كلما تقدمت السنوات تقدمت مصادر التسلية والمعلومات، وتداخلت القيم والثقافات وصار العالم قرية واحدة، إلا أن المتضرر الوحيد من هذه الثورة هم الجيل الجديد على وجه الخصوص باعتبار أن الكثير منهم يتلقف أي شيء دون فرز أو غربلة، وأصبح المربون في مفترق الطريق بين قيم يخشون ضياعها، وبين جيل انفتح على كل شيء، وأصبح يرى من قبله متخلفا غير مواكب لعصره، وهو بذلك لا يفرق بين التقدم المعلوماتي والتقني والعالمي، وبين الذوبان مع الآخر دون شعور أو تفكير أو اختيار.
مفهوم الحب، مفهوم معروف منذ القدم وهو روح الوجود وصمام الأمان للبشر، وهو الذي يعطي الحياة الإنسانية جمالا وأناقة وبهاء لكن ولأن لكل شيء قانونا، فإن الحب عاطفة يجب أن ترشد وألا تستهلك فتنفد أو تستغل؛ لأن العاطفة قد تجنح وقد تكون سببا في الفساد والجنوح نحو الجريمة!
إن غزو الألعاب الإلكترونية والتعارف بين الجنسين من خلالها، ولّد حتمية التعارف والحب المزعوم من خلال تعزيز مصطلحي «تيكن وسنجل» للاعبين!!
ورغم أن المصطلحين ألفاظ إنجليزية عادية تعني لديه حبيب وليس لديه حبيب إلا أن المراهقين أباحوا لأنفسهم التعريف من خلاله، فكل لاعب يكتب في تعريفه ما إذا كان تيكن أو سنجل مع منافسة وتفاخر في أعداد الحبيبات والأحباب يعززه الثورة، التي يشعر بها المراهق والمراهقة من الفراغ والانجذاب العاطفي نحو الآخر والرغبة في الحصول على الرومانسية مع عدم القدرة على السيطرة في بعض الأحيان مما يشكل خطر صعوبة التعامل مع تلك المشاعر والآثار النفسية والشخصية، التي تصحبها كالشرود والضعف الدراسي والتهور وعدم استقرار المشاعر؛ لأن العلاقات في سن مبكرة تفقدهم التركيز والتفكير وتقودهم إلى ما لا يحمد عقباه، وقد يصل إلى الاكتئاب وتفضيل العزلة والغيرة وعدم الثقة بالآخرين وحدة المزاج والتقلب بين الفرح والحزن بسبب تجاربه الشخصية، التي تعرض لها من خلال الصدمات المتوالية والألم النفسي نتيجة انفصال «التيكن».
وسواء كان المسمى تيكن، فهو ذاته «صاحب علاقة أو يكلم بناتا أو مرتبطا بعلاقة»، فتغيير المصطلحات لا يغير الحقيقة، فيمكن أن نسمي الخمر «مشروب روحي» و«الربا» فائدة.
ثقافة تبديل المصطلحات تسهّل على الجيل استباحة المحرم ومحاولة الاقتناع به أو (التقانع) والتغابي، لاسيما أن مجاميع الشباب تصور نهاية وردية لتلك العلاقات وهي الزواج رغم أنها حالات قليلة جدا ولم تصل لحد (نهاية السكرة وبدء الفكرة) كما يقال، بل تجارب معظمها مرت بعقبات عدم التوافق أو صغر السن وتحدي الأسرة في سبيل «الحب»، الذي لا يستنكر كقيمة، بل كممارسة عشوائية تستنفد طاقة الشباب ومشاعرهم ثم تنتهي وتأتي تجربة جديدة أو علاقات تسلية كاذبة غير متزنة أو مدروسة في حين تعيش الفتاة أحلاما وردية وكلاما معسولا من مراهق أتقن فنون اللعبة! وتفتقت خيالاتها عن أمور لم تكن تدركها من خلال الصور والمقاطع والكلام غير البريء، وتتطور لتكون لعبة سهلة في أيدي عديدة يتقاذفونها إن لم تعمل عقلها قبل عاطفتها.. ببداية بسيطة اسمها «تيكن»!
ولا تبتعد الأسرة عن تلك الآثار المدمرة لعلاقات المراهقين «وتيكنتهم»، فإن المربين يشعرون بصعوبة التعامل مع المراهق لتعلقه بتلك الممارسات وسهولة إخفائها من خلال برامج التواصل المختلفة، التي عادة تكون محادثات خفية من خلال السناب شات والانستجرام وغيرهما بعد أن تخرج من إطار اللعبة، كما يشعر المربون بالتعب النفسي نتيجة المراقبة المستمرة والتوجيه ومقابلة الردود العنيفة في محاولة الإصلاح.
«التيكن» حبيب أو حبيبة ليس شرطا أن يكونا من نفس الجنس، بل يصلح أن يكون مراهقا ومراهقة «تيكنوا» مع بعضهم والعكس وهو نوع من الاضطراب العاطفي والشذوذ.
