وكالات - فيينا، طهران

الحرس الثوري يعذب أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية ويهددهم بالاغتصاب والقتل

أكد مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن إيران بدأت ببناء محطة سرية لتجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض بعد انفجار محطتها السابقة، حسبما صرح رئيس الوكالة رافائيل غروسي لأسوشيتد برس.

وقال غروسي في مقابلة ببرلين، الثلاثاء، إن طهران تواصل جمع كميات هائلة من اليورانيوم المنخفض التخصيب «الذي يحتوي على 3- 5 % من اليورانيوم 235، المستخدم عادة في صنع القنابل النووية.

معلومات سرية

وفي أعقاب انفجار يوليو في موقع نطنز النووي، قالت طهران، إنها ستبني محطة جديدة أكثر أمانًا في الجبال المحيطة بالمنطقة. ولم تظهر صور الأقمار الصناعية لنطنز التي حللها خبراء بعد أي علامات واضحة على البناء في الموقع الكائن بمحافظة أصفهان وسط البلاد.

وقال غروسي: لقد بدأوا، لكن المبنى لم يكتمل، إنها عملية طويلة. ولم يذكر تفاصيل أخرى، قائلا إنها معلومات سرية. ولم ترد بعثة طهران لدى الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق.

وشيّدت إيران في وقت سابق منشأة مختلفة لتخصيب اليورانيوم، ولكن تم تدميرها في انفجار في يوليو الماضي.

وكان غروسي قد أكد أن الولايات المتحدة لا تزال تساهم في الاتفاق النووي عبر تقديم الدعم المالي لعمليات التفتيش الدولية للتحقق من الأنشطة الإيرانية، رغم انسحابها من الاتفاق. وأضاف غروسي: إنهم يقدمون لنا مساهمات مهمة لمواصلة عملنا، ومن دون هذه الأموال الإضافية من واشنطن وغيرها من العواصم فلن نتمكّن من القيام بذلك. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت إعادة العقوبات الأممية على إيران، الشهر الماضي، بعد شهر من تفعيل آلية سناب باك، بعد طلب قدمته إلى مجلس الأمن لتفعيل الآلية ضد انتهاكات إيران للاتفاق النووي. يذكر أن رئيس الوكالة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي، صرح للتليفزيون الحكومي الشهر الماضي بأنه تم استبدال المنشأة المدمرة فوق الأرض بأخرى في قلب الجبال المحيطة بنطنز.

تخصيب اليورانيوم

وتستضيف نطنز منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد. وفي قاعاتها الطويلة تحت الأرض، تقوم أجهزة الطرد المركزي بتدوير غاز سادس فلوريد اليورانيوم لتخصيب اليورانيوم.

وأصبحت نطنز بؤرة ساخنة لمخاوف الغرب بشأن برنامج إيران النووي عام 2002، عندما أظهرت صور الأقمار الصناعية إيران تبني منشأة تحت الأرض في الموقع، على بُعد حوالي 200 كيلو متر جنوب العاصمة طهران.

الطائرة الأوكرانية

أكد موقع إيران إنترناشيونال أن الحرس الثوري يعذب أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية ويهددهم بالاغتصاب والقتل ونقل الموقع عن شخص مقرب من عائلة ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية المنكوبة القول: إن بعضهم كان تحت السيطرة الأمنية المستمرة على مدار الأشهر التسعة الماضية، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والتهديد بالاغتصاب من قبل عناصر أمن الحرس الثوري لإرغامهم على التزام الصمت ومسايرة الجهات الرسمية. تأتي هذه الضغوط، لأول مرة، منذ وصول بعثة دبلوماسية أوكرانية إلى طهران، الأسبوع الماضي، للتحقيق في الحادث، وفي الوقت نفسه نظم أهالي الضحايا مسيرة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية في طهران للتفاوض مع هذه البعثة.

حطام الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري قرب طهران (رويترز)


تهديدات بالقتل

ونقل الموقع عن مصدر مطلع، طلب عدم نشر اسمه، إن أسر القتلى، في مدن داخل إيران وخارجها، تعرضوا لضغوط لإسقاط الدعوى.

وأضاف المصدر: بعض أفراد هذه العائلات تلقوا تهديدات بالقتل خلال الاستجوابات المتكررة في مقار الحرس الثوري. وقال لهم المحقق إنه إذا لم تتعاونوا، فسوف نرسلكم إلى ذلك العالم مثلهم (القتلى).

ويؤكد المصدر المطلع أن العائلات واجهت بشكل متكرر تصريح محققي الحرس الثوري بأنه لا يمكنكم فعل أي شيء، اذهبوا واحمدوا الله أننا ضربناهم واستشهدوا.

ولم يحدد النظام الإيراني أو يلاحق أيًا من الجناة، وذكر حتى الآن أسبابًا متضاربة للحادث، بما في ذلك خطأ بشري من قبل ضابط الدفاع، وخطأ في نظام الدفاع.

وبحسب المصدر فإن بعض هذه العائلات تعرضوا للضرب بشكل متكرر من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني أثناء الاستجواب، بحيث ظلت الندوب والجروح على أجزاء مختلفة من أجسادهم لفترة طويلة.

ومن الإجراءات الأخرى، التي استخدمت ضد العائلات، التهديد بالحقن، والقتل، والرمي في أطراف المدينة، والتحرش الجنسي بزوجة أو ابنة الأسرة، وكذلك الضغط لفصلهم من وظائفهم.

وخلال هذا الوقت، كانوا تحت المراقبة المستمرة للتوقيع على بيانات التضامن مع النظام أو التزام الصمت والامتناع عن إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.