فهد سعدون الخالدي

حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي وجهها عبر النظام الإلكتروني، رسالة واضحة تضمنت الخطوط العريضة التي تحكم سياسة المملكة في كافة القضايا التي تتبناها وتلتزم بها، وهي نفس اهتمامات الأمم المتحدة والأهداف التي يوضحها ميثاق المملكة منذ تأسيسها، وخاصةً في المجالات الإنسانية من حيث مكافحة الفقر والمرض ومساعدة الشعوب في مكافحة الآفات والكوارث، وكذلك جهودها وحرصها الدائم على الأمن والسلام في العالم، وتجنيب شعوبه الكوارث والحروب، وإحلال السلام القائم على العدل، وحرصها على استقرار الدول الشقيقة والصديقة وكافة دول العالم، وهي سياسة ثابتة لا تتغير منذ عهد الملك المؤسس واستمرت وما زالت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولذلك فإنها تلقى دائما الاحترام والتقدير؛ لأنها اعتادت أن تتبع الأقوال بالأفعال إن لم تكن تسبقها. وانطلاقاً من مبدأ الصراحة والصدق والمكاشفة، ووضعاً للنقاط على الحروف، فقد وضح الخطاب الجهود التي تبذلها المملكة في كافة المجالات حيث تعدت قيمة المساعدات والتبرعات السعودية للخارج خلال ربع القرن الماضي ما يناهز 350 مليار ريال، مما وضع المملكة في المركز الأول عربياً والخامس عالمياً بين أكبر الدول في العالم في تقديم المساعدات الإنسانية. أما في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين فإن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب ومنع المنظمات الإرهابية من تحقيق أهدافها سواء القاعدة أو داعش أو غيرها من المنظمات الإرهابية التي تمدها بعض دول الإقليم بما يشجعها على تهديد أمن دول المنطقة، ومن ذلك عصابة الحوثي الطائفية في اليمن الشقيق التي تمردت على النظام الشرعي في اليمن الشقيق وما زالت تنكل بالمواطنين اليمنيين، وتهدد استقرار المنطقة بعدوانها المتكرر على الآمنين في المناطق المحررة من اليمن الشقيق، وداخل المملكة العربية السعودية من خلال إطلاق الصواريخ البالستية على المدن اليمنية والسعودية والمرافق الاقتصادية الحيوية، وترفض أي حلول تعيد إلى اليمن أمنه واستقراره وحكومته الشرعية وتوطد الأمن والسلام في دول المنطقة، يدعمها في ذلك نظام الملالي الطائفي في إيران وأعوانه الذي تمتد أياديه للعبث في أكثر من بلد في المنطقة والعالم بذريعة تصدير الثورة. وقد جاء إعلان الملك سلمان في هذه الكلمة تصميم المملكة على مواجهة هذا النظام وإحباط أهدافه ونواياه السيئة نحو دول المنطقة، وحماية المملكة وحدودها من العدوان، مطالباً الأمم المتحدة والدول المحبة للسلام بالوقوف أمام وجه هذا النظام والحيلولة دون تحقيق أهدافه.

كما تؤكد المملكة حرصها على السلام في المنطقة، والذي يتحقق بتطبيق مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة ووافقت عليها الدول العربية والإسلامية، والتي تؤكد أن السلام العادل سيعم المنطقة حين تطبيق المبادئ الأساسية التي تقوم عليها المبادرة، وفي مقدمتها انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 67 بما في ذلك القدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة. كما أكدت الكلمة عزم المملكة الاستمرار في خطط التنمية الشاملة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين والمشاركة بفعالية في الجهود التي يبذلها العالم لمواجهة وباء كورونا، ولما جاءت الكلمة متزامنة مع احتفال المملكة باليوم الوطني التسعين فإن نظرة إلى ما وصلت إليه بلادنا في جميع المجالات وموقعها الدولي بين أكبر الاقتصاديات العالمية وترؤسها للمنظمات الدولية، والاحترام الدولي الكبير الذي تلقاه بين دول العالم، والذي هو ثمرة مصداقيتها وصدق قيادتها سيتعزز عاما بعد عام. وسوف يسمع العالم في السنوات القادمة الجديد من جهود المملكة وإنجازاتها الداخلية والإقليمية والدولية بما ينفع المملكة والعالم، ويؤكد أحقيتها بالاحترام والتقدير، وأنها تستحق المكانة التي يضعها بها العالم، وصدق جهودها ونواياها، وصواب أهدافها، ومسيرتها الماضية دوماً إلى الأمام لا توقفها محاولات أعداء الإنسانية، ودعاة الإرهاب والحروب، وأصحاب الأطماع والمآرب ومحاولات بسط النفوذ، ونشر الكراهية والعنصرية والطائفية والتعصب، وكل آفات الأفكار الضارة التي تعود بالخراب على الأوطان وعلى الإنسان وأما الزبد فيذهب جفاءً.

Fahad_otaish @