ماجد السحيمي

في بداية هذا المقال يجب علي أن أغرف من بحر الإنصاف غرفة كبيرة ما استطعت لأشكر الزملاء والزميلات المسؤولين عن هذه الصفحة التي تصدح بصوت أقلام الأساتذة من الكتاب والكاتبات، فهم يبذلون جهدا كبيرا لتخرج لكم هذه الصفحة الجميلة شكلا ومضمونا بهذا الفن، بداية من متابعة الكتاب المشاكسين أمثالي للالتزام بوقت إرسال المقال المحدد والتأكد من خلوه من أي ملاحظات أنا أول المستفيدين منها وانتهاء بفكرة مقطع الفيديو الرائعة التي تسبق المقال وتقدم نبذة عنه وما يلزمها من مراعاة للوضوح والصوت وخلافهما. في أحد هذه المقاطع قبل أسبوعين كنت واقفا في المبنى وخلفي من بعيد علم وطني الجميل يرفرف شاهقا وشامخا وكانت خلفية جميلة، تحدثت بما لدي عن المقال وأرسلته لهم، وإذا بالزملاء المسؤولين عن هذه الصفحة يثنون ثناء طيبا على فكرة التصوير مع خلفية العلم، مديحهم أخجلني حتى صرت في كل مقطع أصوره لأي مقال أفكر كثيرا بهذا العلم أثناء حديثي وأحاول أن أضبط عدسة التصوير لكي أظهر أنا والعلم كما يجب مرفرفا واضحا كاملا ولا أخفيكم أنه أخذ جل تفكيري أثناء الكلام. هذه المرة قررت أن أتحدث عنه وما هي أبعاده وماذا يعني اسما ومضمونا فهو ليس مجرد قماش أخضر يرمز للمملكة العربية السعودية بل هو أبعد من ذلك بكثير جدا. الراية واللواء والبيرق والسارية والعلم كلها تتشابه في المعاني وتختلف في الاستخدام قليلا ولكن يجمعهم المعنى الجميل الذي هو في انتصار المعركة وتجمع الجيش التي يحملها أكثر الشبان شجاعة ومروءة ونبلا. في العرضة السعودية تجد العلم يتوسطها وغالبا تكون في مدح الوطن ومن وحده من قائد ورجال شجعان وضعوا كل شيء مقدما على أرواحهم لينعم أبناؤهم وأحفادهم بوطن آمن مطمئن. في السفر حين نشاهد علم المملكة يرفرف فوق إحدى سفاراتنا وقنصلياتنا فهذا إشارة مباشرة للاطمئنان والراحة ورسالة واضحة فحواها (هنا بيتك). كل ذلك معنى جميل إلى أبعد حد وصفا وخيالا ولكن ماذا إن كان يحمل أطهر عبارة وهي عبارة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عبارة العقيدة مع الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، والسيف الذي يدل على الرجولة والشهامة والفروسية وكل معاني الشجاعة والعدل وإحقاق الحق، العلم السعودي هو العلم الوحيد الذي لا يتم تنكيسه أو إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبر عن موقف الدولة والمراسم الدولية. كما أنه يحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به لأماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه كل ذلك يتمثل على قماش أخضر ولكنه يحمل وطنا عظيما بأرضه وقادته وأهله وتاريخا تليدا ومستقبلا مشرقا بإذن الله.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.

Majid_alsuhaimi@