صالح بن حنيتم

ونحن نقترب من المنعطف الأخير لجائزة السائق المثالي في المنطقة الشرقية بنسخته الجديدة، التي مكنت مَنْ لديه مخالفات مرورية أن يسجل في الجائزة حسب الشروط، التي وضعتها لجنة السلامة المرورية، مثل هذه الخطوة التي اتخذتها اللجنة للسماح لكل مَنْ لديه مخالفات مرورية المشاركة، تفتح باب الأمل لمَنْ دب اليأس والقنوط من كثرة المخالفات إلى قلوبهم من منطلق المقولة الشهيرة، تلمس حسناتي أفضل من تصيد عثراتي، وهذا فن معروف من فنون الإدارة الناجح.

وقد يكون هذا سببا في زيادة نسبة المسجلين بالجائزة في هذه النسخة بنسبة 42% عن النسخة السابقة، فقد بلغ عدد المسجلين في كل فروع الجائزة بنسختها الخامسة 23407، منهم 23301 في فرع الأفراد، وقد تأهل منهم 4976 فرداً للاختبار النظري لجائزة السائق المثالي بعد تجاوزهم مرحلة الفرز الأولي من مختلف مدن ومحافظات المنطقة الشرقية

فقد ضمت قائمة المتأهلين للمرحلة الأولى 1932 متسابقاً ممن لديهم مخالفات مرورية، أي أننا أمام ما يقارب من 2000 سائق قابلين للتغير الإيجابي بفضل الله ثم بفضل فتح باب «التوبة المرورية» من خلال جائزة السائق المثالي.

بإذن الله سيقود نجاح هذه الفكرة، التي جعلت للمخالفين موقعا بين المتسابقين إلى المزيد من المشاركين الأعوام القادمة مما سيحفز البقية الباقية من المخالفين في المشاركة، وهنا اقترح أن يفتح الباب على مصراعيه للمشاركة في جائزة السائق المثالي على أن تكون على مستوى الوطن، فبلدنا يخطو خطوات جبارة من الرقي والتقدم في شتى المجالات في رحلة #الرؤية_2030، التي وقودها شباب الوطن، ولأن نسبة ما نخسره من الأرواح نتيجة للحوادث المرورية هم من الشباب أيضا، وعليه لا بد من الاهتمام بالسلامة المرورية للحفاظ على ثروة الوطن الحقيقية، وقلبه النابض على مستوى الوطن.

إلى كل سائق، وسائقة ليس الأمر مستحيلا أن يتحول جميع السائقين والسائقات إلى أمثلة حية للمثالية والرقي على الطريق، هناك أربعة صفات كلما تحلى بها السائق ارتفع الوعي المروري وانخفضت معه نسبة الحوادث والوفيات، أطلقت عليها مجازا «كوكتيل السلامة المرورية» وهي كالتالي:

1- الضبط المروري من داخل السائق (within) نتيجة قناعته بالأنظمة والقوانين واتباعها، بل واحترامها دون أن يهمه وجود كاميرات أو ردارات، ففي عقله الباطن ردار أخلاقيات القيادة وهذا هو الأهم.

2- التسامح أغلب الحوادث، خاصة تلك البسيطة ولكنها تعرقل الحركة وتسبب ازدحامات واختناقات نتيجة لغياب التسامح وحب الانتصار للنفس، الذي يصاحبه نشوة الانتقام، لو علم السائق سريع الغضب أن لذة الانتقام وقتية بينما لذة التسامح تبقى ما تخلى عن التسامح.

3- الصبر.. كل مَنْ يتجاوز من الأكتاف ومَنْ يتعدى الآخرين عند الإشارات وتراهم متشنجين ينقصهم الصبر، ولو علموا خطورة تصرفاتهم، بل ونظرة ازدراء الآخرين لهم عندما يتجاوزون المسارات ما فعلوا ذلك، يا زين الصبر ويا حلو الركادة!

4- الاحترام، هناك إشارة مرورية تبدأ بكلمة «احترام» وهي أن يحترم السائق مَنْ حوله وإعطائهم الأولوية حسب النظام المروري، جميل ألا تغيب هذه الكلمة من قاموس السائق، وأن احترامه للآخرين احترام لنفسه...

ومع تطبيق هذا الكوكتيل الجامع لهذه السلوكيات ربما تختفي الشجارات أو تقل على الطرق، وتزداد نسبة السائقين الوقائيين المتسامحين الصبورين، وبإذن الله ستتحول شوارعنا من حلبات موت ورعب إلى واحات حب وسلام ومبروك مقدما لكل الفائزين في الجائزة.

‏Saleh_hunaitem@