صفاء قره محمد ـ بيروت

الخسائر تجاوزت 50 مليار دولار

تصدّر مرفأ بيروت مجددًا وسائل الإعلام بعد شهر على انفجار «الجريمة»، وذكّر حريق، الخميس، اللبنانيين بجراحهم التي لم يتمكنوا من لملمتها بعد، وجزم اللبنانيون بأن الحريق مفتعل، معربين عن قلقهم من السياسة المتبعة من أهل السلطة لإخفاء فسادهم.

وسألت «اليوم» أوساطًا مطلعة، عن كيفية حصول الحريق خصوصًا أن المرفأ بعهدة الجيش اللبناني الذي حوّله إلى منطقة عسكرية، يمنع الدخول والخروج إلا بإذنه.

واستمعت الشرطة العسكرية اللبنانية إلى نحو 20 شخصًا ممن هم على علاقة بالأعمال التي كانت تجري في المستودع الذي اندلعت به النيران في مرفأ بيروت.

وأوضح الجيش اللبناني، في بيان مقتضب، أن الشرطة العسكرية «باشرت التحقيق في الحريق، بإشارة من النيابة العامة العسكرية»، دون التطرق إلى تفاصيل أخرى.

سيناريو «افتعال»

ورجّح سياسيون في لبنان أن يكون حريق مرفأ بيروت مفتعلًا، بهدف طمس أدلة بشأن الانفجار الذي وقع في المنشأة ذاتها، وتسبب بكارثة في المدينة، قبل أسابيع.

وقال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «خافوا من محقق جريء صاحب ضمير، أو من موظف نزيه وحي، وهم كُثر في هذه الإدارة المجرمة، فأحرقوا الأدلة». وأضاف: «لكن لن تفلت هذه السلطة من العقاب ولو بعد حين».

فيديو قصير

وعرضت الإعلامية يمنى فوّاز فيديو قصيرًا يظهر صورة لمستوعبات في المرفأ تحوي داخلها ملفات وأوراقًا تتعلق بكل نشاطات الجمارك وعملها، وهذا الفيديو تم تصويره في قبل يومين من حريق الخميس. وقالت فواز في الفيديو الذي نشرته عبر حسابها على «تويتر»: أهمية هذه الصورة أنها تعرض ملفات الجمارك كلها كيف تم تجميعها في المستوعب، وتسأل ماذا حصل في هذه الملفات؟ على الأرجح تمّ حرقها، وأتحدى بعد الحريق أن تكون هذه الملفات لا تزال موجودة، فهذه الملفات ليست من صالح أحد أن تبقى لأنها ملفات الفساد، وتثبت فساد كل القيمين، والقيمين على القيمين، خاتمًا: «هذه الملفات بحّ»!

إخفاء الحقائق

ورأى النائب شامل روكز في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، أن النيران التي اندلعت في المرفأ «جاءت لتحرق وتخفي حقيقة 4 آب». وقال: إن تلك النيران نفسها المنبعثة من قذارة الطبقة السياسية الحاكمة. وتساءل عن التحقيقات: «ماذا حققت حتى اليوم؟ فاسد يحاكم مجرمًا، ومجرم يغطي فاسدًا، وتضيع كرامة وحياة وروح الشعب اللبناني بين عدالة تائهة وسلطة حقيرة».

وأشار العميد سمير الخادم إلى نظريّة إحراق «مسرح الجريمة لطمس أدلة ومواد كان يمكن أن تساعد في كشف تفاصيل حول المسؤولين عن انفجار المرفأ، وعلى الرغم من أن المكان بعيد جدًا عن موقع الانفجار، ومن المستبعد أن يضم أدلة ملموسة تستدعي طمسها، إلا أننا في لبنان وكل شيء وارد».

أعدّ «التجمّع الأكاديمي لأساتذة الجامعة اللبنانيّة» دراسة تفصيلية حول مجمل الخسائر التي نتجت عن هذه الكارثة في بيروت ومحيطها، وفي تقرير صدر عنها، أشارت فيه إلى أن الخسائر تجاوزت الخمسين مليار دولار أمريكي.

بدورها، أفادت رولا الطبش، النائبة عن كتلة «المستقبل»، بأن الحريق مفتعل، وما يحصل (في المرفأ) هدفه العبث بمسرح الجريمة.