جميعنا نبحث عن السعادة في الحياة، لنشعر بالرضا الذاتي، والسكينة الداخلية، ولعل من أبرز طرق تحقيق ذلك هو البحث عن إنجازات ونجاحات في الحياة، وارتبطت هذه الظاهرة فيما يعرف بـ«مدمن نجاح» فما هو النجاح، وهل هو إدمان؟ وهل النجاح مشكلة أم النجاح المثالي هو المشكلة.
إن تحقيقنا لإنجاز معين سيشعرنا بالرضا الذاتي، مع اتفاقنا بأن هذه الإنجازات لن تقودنا بالضرورة إلى السعادة المطلقة، لكن نحن جميعا نبحث عن هذه الإنجازات، فما أن نبدأ بالقيام بأول إنجاز سنشعر بالنشوة العقلية، وترتفع لدينا هرمونات مثل الدوبامين، ونشعر بالرضا عن هذا الإنجاز، ولكن ما أن يمر عليه قليل من الوقت حتى يبدأ المخطط البياني لنشوتنا بالانخفاض، بعد أن بلغ ذروته سابقاً حين حققنا ذلك الإنجاز، ولأن الدماغ دائماً ما يبحث عن الاستقرار، سيعود المنحنى البياني إلى الوضع الطبيعي، ولكن الدماغ في هذه الحالة يعود ويطلب المزيد من الإنجازات والنجاح، ويبدأ بالبحث عنها حتى يحققها، وهذا بالضبط ما يحدث، فتبدأ بالبحث عن إنجاز جديد لتعاود الشعور بالنشوة الإنجاز، وهكذا مرة بعد مرة، وهكذا يولد «إدمان النجاح» وتصبح مدمن نجاح، ولعل جميع من يتصفون بهذه الصفة لديهم جميعاً صفات مشتركة، فمثلاً غالباً مدمنو النجاح ما يتسمون بحبهم للمغامرة وخوض تجارب جديدة غير معتادين عليها، وتكون هذه التجارب في كثير من الأحيان خارج منطقة راحتهم، ليضعوا أدمغتهم تحت تجارب وتحديات متجددة. ومن الصفات التي يتسم بها مدمن النجاح هو تنظيمه لنفسه، ووضعه لخطط متجددة دائماً، وإستراتيجيات متعددة، مع إدارة الوقت بشكل فعال وهكذا يستطيعون إدارة أنفسهم بشكل أفضل.
الصفات الشخصية الأخرى مثل امتلاك الشغف، والذكاء الاجتماعي، والتصالح مع الذات، والقابلية للتطوير، والثقة بالنفس، وتكوين صورة إيجابية تتسم بالواقعية عن النفس، كل تلك الصفات هي مكون أساسي في شخصية مدمن نجاحات، لا ننكر أن المجتمع قد يكون عاملا مؤثرا، إما إيجاباً أو سلباً، تماماً ينطبق هذا الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن التردد والإحباط، فقدان الثقة، والتردد، وعدم صقل الموهبة وتطويرها، والروتين المضيع للوقت والإنتاجية، هي من أبرز التحديات في وجه مدمن النجاحات.
كلمة مدمن النجاحات لا تعني على الإطلاق النجاح دائماً، فالفشل هو جزء من النجاح، فالإنسان الذي دائماً يسعى ويحاول لا بد من يفشل، ولا يقف عند هذه النقطة، والإنسان الذي لا يفشل هو الذي لا يحاول، وأيضاً مصطلح مدمن نجاحات لا يعني النجاح بكل شيء، فالناجح الحقيقي هو الذي يتميز بمجال واحد، والبحث عن النجاح في كل شيء هو مضيعة للجهد والوقت، ولن يثمر بالفائدة، العبرة هو ألا تقودنا الحياة للبحث عن الصورة «المثالية» التي يجب أن يتسم بها الإنسان في هذا العصر الحديث، فعلاقتك مع أسرتك لابد من أن تشوبها متغيرات، وعلاقتك مع زملائك في العمل ليست دائماً مثالية، وحياتك الجامعية الحقيقية تختلف عمّا هو في الإعلام والأفلام. إذا كنت سعيدا في عملك فهذا كافٍ، وإن كان شكلك يعجبك فلا يجب أن تقلد لاعبي كمال الأجسام. ولا تضع نفسك في قوالب لتتعب نفسك فيها، لتبدو بصورة «البطل الخارق»، بل عش حياتك بمقاييسك الخاصة لتسعد فيها. وتبحث عن تطوير ذاتك دائماً دون أن تقارن نفسك بالآخرين، الإنجاز صفة نطمح لها جميعاً، الأهم هو عدم التردد بل اتخاذ الخطوة الأولى لتتوالى بعدها الإنجازات المتتالية
مدمنو النجاحات أو كما أحب أن أطلق عليهم (مدعّو المثالية)، يتعرضون بضغط كبير نفسي، بما يتوحب عليهم من جهد وتفكير لإنجاز وتحقيق أعلى المراتب الوظيفية والعلمية والاجتماعية والعائلية. وذلك لتتطابق نظرة ومقاييس المجتمع العالية، ونظرة الشخص لنفسه، وفي النهاية هذا كله سيؤدي الى النهاية غير المتوقعة وهي الملل او الضغط النفسي وفقد الشغف.
الأهم أن تبدأ وأن تقدم خطوات جدية بالتغير الذي ترغب به دون أن يشكل ضغطا نفسيا وتجاهل الصورة النمطية التي يصدرها لك الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير، وتجاهل معايير المجتمع التي تصنف الأشخاص الناجحين وغير الناجحين.