إن سهولة الوصول للتقنية، التي يعيشها المراهق دعته لاختراق الكثير من القيم وكسر جدار الحياء، فأصبح الكلام البذيء المغدق بالفحش والجنس بين الشباب في مجاميع مفتوحة عامة ومرفقات جنسية لا يستنكرها أحد أمرا عاديا، بل يضحك المراهق عندما تستنكر تلك المناظر والألفاظ بترديد «هذا عادي بين الشباب» بينما كان يمارسها فيما مضى «أولاد الشوارع» بمسمى (ألفاظ شوارعية).
يتناقلونها وكأنها مسلمة من المسلمات، فالأفلام والألفاظ والإيموجي كلها تهيّج غرائزهم وتبعدهم عن الجدية وربما تقودهم للإباحية، وإذا كان الأصدقاء الداعمون هم على هذه الشاكلة فلا غرابة من أن يجد الشاب ممارسته عادية ويصف البيت، الذي يعيش فيه بالتخلف والرجعية.
إن «التيكن» والانغماس فيها تتبعها سلسلة من السلوكيات، فالمراهق يبدأ بصيد الفتيات ثم يحاول إثبات رجولته بأي طريقة سواء التدخين أو الخروج والتسكع في الأماكن العامة أو السرقة وجلب المال ثم تبدأ حزمة من السلوكيات المنحرفة، التي قد توصل الشباب لطريق الإدمان أو الشذوذ وغيرها.
نحن لا ننتظر الشباب الطاهر في المدينة الفاضلة لكننا نريد شبابا مدركا واعيا لا يغفل جانب الترفيه لكن لديه خطوط حمراء وقناعة بألا يصرف عاطفته ولا يستنفدها حتى إذا أراد استحضارها في موضعها الصحيح خانته!
ونحتاج من خلال هذا المقال وقفة من التربويين والمرشدين النفسيين والمؤسسات الاجتماعية والدينية وبرامج وقائية تمنع تمييع العلاقات وشرعنتها بمسمى «التيكن».
كما لا نغفل عن الإشادة بالشباب الواعي المدرك، الذي يعول عليه المجتمع نهضته وتقدمه لكننا نتحدث عن فئة عزيزة من الشباب جنحت بهم السفينة لكن الخير يملؤهم ونظرة المستقبل الجميل أمامهم.. عليهم أن يرشدوا غرائزهم وينتقوا لها الوقت المناسب فالعقل والفكر لا يحتمل الكثير من المهام والأفكار.. ركزوا في مستقبلكم وابنوا عالمكم، فالوطن يفتح لكم ذراعيه وينتظركم بحب «فلنتيكن» معه!
@Ganniaghafri
مفهوم الحب، مفهوم معروف منذ القدم وهو روح الوجود وصمام الأمان للبشر، وهو الذي يعطي الحياة الإنسانية جمالا وأناقة وبهاء لكن ولأن لكل شيء قانونا، فإن الحب عاطفة يجب أن ترشد وألا تستهلك فتنفد أو تستغل؛ لأن العاطفة قد تجنح وقد تكون سببا في الفساد والجنوح نحو الجريمة!
إن غزو الألعاب الإلكترونية والتعارف بين الجنسين من خلالها، ولّد حتمية التعارف والحب المزعوم من خلال تعزيز مصطلحي «تيكن وسنجل» للاعبين!!
ورغم أن المصطلحين ألفاظ إنجليزية عادية تعني لديه حبيب وليس لديه حبيب إلا أن المراهقين أباحوا لأنفسهم التعريف من خلاله، فكل لاعب يكتب في تعريفه ما إذا كان تيكن أو سنجل مع منافسة وتفاخر في أعداد الحبيبات والأحباب يعززه الثورة، التي يشعر بها المراهق والمراهقة من الفراغ والانجذاب العاطفي نحو الآخر والرغبة في الحصول على الرومانسية مع عدم القدرة على السيطرة في بعض الأحيان مما يشكل خطر صعوبة التعامل مع تلك المشاعر والآثار النفسية والشخصية، التي تصحبها كالشرود والضعف الدراسي والتهور وعدم استقرار المشاعر؛ لأن العلاقات في سن مبكرة تفقدهم التركيز والتفكير وتقودهم إلى ما لا يحمد عقباه، وقد يصل إلى الاكتئاب وتفضيل العزلة والغيرة وعدم الثقة بالآخرين وحدة المزاج والتقلب بين الفرح والحزن بسبب تجاربه الشخصية، التي تعرض لها من خلال الصدمات المتوالية والألم النفسي نتيجة انفصال «التيكن».
وسواء كان المسمى تيكن، فهو ذاته «صاحب علاقة أو يكلم بناتا أو مرتبطا بعلاقة»، فتغيير المصطلحات لا يغير الحقيقة، فيمكن أن نسمي الخمر «مشروب روحي» و«الربا» فائدة.
