خالد السقا

في يوم الوطن العظيم، نستعيد كثيرًا من ملامح وملاحم البطولات الخالدة التي سطّرها المؤسّس والموحّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيّب الله ثراه»، والتي استمرت بذات النهج الذي اتبعه أبناؤه البررة لوطنهم وشعبهم، وسيرة والدهم العظيم، فكان هذا الكيان الشامخ الذي يعلو هام السحب عنوانًا للمجد والإعجاز.

كثير من الأعوام مرّت وتتالت، وبلادنا بقيادة رشيدة وحكيمة من نسل المؤسّس تبني وتواصل المسيرة، وخلفها شعب عريق يقف كالبنيان المرصوص على العهد به وفيًّا وقويًا مع قادته، فكان نتاجَ ذلك وطنٌ يسابق الريح، ويعلو منصات النهضة والنمو والتنافسية في مختلف المجالات وكافة الأصعدة.

ويبدو ذلك أكثر وضوحًا في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وسنده وعضده ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، حيث مضت بلادنا على رؤية سديدة وطموحة، وتتجه معها إلى أعلى مراتب المجد والسؤدد.

ما تحقق من تنمية شاملة، ونهضة عبقرية في بلادنا الحبيبة طوال تلك العقود التسعة، يفتح كتب التاريخ على أحد أبرز بُناة الأمم والأوطان، فالذي حدث يماثل المعجزة في جميع المجالات، في الصحة حيث المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات، وتقديم أحدث منظومات العلاج، مع تأهيل الكادر الطبي داخليًا وخارجيًا.

وفي التعليم، رُصدت أعلى الميزانيات، وتوسّعت المدارس؛ لاستيعاب الطلاب، وارتفع عدد الجامعات والمراكز البحثية، وكذلك عدد الطلاب، وارتقت جامعاتنا صدارة التصنيفات العربية، وكانت لها مواقعها المتقدمة على المستوى الدولي، فلا يمكن لوطن أن ينهض دون تعليم متقدم ومتطور، وذلك ما نحصده الآن في مؤسسات التعليم العالي.

وفي النقل والطرق، تم إنشاء أكبر مشاريع البُنى التحتية من طرق وخدمات، وأصبحت شبكة الطرق في المملكة من الأكبر عالميًا لاتساع مساحة بلادنا، وهي تشقّ الجبال والصحاري والسهول، وتحدّث الدنيا بما نبنيه من مشاريع عالية الجودة والكفاءة، تُسهم في النهضة وتحقيق الازدهار.

ولا يتوقف الأمر التنموي عند ذلك وحسب، وإنما يشمل كذلك الصناعة، وهي رأس الرمح التنموي، حيث انتشرت المدن الصناعية في مناطق بلادنا، وارتفع عدد المصانع إلى آلاف في مختلف مجالات التصنيع والإنتاج بأعلى مستويات الجودة العالمية، وتنافس في كل أسواق محيطنا الإقليمي والدولي.

وعلى ذلك القياس تتسع قائمة المنجزات في الشؤون البلدية والخدمات والسياحة والتجارة، وبناء قاعدة الاقتصاد المعرفي، وتعزيز الريادة في الطاقة والثروة المعدنية، حيث نأتي دومًا، بفضل الله تعالى في المقدمة، ونمنح العالم إمدادات الطاقة التي تعمل على تنميته وازدهاره واستقراره.

وحتى في المجالات الأمنية، كان ولا يزال لنا السبق في مكافحة الإرهاب على مستوى العالم، وأصبح النموذج السعودي مُلهمًا لكل الجهات الأمنية في العالم، ومن واقع تقدير دول العالم لقيادتنا وبلادنا، كان ولا يزال أيضًا لنا الحضور اللافت في كثير من الملفات التي تُصلح بين الإخوة والأشقاء.

وخدمةً للإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تمت توسعة الحرمين الشريفين، وتوفير أفضل الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن، وتعمل على أداء شعائرهم بكل راحة ويُسر وسهولة، إلى جانب توفير المساعدات للمسلمين والإنسانية جمعاء، حتى أصبحت بلادنا مملكة الإنسانية؛ لما تقدّمه من مبادرات تسهم في التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية.

كل هذه الأعمال والإنجازات هي عنوان المجد السعودي على مرّ الأيام والسنوات، وهي الدلالة والمعنى لما نحن عليه، قيادةً وشعبًا من ريادة إنسانية، تجعلنا في مثل هذا اليوم نفخر ونعتز بنهضة بلادنا وتوحيدها وتلاحم أبنائها مع قيادتهم.