ترجمة: إسلام فرج

النمسا وفرنسا تمثلان ضربة البداية.. و«القاعدة» و«داعش» يستمدان فكرهما من الجماعة

أكد موقع «كاب إكس» أن الوقت قد حان بالنسبة لأوروبا لمواجهة تهديد جماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب مقال لـ «مايكل اريزانتي»، لا يحتاج المرء لأن يكون خبيرًا في التطرف والإرهاب كي يكون فهمًا أساسيًا للطرق المدمّرة للجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم.

وتابع يقول: مع ذلك، فإن الأمر غير المعروف على نطاق واسع هو أن تلك الجماعات أسّسها أو يديرها أفراد لديهم بعض العلاقات السابقة أو الحالية مع جماعة الإخوان المسلمين.

ومضى يقول: جماعة الإخوان هي حركة دينية سياسية، هدفها المعلن هو استبدال الأنظمة القانونية الغربية بنظم مستمدّة من الشريعة، لكن بنسخة وحشية. من مبادئها التأسيسية إقامة خلافة عالمية يقودها زعيم سياسي وديني أعلى.

سلاح العنف

وتابع يقول: لقد تأسست في عام 1928، ويُعتقد عمومًا أن جماعة الإخوان اتخذت منحى أكثر عنفًا في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما روّج أبرز منظّريها وهو سيد قطب للعنف كسلاح لاستخدامه ضد الحكومات العربية.

ومضى يقول: جادل قطب بأن المجتمعات الإسلامية التي تعيش في ظل هذه الحكومات موجودة في دولة جاهلية. اعتقد قطب أن قتل المسؤولين يمكن أن يؤدي إلى تطبيق رؤية الإخوان، وأن كل مَن وقف ضد هذه الأيديولوجية هم كافرون أو مرتدّون، وبالتالي فهم أهداف مشروعة لهذا العنف.

ومضى يقول: عندما نتفحّص أهداف مجموعات مثل القاعدة وداعش وغيرهما، فمن السهل أن ترى كيف يستمد إلهامهم من التعريف الإخواني المتشدد للإسلام.

وأردف يقول: من نظرة خاطفة يتضح أن الإخوان ليسوا حركة سلمية. إنهم يسعون إلى فرض نقائهم الأيديولوجي على كل جانب من جوانب الحياة، من الحياة الجنسية إلى الحياة الاقتصادية، إلى النظام الغذائي وحتى الملابس.

النمسا تصنف

ولفت إلى أن الخوف من اتهامات بـ «الزندقة» أو «الإسلاموفوبيا» يدفع المجتمع المدني الأوروبي إلى النأي عن تبنّي نهج أكثر انتقادًا للإخوان المسلمين.

ومضى يقول: لحسن الحظ، بدأ هذا أخيرًا في التغيير. في مارس من العام الماضي، أصبحت النمسا أول دولة أوروبية تحظر شعار جماعة الإخوان المسلمين، وأول دولة تصنّفهم كمتطرفين. في يوليو من هذا العام، أطلقت النمسا مبادرة لتحديد وتسجيل المؤسسات المستهدفة من قِبَل المنظمات التي يسيطر عليها المتطرفون لأغراض سياسية.

وقالت وزيرة الاندماج سوزان راب إن الهدف هو إنهاء الهياكل الاجتماعية الموازية التي عززت المجتمعات الأبوية والانفصالية.

وبحسب الكاتب، تجري الإشادة بالنهج النمساوي باعتباره رائدًا مقارنة بسياسات العديد من الدول الأوروبية الأخرى.

ولفت إلى أن النهج النمساوي يدرك ويتحدى بشكلٍ علنيٍّ طريقة عمل الإخوان المسلمين السرية والتخريبية بطبيعتها.

وشدد على أن السعي لفهم ومعالجة تهديد الإسلام الراديكالي يجب أن يكون على رأس جدول أعمال الاتحاد الأوروبي.

فرنسا تواجه

وأضاف: إن دولًا مثل فرنسا تستيقظ أيضًا على التهديد. في منتصف يوليو، أعادت الحكومة الفرنسية إطلاق أجندة «حالة الأمة» حول الحرب ضد المتطرفين. ووعدت بسن تشريعات تستهدف الأنشطة الموجّهة ضد الدولة الفرنسية لمحاربة تهديد الإخوان المسلمين. كما أنها تدرس فرض حظر على المنظمة على الأراضي الفرنسية، وهي خطوة طال انتظارها.

ومضى يقول: في المملكة المتحدة، تعطي سارة خان واللجنة المستقلة لمكافحة التطرف (CCE) الأمل في أننا قد نرى قريبًا إجراءً حقيقيًا ضد هذه الجماعات الضارة.

وأردف: دعت خان وزارة الداخلية إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة ما تسمّيه التطرف البغيض، وهو شكل من أشكال التطرف غير العنيف.

وتابع: كما قدّم التقرير الرئيسي للجنة التعليم المستمر حول هذا الموضوع العام الماضي العديد من التوصيات المفيدة، بما في ذلك اعتماد تعريف محدث للتطرف وإنشاء فريق عمل جديد للتعامل مع الجماعات المتطرفة تحت رعاية وزارة الداخلية.

وفي يونيو من هذا العام، أطلقت لجنة التعليم المستمر أيضًا مراجعة قانونية لفحص ما إذا كانت التشريعات الحالية تتعامل بشكل مناسب مع التطرف البغيض. إن تنفيذ توصيات كليهما سيكون بداية جيدة.

الأنجلو باكستانيين

وشدد الكاتب على أهمية ذلك، موضحًا أن حزب التحرير، وهو منظمة مرتبطة بالإخوان، مذكور في تقرير لجنة التعليم المستمر.

وأضاف: تم حظر المجموعة رسميًا في باكستان في نوفمبر 2003 بسبب صلاتها المزعومة بالعديد من المؤامرات الإرهابية، لكنها تواصل العمل بشكلٍ قانونيٍّ في المملكة المتحدة، مما أدى إلى تطرف الشباب الأنجلو باكستانيين في مجتمعات المهاجرين من الطبقة العاملة.

وأوضح أنه رغم أن أساليبه قد تختلف عن الجماعات العنيفة مثل تنظيم داعش، إلا أن حزب التحرير يلقّن نفس الفكرة السامة القائلة إنه لا يمكنك أن تكون بريطانيًا ومسلمًا على حدٍ سواء، ويشارك داعش علانية في هدف إقامة خلافة إسلامية.

شبكة علاقات

وتابع: تعهّد توني بلير، وفشل، في حظر تلك الجماعة في أعقاب تفجيرات 7/7 في لندن. مع الزخم المتجدد من قبل صانعي السياسة في المملكة المتحدة، قد نرى أخيرًا حظرًا عليها وعلى الجماعات المتطرفة الأخرى في المستقبل القريب.

وبحسب الكاتب، يتواجد الإخوان المسلمون في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن، حيث أقاموا شبكات وأقاموا علاقات رسمية وغير رسمية مع السياسيين والمسؤولين الحكوميين، وأنتجوا العديد من الفروع التي تستمر في الترويج بشكل أو بآخر لعلامتهم المتشددة من الإسلام السياسي، ساعية إلى إبعاد المسلمين عن الدولة ومجتمعاتهم الأوسع.

واختتم بقوله: أظهرت فرنسا والنمسا أن البُلدان يمكن أن تستيقظ وتتخذ إجراءات سريعة. لقد حان الوقت لكي تفعل المملكة المتحدة الشيء نفسه.