إيمان بوخمسين

لأني أم لطفلين في المرحلة الابتدائية، كان حالي في الأيام السابقة كحال الكثير من الأهالي على مشارف الانتظار لمعرفة مصير التعليم خلال الفصل الدراسي القادم. كل الخطط الدراسية كانت تحت قائمة الانتظار حتى صرح وزير التعليم، أن الدراسة ستستمر لتكون عن بعد كما كانت مسبقا في نهاية الفصل الدراسي السابق وذلك ضمن الخطط الاحترازية لمنع انشار فيروس كوفيد 19. في شهر مارس الماضي، نحو 453 ألف طالب وطالبة استأنفوا الدراسة بعيدا عن الفصول الدراسية من كافة أنحاء المملكة العربية السعودية. في ظل جائحة كورونا الشرسة التي أصابت العالم، وأخضعت الشعوب لوطأة الحجر المنزلي الإجباري أو الاختياري. مع شعارات التباعد الاجتماعي التي نراها في كل وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية، أصبح من الواجب علينا أن نغير الكثير من مفاهيم حياتنا، ابتداء من مكان العمل إلى كيف نتواصل مع أحبائنا عبر الشاشات المتوهجة! لعلمنا أنها الطريقة الآمنة للتواصل. في ظل هذه الظروف وفراق الأصدقاء وغياب الأنشطة الترفيهية الخارجية، أصبح استخدام الألعاب الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعية هي وسيلة الإلهاء الأمثل للأطفال نظرا لضيق المساحة. كما صرحت منظمة اليونسف العالمية تضاعف عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية في شهر مارس ليصبح ما يقارب 23.5 مليون مستخدم حول العالم.

يتضح السؤال الحقيقي هنا: لكن ماذا عن سلامة نظر أطفالنا؟ هل هناك آثار لا نعلم بها؟

أثبتت الدراسات أن نسبة الإصابة بالعيوب الانكسارية حول العالم في ارتفاع ليصبح بما يقارب 50% من سكان العالم يعاني من أحد العيوب الانكسارية البصرية مثل قصر النظر، طول النظر، أو الإستيغماتزم. وعلى ذلك فإن معرفة الأعراض والمؤشرات تدل على وجود أحد المشاكل البصرية التي تستدعي زيارة عيادة العيون.

الأعراض التالية في غاية الأهمية على عاتق الآباء، ونستطيع تلخيصها كما يلي:

1.الصداع.

2. جفاف العين.

3. انحراف أحد العينين عن مسارها الطبيعي.

4. عدم وضوح الرؤية في المسافات القريبة أو البعيدة.

5. الدموع المستمرة.

مع استمرار التحديق المتواصل والتركيز على الشاشات الإلكترونية، يزداد الجهد على العين وتسبب إجهاد العين الإلكتروني. رغم أن استخدامنا المتزايد للأجهزة الإلكترونية هو لغرض الدراسة ووسيلة للترفيه!

إذن يجب علينا كآباء أن نضع القوانين لذلك النمط الدخيل في حياتنا فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل:

• تحديد الوقت المسموح لاستخدام الأجهزة الذكية ووضع المنبه لذلك.

• مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال.

• عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم .

• ارتداء النظارات الطبية.

• اتباع قانون 20 20 20 مما يعني وجوب أخذ استراحة كل عشرين دقيقة لمدة 20 ثانية وذلك بالنظر بعيدا عن الشاشة لمسافة 20 قدم مع استمرار عملية الرمش.

• ضبط وضعية الإضاءة والشاشة في الغرفة.

فيروس كوفيد 19، ذلك المخلوق الذي لا يرى بالعين المجردة، واجه الإنسان الكثير من الصعوبات للتغلب على آثاره التي اجتاحت تفاصيل حياتنا بطريقة هجومية في كل بقاع الأرض. وأعاد مفهوم الكثير من التفاصيل اليومية مثل كيفية قضائنا ساعات اليوم وكسبنا للرزق عبر شبكة الإنترنت وإجبارنا على إرسال قبلات إلكترونية إلى أحبائنا. في هذه الظروف المستجدة حيث نراقب العالم عبر الشاشات الإلكترونية، لنحافظ على نعمة البصر فهي نافذتنا إلى العالم التي وهبنا الله إياها لمستقبل أفضل وذلك عن طريق الزيارة الدورية لأخصائي البصريات.

imanbu50@aldulimanoptics.com