واشنطن بوست

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه رغم أن تفشي وباء «كورونا» أضر بالبرازيل، لكنه بطريقة ما جعل رئيس البلاد جايير بولسونارو أكثر شعبية.

وبحسب تقرير للصحيفة، عندما ضربت الجائحة البرازيل، وأغلقت الشركات، بدأت الحكومة في ضخ 110 دولارات شهريًا في محافظ أفقر المواطنين.

ومضت تقول: وفقًا لمعظم المقاييس، يجب أن تكون هذه لحظة سياسية مروّعة لبولسونارو، حيث انتشر الوباء في البلاد؛ ليصبح ثاني أسوأ انتشار لفيروس كورونا في العالم، مما أسفر عن مقتل 114000 برازيلي وإصابة أكثر من 3.6 مليون، وتدمير النظام الصحي في البلاد.

وأردفت: أدى الانهيار الاقتصادي الذي فشل في منعه إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 14%. لقد تخلى عنه الحلفاء، ووقع في شرَك العديد من فضائح الفساد. ومع ذلك، فإن الضابط السابق بالجيش يتمتع بشعبية أكبر من أي وقت مضى منذ بداية رئاسته.

وأضافت: حتى في عالم السياسة البرازيلية الذي لا يمكن التنبؤ به، حيث التحالفات عابرة ويُسجن السياسيون بشكل روتيني، كانت شعبية بولسونارو المتزايدة مذهلة. ولأول مرة منذ أكثر من عام، يكون البرازيليون الموافقون على أدائه أكثر من الرافضين.

ومضت تقول: وفقًا لاستطلاع حديث أجرته مؤسسة «داتا فولها»، ارتفعت نسبة تأييده من 32% إلى 37%، بينما انخفض معدل الرفض من 44% إلى 34%.

وأردفت: قبل أسابيع فقط، كان الناس من مختلف الأطياف السياسية يطالبون بإقالة بولسونارو، واستقال نائبه الأكثر شعبية، سيرجيو مورو، من منصب وزير العدل واتهمه بالفساد.

وتابعت الصحيفة: تؤكد شعبيته المتزايدة كيف يمكن تسخير أزمة فيروس كورونا لاقتحام دوائر انتخابية جديدة وإحداث تحوّل سياسي. غالبًا ما يوصف بولسونارو بالشعبوية، حيث يتحدث بشكل ارتجالي، وأحيانًا بشكل عدواني، وفي كثير من الأحيان بطريقة بذيئة، ونشأ في منطقة فقيرة من ريف ولاية ساو باولو. لكنه لم يكن قط سياسيًا للفقراء.

ومضت تقول: كان أنصاره من الطبقتين الوسطى والعليا، من المحافظين ماليًا، والإنجيليين، والجيش. ولكن خلال الوباء، نمت قاعدة دعمه لتشمل المزيد من الفقراء. كان المرض أكثر فتكًا بين صفوفهم، لكنهم يتلقون مساعدات مالية طارئة، وفي المقابل، يقدمون له دعمهم.

ونقل التقرير عن سيزار زوكو، أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة غيتوليو فارغاس البحثية، قوله: وصلت الفائدة إلى العديد من الأشخاص قبل وقت طويل من وصول المرض. لقد قضى الكثير من الناس شهرين أو ثلاثة أشهر بدخل لم يسبق له مثيل، ولم يروا المرض بعد. وحتى لو كان لديهم، فهو دخل لم يعتادوا الحصول عليه.

وخلال الوباء، أعطى بولسونارو الأولوية للاقتصاد، مع استبعاد كل شيء آخر تقريبًا. وحث الشركات على أن تظل مفتوحة، قائلًا إن الحياة يجب أن تستمر.

وأضاف: في وسائل الإعلام والنخبة السياسية، تم تشويه سمعته. لكن بين الفقراء، وجد بولسونارو جمهورًا أكثر ميلًا لتأييده.

ونقل عن إستير سولانو، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ساو باولو، قولها: رأوا أنه من المهم محاربة كورونا، لكن البرازيل لا تتمتع برفاهية العزلة الاجتماعية.. إنها دولة فقيرة، وحقيقة إنه أراد السماح للناس بالعمل تم النظر إليه على أنه شيء إيجابي.