د.محمود عبدالواحد الخميس

إن الدور الرقابي على التصدير والاستيراد الدولي للحيوانات والطيور والأسماك سواء كانت للاستهلاك الآدمي للأكل او التربية أو بما فيها أيضا للزينة من المهام الأساسية والحيوية التي تعد من صميم عمل أبطال الغذاء وأمناء الصحة وهم الأطباء البيطريون. يعملون هالة صحية على ثغور البلاد ومنافذها البرية والجوية والبحرية، وعلى مدار الساعة تعمل المحاجر البيطرية تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة بتطبيق كافة الاشتراطات، فكيف لنا أن نتصور العدد الهائل لهذه الحيوانات بمختلف الفصائل كلها تحت إشراف البيطري المتمرس الحادق، فلا يتم دخول أو خروج أي حيوان حي واحد إلا بعد الرقابة الصحية البيطرية من خلال الكشف الظاهري والإكلينيكي، بالإضافة إلى أخذ العينات اللازمة للمختبر التشخيص البيطري لإجراء الفحوصات المخبرية بل تقع عليهم كامل المسؤولية بالحد من دخول الحيوانات المريضة التي تساهم بنقل الأوبئة والأمراض المحجرية العابرة للقارات، وكذلك الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي بدورها تسبب خسائر اقتصادية وصحية فادحة.

بل دورهم الجليل في الرقابة على الأغذية المصدرة والمستوردة ومنها ذات المصدر الحيواني لتأمين الغذاء السليم والصحي للإنسان وحماية طعامه من الأمراض المنقولة بالغذاء وما ينتج عنه من أضرار صحية تعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية، نتيجة إرهاق نظم الرعاية الصحية وإلحاق الضرر بالاقتصادات الوطنية والسياحة والتجارة، وأشارت المنظمة الصحية العالمية إلى أن أمراض الإسهال هي الأمراض الأكثر شيوعا التي تنجم عن استهلاك الأغذية الملوثة وتصيب 550 مليون شخص وتسبب وفاة 230000 شخص سنويا، وبينت أيضا أن ما تسببه الأغذية غير المأمونة التي تحتوي على جراثيم أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة أكثر من 200 مرض، من الإسهال إلى السرطان. لذلك نجد أن عمل الفسوحات للأغذية المستوردة تمر بعدة مراحل من مراقبة سلاسل تصنيع الغذاء من بلد المنشأ إلى أن يتم استيراده إلى البلاد ولا يتم فسح هذه الأغذية إلا بعد إجراءات صحية مشددة وفق تنظيم متكامل، وهذا هو الحال أيضا على الرقابة على الأدوية واللقاحات البيطرية، وهذا جزء من الدور العظيم لدى الأطباء البيطريين بهيئة الغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية.

كل هذا ولله الحمد هو جزء يسير من أجل صحة وسلامة وغذاء المستهلك من المواطن والمقيم، ترعاه هذه الأعين التي بمثابة الكتائب الأمنية فلهم منا عظيم الشكر والعرفان فكل طبيب بيطري منهم يستحق رتبة لواء.

Vetmahmoud@hotmail.com