أحمد المسري - القطيف

«بلدية القطيف»: اتخذنا الإجراءات اللازمة حسب الاختصاص

بمجرد أن يسدل الليل ستاره، تبدأ عمالة وافدة أعمال العبث والتخريب في البيئة، الأرضية والهوائية، من خلال حرق الكيابل، في المحرقة التي استحدثتها بأنفسها، في مناطق ممنوعة، قريبة من الأحياء السكنية؛ لاستخلاص الأسلاك النحاسية، وبيعها بأثمان باهظة، مقابل الإضرار بالمواطنين والسكان والبيئة.

أسلاك ونحاس

وأكد سكرتير المجلس البلدي السابق والناشط الاجتماعي والبيئي عبدالله الشهاب، أن هناك عبثا من قبل العمالة المتسترة في جنح الظلام، والتي تحرق الكيابل منذ أن يخيم الظلام ويبدأ الليل سدوله على المنطقة، وذلك من أجل الحصول على الأسلاك والنحاس، ما يتسبب بأعمدة كثيفة ولوحة من الدخان على غرب محافظة القطيف، وتتوغل للداخل؛ لتتسبب بأضرار في البيئة والسكان، بدون رقيب ولا حسيب.

روائح خانقة

وأشار آل شهاب إلى أن العمالة جعلت الأراضي الزراعية المقابلة لمدينة الأمير نايف الرياضية، ونادي الترجي، مقرًا وموقعًا لها، وتمارس ذلك العبث والفساد في هذا الموقع منذ 5 أعوام، فتتسبب في تدمير للبيئة، ونشر الأمراض في سبيل الحصول على الأموال من خلال حرق الكيابل، وتشكل بذلك هالة من الدخان تنتشر في سماء محافظة القطيف، وتكوين روائح خانقة قاتلة، والتي تصل حتى داخل المنازل في الأحياء القريبة من هذه المحارق.

الأحياء المتضررة

وأكمل: «يكون الضرر أكبر في حي الراية، وحي الرمال، وحي الإسكان، وأحياء النابية الشمالية والغربية، ويصل الدخان كذلك إلى البلدات القريبة لتلك الأحياء الحديثة، كالجش، والملاحة، وأم الحمام، ويكون ذلك بحسب كمية الكيابل المحروقة، والمواقع التي يكون فيها ذلك، وأيضًا بحسب الأجواء والرياح واتجاهها وسرعتها».

أعمدة كثيفة

ولفت المواطن «محمد العبدالعال» إلى أن هناك عمالة أجنبية تحرق الكيابل في كل ليلة، وفي بعض الليالي تكون أعمدة الدخان كثيفة للغاية، وقد يشاهدها من يسير على الطريق السريع بين الدمام والجبيل، وتمتد هذه الأعمدة من الدخان على امتداد أعمدة الإنارة وتكون واضحة المعالم.

أطفال ومرضى

وأوضح أن هذه الأدخنة بعد انتشارها في الهواء، تقتحم الأحياء السكنية، متعدية الشارع العام، وحتى أن الروائح تقتحم الأدوار، وكل أجزاء المنازل، وهي سامة - بحسب قوله -، ما يتسبب بالأمراض، متابعًا: «نعيش جحيمًا لا يوصف ولا يطاق في الجهة المقابلة لمحارق الكيابل، وأشد المتضررين هم الأطفال وكبار السن والمرضى».

ظروف محيطة

وقال: «أصبحت العمالة تعرف الظروف المحيطة بها، فهي تعرف متى تعمل وفي أي ليلة تمارس حرق الكيابل، ومتى تتوقف عن ذلك، والمتضرر الوحيد هو المواطن، والمستفيد تلك العمالة التي بدأت تعيث في الأرض والبيئة فسادًا، وتحدث جريمة بحق البيئة والإنسانية والنبات أيضًا»، مؤكدًا: «نحن كلنا ثقة بالمسؤولين سواء البلدية أو الدفاع المدني أو الزراعة أو الأرصاد وحماية البيئة، ونطالبهم باتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تستمر العمالة في العبث والتخريب، وتزداد أعدادها أيضا في الأيام القادمة وتنتشر بمواقع أخرى».

واجب وطني

ولفت المهندس الكيميائي والناشط البيئي حسين الحجري، أن الحفاظ على البيئة واجب وطني علينا، مبينا أنه في حالة وقوع الإضرار بالبيئة الأرضية من خلال حرق الكيابل فيمكن حينها اتخاذ علاج طارئ بإزالة الأضرار المتفحمة من الكيابل، لأن آثارها قد تترسب في الأرض وخاصة بعد نزول الأمطار، كما يمكن أن تنتقل ذرات الحرق إلى مواقع مختلفة عن طريق هبوب الرياح، مما يتسبب بأضرار في مواقع أخرى، مؤكدا أن ما ينتشر في الهواء سموم تنتج عنها الأمراض. موضحا أن البيئة منظومة متكاملة بقالب واحد سواء كانت بحرية، أو برية، أو هوائية، فأي إضرار بمكون من مكوناتها سوف يؤدي لخلل في المنظومة بأكملها.

تفاعل البلدية

من ناحيتها، أكدت بلدية محافظة القطيف أنها اتخذت الإجراءات اللازمة حسب جهات الاختصاص.

«الأرصاد»: حملات وإجراءات نظامية ضد المخالفين

«اليوم» تواصلت مع مدير الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد الشهري حول الأزمة، والذي بيّن أنه جرى شن حملة على الموقع وضبط مخالفات بيئية عديدة، مشيرا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين، بحسب الأنظمة المتبعة في هذا الشأن. وأوضح أن الموقع عبارة عن أحواش زراعية، مشيرا إلى وجود تنسيق مع الجهات ذات العلاقة حول الموقع لمتابعته. وشدد على عدم السماح بتكرار هذه المخالفات أو الإضرار بالبيئة ومقدرات الوطن من خلال الرصد الدائم وتكثيف الحملات.