ثقافة تبديل المصطلحات تسهّل على الجيل استباحة المحرم ومحاولة الاقتناع به أو (التقانع) والتغابي، لاسيما أن مجاميع الشباب تصور نهاية وردية لتلك العلاقات وهي الزواج رغم أنها حالات قليلة جدا ولم تصل لحد (نهاية السكرة وبدء الفكرة) كما يقال، بل تجارب معظمها مرت بعقبات عدم التوافق أو صغر السن وتحدي الأسرة في سبيل «الحب»، الذي لا يستنكر كقيمة، بل كممارسة عشوائية تستنفد طاقة الشباب ومشاعرهم ثم تنتهي وتأتي تجربة جديدة أو علاقات تسلية كاذبة غير متزنة أو مدروسة في حين تعيش الفتاة أحلاما وردية وكلاما معسولا من مراهق أتقن فنون اللعبة! وتفتقت خيالاتها عن أمور لم تكن تدركها من خلال الصور والمقاطع والكلام غير البريء، وتتطور لتكون لعبة سهلة في أيدي عديدة يتقاذفونها إن لم تعمل عقلها قبل عاطفتها.. ببداية بسيطة اسمها «تيكن»!
ولا تبتعد الأسرة عن تلك الآثار المدمرة لعلاقات المراهقين «وتيكنتهم»، فإن المربين يشعرون بصعوبة التعامل مع المراهق لتعلقه بتلك الممارسات وسهولة إخفائها من خلال برامج التواصل المختلفة، التي عادة تكون محادثات خفية من خلال السناب شات والانستجرام وغيرهما بعد أن تخرج من إطار اللعبة، كما يشعر المربون بالتعب النفسي نتيجة المراقبة المستمرة والتوجيه ومقابلة الردود العنيفة في محاولة الإصلاح.
«التيكن» حبيب أو حبيبة ليس شرطا أن يكونا من نفس الجنس، بل يصلح أن يكون مراهقا ومراهقة «تيكنوا» مع بعضهم والعكس وهو نوع من الاضطراب العاطفي والشذوذ.
إن سهولة الوصول للتقنية، التي يعيشها المراهق دعته لاختراق الكثير من القيم وكسر جدار الحياء، فأصبح الكلام البذيء المغدق بالفحش والجنس بين الشباب في مجاميع مفتوحة عامة ومرفقات جنسية لا يستنكرها أحد أمرا عاديا، بل يضحك المراهق عندما تستنكر تلك المناظر والألفاظ بترديد «هذا عادي بين الشباب» بينما كان يمارسها فيما مضى «أولاد الشوارع» بمسمى (ألفاظ شوارعية).
يتناقلونها وكأنها مسلمة من المسلمات، فالأفلام والألفاظ والإيموجي كلها تهيّج غرائزهم وتبعدهم عن الجدية وربما تقودهم للإباحية، وإذا كان الأصدقاء الداعمون هم على هذه الشاكلة فلا غرابة من أن يجد الشاب ممارسته عادية ويصف البيت، الذي يعيش فيه بالتخلف والرجعية.
إن «التيكن» والانغماس فيها تتبعها سلسلة من السلوكيات، فالمراهق يبدأ بصيد الفتيات ثم يحاول إثبات رجولته بأي طريقة سواء التدخين أو الخروج والتسكع في الأماكن العامة أو السرقة وجلب المال ثم تبدأ حزمة من السلوكيات المنحرفة، التي قد توصل الشباب لطريق الإدمان أو الشذوذ وغيرها.
نحن لا ننتظر الشباب الطاهر في المدينة الفاضلة لكننا نريد شبابا مدركا واعيا لا يغفل جانب الترفيه لكن لديه خطوط حمراء وقناعة بألا يصرف عاطفته ولا يستنفدها حتى إذا أراد استحضارها في موضعها الصحيح خانته!
ونحتاج من خلال هذا المقال وقفة من التربويين والمرشدين النفسيين والمؤسسات الاجتماعية والدينية وبرامج وقائية تمنع تمييع العلاقات وشرعنتها بمسمى «التيكن».
كما لا نغفل عن الإشادة بالشباب الواعي المدرك، الذي يعول عليه المجتمع نهضته وتقدمه لكننا نتحدث عن فئة عزيزة من الشباب جنحت بهم السفينة لكن الخير يملؤهم ونظرة المستقبل الجميل أمامهم.. عليهم أن يرشدوا غرائزهم وينتقوا لها الوقت المناسب فالعقل والفكر لا يحتمل الكثير من المهام والأفكار.. ركزوا في مستقبلكم وابنوا عالمكم، فالوطن يفتح لكم ذراعيه وينتظركم بحب «فلنتيكن» معه!
@Ganniaghafri