د. يعن الله الغامدي

يقول الشافعي: تتبع سهام العدو وتعرف أهل الحق، ولذا فما تركزت سهام العدوان على هذا الكيان الشامخ بلاد الحرمين إلا لأنها مركز الثقل التي كشفت المخططات فأفشلتها والصخرة الكؤود التي تكسرت دونها سهامهم وانفلت عليها سيوفهم؟

لقد واجهت المملكة مخاطر كبرى بالمنطقة فتلقتها بعزيمتها وقضت على الفساد بطريقتها وعملت على الإصلاح بإرادتها ومرت علينا حملات إعلامية خسيسة منها ما ضرب العمق العربي ومنها اليوم ما يحاول ضرب الصف الخليجي وعزل دوله عن محيطها العربي ودفعها بالقوة نحو حلف تركي صفوي مؤدلج جعل للأسف من الإخوان مطية لهم ومن الأموال القطرية مصدرا لمشروعهم بوسائل مبتذلة وطرق ملتوية وتحت حسابات وهمية ومعارك إلكترونية يتركز معظمها على المملكة كما ترى في جميع منابرهم الإعلامية وبرامجهم الإخبارية وهذا هو حال المرجفين !.

يقرأون ما بين السطور فيكبرونه ويفتشون عن القصور فيهولونه ويتبعونه بإقامة مظاهرات ورفع شعارات وبالدفع المسبق يشحنون المجانين ويستغلون السفهاء ويغرون الأطفال وهم مغيبون عن الحقائق، إن دعمت المملكة حلفاءها قالوا المواطن أولى وإن لم تدعم قالوا تخلت عن حلفائها، وعندما اشترت أسلحة قالوا إتاوات لاسترضاء الدول الكبرى وإذا لم تشتر قالوا تخشى أن يكون لديها جيش قوي ينقلب عليها، ظلم في المعايير وخيانة في التهم وهم غارقون فيها وهذا حال المرجفين !.

واليوم محاولاتهم الدنيئة في هرولة إلى عزل بعض دول الخليج عن محيطها الخليجي كما ترى، ولكنهم مهما حاولوا في تمزيق عمقنا الخليجي لتمرير مخططاتهم التي انكشفت عبر خيمة القذافي فلن نتخلى عن بعضنا البعض، فما يوحدنا من أواصر الدين والقرابة والجوار أكبر مما يحلمون به، وكلنا أهل ومصيرنا واحد وخط دفاعنا الأول قدراتنا الذاتية كما أثبت التاريخ ونحن تحت منظومة سياسة مجلس التعاون الخليجي وتحت مظلة قادة ذلك المجلس الذين لهم في ذمتنا بيعة !

لقد تحملنا أكاذيبهم لعقود فلم نعد نثق بما يقولون وأتعبتنا اتهاماتهم لسنين، فلم نعد نصدق ما يرويه حتى أعداء هذا الوطن الهاربين في شوارع الغرب ويكفينا أن قضايانا التي دافعنا عنها بسببهم وصلت إلى العزلة وحال أمتنا لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، أصابنا الوهن وسفينتنا تتقاذفها الأمواج بين أمم لا تعترف بالضعيف بقدر ما تعترف بتقسيم المقسم على الرغم من أن ديننا واحد ورسولنا واحد وقبلتنا واحدة ولكن هذا هو حال المرجفين !

إن بلاد الحرمين الكريمة التي تحملت اقتصاد دول هي بلاد فضل وبركة وأهلها أهل إحسان وهبة حفظها الله ببركة دعاء إبراهيم وشرفها ببيته العتيق مثابة للناس وأمنا، ولم يخف علينا أن هناك شرفاء في كل أوطان أمتنا طهروا ألسنتهم من الكذب علينا ونظفوا أفواههم من كراهيتهم لنا فلا نامت أعين الجبناء، ونحن يا رب لا نعلم خفايا المستقبل ولكنا نعلم أنك خير مدبر فاجعل عامنا هذا عام أمن وسلام واحفظ خليجنا وأهله فأنت خير حافظ.

yan1433@