صفاء قره محمد - بيروت

دياب: العمليات تزامنت مع فشل المبادرة الفرنسية لزعزعة الوضع الأمني

كلما اشتد الخناق على «حزب الله» في الأمن والسياسة والمال؛ يتجدد ظهور الخلايا الإرهابية في لبنان من نهر البارد وصولا إلى عرسال، وها هي اليوم تعود مجددا في الشمال اللبناني وتحديدا في وادي خالد، ورغم نكران الحزب لأي علاقة مع هذه الجماعات إلا أن اللبنانيين باتوا متأكدين منذ سنوات أن كل أعمال الإرهاب والاغتيال مرتبطة بهذا الحزب الإرهابي الذي يخترق ويرعى الجماعات الإرهابية وبشكل خاص تنظيم «داعش»، ويرى مراقبون أن هذه العمليات لا تتحرك إلا عندما يريد الحزب أن يرسل رسائل للسياسيين أن اخضعوا أو شبح الموت قادم، فبات واضحا أن عدم حصول «حزب الله» وحلفائه عن مكتساباتهم السياسية سيقابل بزعزعة الاستقرار الأمني في لبنان إن كان عبر إيقاظ الخلايا النائمة أو عودة الاغتيالات والتفجيرات إلى الساحة اللبنانية مجددا.

الخلية الإرهابية

وهجوم أمس مرتبط بملاحقة القوى الأمنية لخلية إرهابية نفذت جريمة واشتبكت مع الجيش في منطقة البداوي منذ أيام، كما في منطقة وادي خالد التي وقعت الجمعة، واستشهد عسكريان وقتل مهاجم بإطلاق نار على مركز للجيش في محلة عرمان- المنية فجر أمس، حيث كان الإرهابيون يستقلون سيارة أطلق منها الرصاص وأجبر رد الجيش بالمثل على النار إلى هروب باقي الإرهابيين إلى جهة مجهولة وذلك وفق بيان للجيش.

وفي تفاصيل جديدة، فقد حاول أحد الإرهابيين الدخول إلى المعسكر وكان يحمل حزاما ناسفا، فتواجه مع عسكريين وأطلق النار عليهما فاستشهد الأول وأصيب الثاني بجروح خطرة نقل على إثرها إلى مستشفى الخير في المنية حيث توفي لاحقا، فيما قتل المسلح لاحقا، يعتقد أن هناك ترابطا بين هذا الهجوم والعملية التي نفذتها شعبة المعلومات في وادي خالد الجمعة.

خلايا نائمة

ويوضح المحلل السياسي يوسف دياب في تصريح لـ«اليوم»، أن «هذه المجموعات الإرهابية تابعة إلى تنظيم داعش، من المعروف أهدافها ومن أين أتت، فهنالك من يقول إنها دخلت من سوريا وهي ترتبط بخلايا نائمة في البلد، اللافت في الموضوع هو توقيت هذه العمليات التي تأتي بالتزامن مع فشل تشكيل الحكومة والمبادرة الفرنسية. هذا نوع من الضغط الأمني على الأطراف السياسية الداخلية أو القوى السيادية لكي تدفع باتجاه تشكيل حكومة وفق شروط فريق الممانعة»، لافتا إلى أنه «إذا لم يتم تشكيل حكومة وفق ما نراه مناسبا بإمكاننا زعزعة الوضع الأمني بسهولة، هذه الخلايا لها علاقة بالوضع السياسي والملف الحكومي تحديدا».

انفجار عين قانا

وبعد مرور ما يقارب أسبوع على انفجار عين قانا، لا تزال تكتنف الضبابية ملابسات الانفجار والذي ترجح معظم المعطيات ولا سيما شهادات وفاعليات عين قانا أنه ناجم عن خطأ بشري أدى إلى انفجار هائل داخل مخزن للصواريخ والقذائف، مع مواصلة «حزب الله» التكتم عما جرى ومنع الجيش من التحقيق في الحادث.

الحريري يرفض

وعلى الخط الحكومي، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري في تغريدة عبر «تويتر»، أنه «غير مرشح لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسهل لكل ما من شأنه إنجاحها بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان».

وغرد رئيس الجمهورية ميشال عون عبر حسابه الخاص على «تويتر» قائلا: «إذا كان الوعد مقدسا فكم بالحري قسم اليمين! يمين احترام الدستور والقوانين، وصون استقلال الوطن ووحدة أراضيه.. أقسمت، وسألتزم قسمي حتى اليوم الأخير من عهدي، وسأبقى سدا منيعا بوجه كل من يحاول المس بمضمونه».