فيصل الظفيري

التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، هدف تسعى له كثير من دول العالم المتحضر، وقد وضعت مملكتنا في رؤيتها 2030 المحافظة على البيئة من الأهداف الرئيسة التي تسعى لتحقيقها، لتحقيق الاستدامة في مجتمعنا.

والتطور في مناحي الحياة المختلفة رغم إيجابياته الكثيرة نتجت عنه أضرار متعددة لبيئتنا، فأجهزة الحاسب الآلي على سبيل المثال تطورت كثيرا خلال سنوات بسيطة مما دفع الكثيرين إلى مواكبتها بشراء أجهزة جديدة ترتب عليها ظهور مشكلة في التخلص من الأجهزة القديمة دون أن تسبب ضررا للبيئة وهو جهاد كبير يحتاج إلى تضافر كثير من الجهود الحكومية والخاصة حتى لا تستفحل هذه المشكلة ونفقد السيطرة عليها، خاصة أن كثيرا من الأجهزة الحكومية وشركات القطاع الخاص تحدث أيضا أجهزة حواسيبها كل ثلاث إلى خمس سنوات مما ينتج عنه فائض كبير في أجهزة الحاسب الآلي لتتحول لنفايات إلكترونية ترهق البيئة وتسبب أخطارا كثيرة نحن في غنى عنها إن لم تتم إعادة تدويرها.

ومن هنا ظهرت مبادرة برنامج الفوزان لخدمة المجتمع «ارتقاء» وهي جمعية خيرية مسجلة لدى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وفق مفهوم جديد يعمل على نشر مفهوم حفظ النعمة الرقمية، من خلال تقديم خدمة احترافية تدعم برامج الرقي العلمي وحماية البيئة عبر إعادة تأهيل أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة، وتوزيعها على الجهات الاجتماعية والتعليمية. وقد خطت هذه المبادرة الخيرة خطوات كبيرة بعقد شراكات مع الشركات الكبرى والأجهزة الحكومية للاستفادة من فائض أجهزتها، حيث بلغ عدد أجهزة الحاسب التي تم التبرع بها لارتقاء حتى وقت كتابة هذه المقالة ٦٢٦٦١ جهاز حاسب آلي، تم تأهيل ٣٠٨٩٨ وإعادة توزيعها للجهات المحتاجة والتي يقدر عددها بأكثر من ١٢٩٦ جهة مستفيدة.

وفي المقابل تمت إعادة تدوير أكثر من ٢٧ ألف جهاز. وهي أرقام كبيرة رغم حداثة نشأة هذه الجمعية.

ومبادرة ارتقاء التي ساهم فيها برنامج الفوزان لخدمة المجتمع مشكورا ليست المبادرة الوحيدة لها بل للبرنامج يد طولى في إنشاء عدد من المبادرات التي تحولت إلى أيقونات مجتمعية تقدم خدماتها في مناطق المملكة المختلفة مثل إطعام وجائزة الفوزان لعمارة المساجد وغيرها من المبادرات الخيرة التي تقدم خدماتها لمجتمعنا دون مقابل. إضافة إلى حرصهم على المساهمة الفاعلة في كل مبادرة نوعية متميزة تتوافق مع أهدافهم الإستراتيجية.

واللافت للانتباه هو وجود مبادرات خيرية أخرى لكثير من الأسر التجارية ورجال الأعمال في المنطقة الشرقية تحتاج برأيي أن تتكامل مبادراتها وتستفيد من بعضها البعض.

وهي تحتاج أيضا إلى إبراز وتوجيه الاهتمام الإعلامي لها. وهي مبادرات قد تحفز رجال أعمال آخرين في مناطق المملكة المختلفة لمبادرات نوعية أو عقد شراكات لإعادة تدوير كثير من هذه المخلفات وتحويلها إلى شيء مفيد نافع لمجتمعاتنا بدلا من رميها وتشويه بيئتنا بها.

dhfeeri@