صفاء قرة محمد - بيروت

سخرية واسعة من زعيم الميليشيا واتهامه بأنه مؤسس الجماعات الإرهابية

مخازن خطرة

وسبق كلام نصرالله أول من أمس، موقف مخيف لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بإعلانه وجود مصانع أسلحة لـ «حزب الله» بين المدنيين وتحديدا في منطقة الجناح، مما أثار الرعب في نفوس اللبنانيين، وعليه، سارع نصرالله إلى الإعلان بنفسه عن جولة إعلامية ينظمها الحزب للرد على مزاعم نتنياهو بأن هناك مصانع صواريخ في الجناح.

وبعيدا من عدم صحة ادعاءات نتنياهو، لكن «حزب الله» يدرك أن الظروف حوله تتغير وأن الحاضنة الداخلية له لم تعد كذلك منذ العام 2000، وأن كل المنطقة العربية وبشكل خاص الخليجية لا ترغب بوجوده، وصولا إلى هجمة أمريكية وعقوبات تطال كل ما يتحرك ويمت لـ «حزب الله» بصلة.

وفي هذا السياق، قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، «لم يكن يوما خطاب حسن نصرالله أضعف، بدأ ينهار بيته السياسي». أضاف: «على أمل أن يكون كلام رئيس حكومة إسرائيل عن وجود مخازن أسلحة بين الأحياء السكنية خدعة»، لافتا إلى أن «كلام نتنياهو زرع الخوف والشك وحركة نصرالله زادت على «الطين بلة»، لماذا التبرير من خلال الإعلام إذا كنتم واثقون؟». وختم: «رئيس حكومة إسرائيل يخيفنا، رئيس ميليشيا يحاول طمأنتنا بشق النفس، هل في لبنان دولة؟، أين وزارة الدفاع والأشغال والإعلام والرئيس القوي وحتى القوى الأمنية».

قوات اليونيفيل

وحول تداعيات انفجار مرفأ بيروت، تحدثت تقارير عن نشر قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان «اليونيفيل»، بناء على طلب من السلطات اللبنانية كما نشرت كتيبة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت، للمساعدة على إزالة مخلفات انفجار مرفأ بيروت، ما أثار التساؤل حول ما إذا كانت ستصل إلى مطار بيروت قريبا، لتحاصر حزب الله وتحجم نفوذه في المرفأ والمطار؟.

وبحسب مصدر سياسي فإن «توسيع صلاحيات اليونيفيل له عدة أهداف أبرزها مقاسمة حزب الله في السيطرة على مرافق ومعابر لبنان ومرفأ بيروت، الذي كان منفذا كبيرا لعمليات التهريب واستيراد السلاح دون رقابة مباشرة من السلطة اللبنانية»، وشدد المصدر المطلع على أن الرقابة الدولية على منافذ الدولة بدأت من لحظة إعلان العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فينيانوس.

ويؤكد المصدر أن الهدف الثاني هو تحجيم نفوذ تركيا في منطقة شرق المتوسط، فقد باتت تشكل هاجسا لأوروبا عموما وفرنسا خصوصا، بعد تزايد نشاطها ونفوذها في المنطقة.

وقال الموقع إن بيان اليونيفيل عن نشر قوة عسكرية لها في مرفأ بيروت جاء قبل لحظات من مؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معلقا: «كان لهذه الخطوة أبعاد كثيرة في ظل تأكيد واشنطن أن اليونيفيل ستخطو الخطوة نفسها في مطار بيروت الدولي، حيث يعتبر مراقبون أنها مشاركة مباشرة لحزب الله في مواضع قوته الحيوية، التي يفرض من خلالها قوته وحضوره السياسي والأمني على مداخل ومخارج لبنان».

بعد خطاب زعيم ميليشيا «حزب الله» في لبنان حسن نصرالله ليل الثلاثاء، الذي عبر من خلاله عن موقفه المؤيد للمبادرة الفرنسية مبررا تعطيله وحليفه «حركة أمل» تشكيل الحكومة، هاجم القيادي في حزب القوات اللبنانية نديم الجميل نصرالله قائلا: «صحيح أنكم لستم سبب فشل المبادرة الفرنسية. أنتم سبب خراب اقتصاد لبنان ودمار بنيته وتهجير شبابه». وأضاف الجميل في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «تخبرنا أنكم اخترتم الديموقراطية. عن أي ديموقراطية تتكلم. تشكيل حكومة لحماية الميليشيا؟ أم معادلة الميليشيا مقابل الاستقرار؟».

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي ليل الثلاثاء بالتعليقات الساخرة من «نصرالله» وعلق العديد منهم أنه نصرالله بالذات لا يحق له التكلم عن الديموقراطية وهو زعيم ميليشيا عابرة للحدود لقتل المطالبين بالديموقراطية كما فعل في سوريا بنصرته لبشار الأسد ضد السوريين، وكذلك دعمه للميليشيات العراقية، ونوه بعض المعلقين إلى دور ميليشيات نصرالله في قمع التظاهرات حتى في إيران والعراق.

وحول حديثه عن المجموعات المسلحة، قالوا: «إن الجماعات الإرهابية، التي تتحدث عنها هي جماعات ربيتها أنت والإرهابي قاسم سليماني».