تغير وابدأ بخطوات بسيطة بعادات بسيطة وصغيرة دون تشكيل ضغط عصبي.
@dinaalardhi
إن تحقيقنا لإنجاز معين سيشعرنا بالرضا الذاتي، مع اتفاقنا بأن هذه الإنجازات لن تقودنا بالضرورة إلى السعادة المطلقة، لكن نحن جميعا نبحث عن هذه الإنجازات، فما أن نبدأ بالقيام بأول إنجاز سنشعر بالنشوة العقلية، وترتفع لدينا هرمونات مثل الدوبامين، ونشعر بالرضا عن هذا الإنجاز، ولكن ما أن يمر عليه قليل من الوقت حتى يبدأ المخطط البياني لنشوتنا بالانخفاض، بعد أن بلغ ذروته سابقاً حين حققنا ذلك الإنجاز، ولأن الدماغ دائماً ما يبحث عن الاستقرار، سيعود المنحنى البياني إلى الوضع الطبيعي، ولكن الدماغ في هذه الحالة يعود ويطلب المزيد من الإنجازات والنجاح، ويبدأ بالبحث عنها حتى يحققها، وهذا بالضبط ما يحدث، فتبدأ بالبحث عن إنجاز جديد لتعاود الشعور بالنشوة الإنجاز، وهكذا مرة بعد مرة، وهكذا يولد «إدمان النجاح» وتصبح مدمن نجاح، ولعل جميع من يتصفون بهذه الصفة لديهم جميعاً صفات مشتركة، فمثلاً غالباً مدمنو النجاح ما يتسمون بحبهم للمغامرة وخوض تجارب جديدة غير معتادين عليها، وتكون هذه التجارب في كثير من الأحيان خارج منطقة راحتهم، ليضعوا أدمغتهم تحت تجارب وتحديات متجددة. ومن الصفات التي يتسم بها مدمن النجاح هو تنظيمه لنفسه، ووضعه لخطط متجددة دائماً، وإستراتيجيات متعددة، مع إدارة الوقت بشكل فعال وهكذا يستطيعون إدارة أنفسهم بشكل أفضل.
الصفات الشخصية الأخرى مثل امتلاك الشغف، والذكاء الاجتماعي، والتصالح مع الذات، والقابلية للتطوير، والثقة بالنفس، وتكوين صورة إيجابية تتسم بالواقعية عن النفس، كل تلك الصفات هي مكون أساسي في شخصية مدمن نجاحات، لا ننكر أن المجتمع قد يكون عاملا مؤثرا، إما إيجاباً أو سلباً، تماماً ينطبق هذا الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن التردد والإحباط، فقدان الثقة، والتردد، وعدم صقل الموهبة وتطويرها، والروتين المضيع للوقت والإنتاجية، هي من أبرز التحديات في وجه مدمن النجاحات.
كلمة مدمن النجاحات لا تعني على الإطلاق النجاح دائماً، فالفشل هو جزء من النجاح، فالإنسان الذي دائماً يسعى ويحاول لا بد من يفشل، ولا يقف عند هذه النقطة، والإنسان الذي لا يفشل هو الذي لا يحاول، وأيضاً مصطلح مدمن نجاحات لا يعني النجاح بكل شيء، فالناجح الحقيقي هو الذي يتميز بمجال واحد، والبحث عن النجاح في كل شيء هو مضيعة للجهد والوقت، ولن يثمر بالفائدة، العبرة هو ألا تقودنا الحياة للبحث عن الصورة «المثالية» التي يجب أن يتسم بها الإنسان في هذا العصر الحديث، فعلاقتك مع أسرتك لابد من أن تشوبها متغيرات، وعلاقتك مع زملائك في العمل ليست دائماً مثالية، وحياتك الجامعية الحقيقية تختلف عمّا هو في الإعلام والأفلام. إذا كنت سعيدا في عملك فهذا كافٍ، وإن كان شكلك يعجبك فلا يجب أن تقلد لاعبي كمال الأجسام. ولا تضع نفسك في قوالب لتتعب نفسك فيها، لتبدو بصورة «البطل الخارق»، بل عش حياتك بمقاييسك الخاصة لتسعد فيها. وتبحث عن تطوير ذاتك دائماً دون أن تقارن نفسك بالآخرين، الإنجاز صفة نطمح لها جميعاً، الأهم هو عدم التردد بل اتخاذ الخطوة الأولى لتتوالى بعدها الإنجازات المتتالية
مدمنو النجاحات أو كما أحب أن أطلق عليهم (مدعّو المثالية)، يتعرضون بضغط كبير نفسي، بما يتوحب عليهم من جهد وتفكير لإنجاز وتحقيق أعلى المراتب الوظيفية والعلمية والاجتماعية والعائلية. وذلك لتتطابق نظرة ومقاييس المجتمع العالية، ونظرة الشخص لنفسه، وفي النهاية هذا كله سيؤدي الى النهاية غير المتوقعة وهي الملل او الضغط النفسي وفقد الشغف.
الأهم أن تبدأ وأن تقدم خطوات جدية بالتغير الذي ترغب به دون أن يشكل ضغطا نفسيا وتجاهل الصورة النمطية التي يصدرها لك الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير، وتجاهل معايير المجتمع التي تصنف الأشخاص الناجحين وغير الناجحين.
تغير وابدأ بخطوات بسيطة بعادات بسيطة وصغيرة دون تشكيل ضغط عصبي.
@dinaalardhi