عباس ناصر

اليوم الوطني السعودي الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، له طابع مختلف في العالم العربي، فصحيحٌ هو يوم وطنيٌ سعودي، لكن العالم العربي والإسلامي الجميع تراه يحتفل به، بل وتتزين الكثير من الطرقات والشوارع بعلم المملكة في مختلف المدن والمناطق، لأنهم يشعرون أنه يوم وطني لحصن المسلمين والعرب قاطبة، تتجددُ فيه مبايعة القلوب لبلاد الحرمين الشريفين سائلين المولى العلي القدير أن يديم عليها الأمن والأمان، ولقادتها العزة وطول العمر.

المملكة العربية السعودية تشدُ عضد الصديق، وتعطي المحتاج حاجتهُ بلا منة ولا طلب للشكر منه، وتُسرع لإغاثة المظلوم والملهوف انطلاقا من شيمتها الإسلامية الأصيلة. في هذا العام تحتفلُ المملكة العربية السعودية -أدام الله عزها وعز قادتها- وهي في سباق حثيث مع الزمن لتنفذ خطط التنمية الطموحة في ربوع البلاد، فيدُ تبني الوطن وتنمي المواطن، ويدُ أخرى في حماية مكتسباتها التي بناها الأجداد الأولون، وهي ليست بالمهمة اليسيرة. تعتمدُ المملكة سياسة العمل المتواصل من دون أن تلتفت إلى كل حاقد أو حاسد يريد أن يقلل مما تُسطره من أمجاد، وهذه سياسية تزيد الأعداء غيظاً وحنقا.

في قراءتنا لكتب التاريخ تُخبرنا أن العظماء على مر الأزمان ممن بنى تاريخ الأمم ورفع قامتها لا يلتفتون إلى من هم دون الرد والاعتبار، فهذا مضيعة للوقت دونِ قيمة. المؤشرات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد السعودي في الربع الثاني من هذا العام هو خير دليل على عمق النظرة المالية التي تنتهجها المملكة في سبيل تنمية السوق الداخلي، ولذلك شهدنا زيادة نسبة الاستثمارات الخارجية في السوق بالرغم من جائحة كورونا.

المملكة العربية السعودية في هذا العام قد حصلت على استحقاق عالمي جديد يأتي تأكيدا لجهودها الحثيثة والمتزنة في الداخل والخارج، رئاسة مجموعة العشرين ودورها المحوري في حفظ الاستقرار المالي وتقليل الاضطرابات التي تشهدها الأسواق والتجارة العالمية في هذا الوقت الحساس. كما أن للمملكة دورا عالميا في تنسيق كل الإجراءات التي تتعلق بالصحة العامة والتدابير المالية اللازمة للمحافظة على توازن طبيعي يحفظ للجميع الاستقرار التنموي اللازم. أما على الصعيد الساسي العالمي فدور المملكة ليس بغائب عن الجميع، في المبادرة لحل الصراعات الإقليمية أو العالمية ويد الخير والتسامح لكل من يسعى إلى السلام. نسأل الله للمملكة وللأمة الأسلامية مزيداً من النماء والرفعة والأمن والأمان إنه سميع الدعاء.

«كاتب بحريني»

abb.nas12@hotmail.com