وأملنا الوحيد في الحصول على وظيفة، على مصدر دخل مستمر يقينا الحاجة..

وتبدأ الضغوط بالزواج والإنجاب والسعي وراء تهيئة عيش كريمة للآخرين..

وننسى حلمنا ونبدأ في التفكير والتخطيط لتحقيق أحلام الصغار حتى لا نحرمهم مما حرمنا منه ونحن نعلم أنهم سيتيهون في نفس الدوامة..

هذا حال الأغلب منا وللقاعدة دائما شواذ..

إذا نظرنا إلى منحنى ايفيت روجرز للتكيف مع الابتكار Diffusion of innovation by Everret Rogers نجد أن الناس يقسمون الى خمسة أقسام: مبتكرون Innovators وهم أشخاص لديهم الشجاعة والحب للتغيير. متبنون أوليون Early adaptors وهم الذين يتبنون الأفكار الجديدة ولكن بحذر. أغلبية أولية Early majority وهم الذين يتقبلون التغيير بسرعة أكبر من الأفراد المتوسطين. أغلبية متأخرة Late majority وهم الأشخاص المتشككون. متخاذلون Laggards وهم الأشخاص التقليديون الذين يحبون التمسك بالعادات القديمة وينتقدون الأفكار الجديدة والمبتكرون لا يمثلون إلا 2.5% من المجتمع!!

وأولئك هم الحالمون الذين يظلون يتمسكون بحلمهم رغم العقبات ورغم الانتقادات وهم الذين يغيرون وجه العالم ..

إن كان لدينا حلم فلنتمسك به ولا ننتهي إلى فئة المتخاذلين الذين لا صنعة لهم إلا الانتقاد وتوليد الإحباط..

فالحلم لا عمر ولا حدود له إذا سمحنا له ألا يصغر لأنه ببساطة يولد كبيراً..

@NadaAlzaidy