من وجهة نظر علم الاجتماع، في بدايته يولد الإنسان ضعيفا وبعدها يبدأ في النمو رويدا رويدا وسط أسرته الصغيرة، وبعدها يحتك بالعالم الخارجي المكون من أفراد العائلة الكبيرة والمدرسين وزملائه في المدرسة. في هذه المرحلة الأولى التي تتأرجح بين الطفولة والمراهقة وبين التقليد ومحاولة التفرد في الإنجازات والآراء، يقضيها الإنسان وهو يبحث عن ذاته الموضوعية وفي نفس الوقت يقضيها في محاولة فهم جسمه وحاجاته ورغباته. حتى يبلغ من الشباب بدايته، وهنا ينتقل إلى محاولة بناء قناعته ومبادئه وأفكاره التي سيسري عليها العمر بأكمله...
ولأنها المرحلة الثانية التي تعرف المرء وسط مجتمع ما، لأنه على مبادئه سيتصرف مع الآخرين وسلوكياته لن تترجم سوى ما جادت به نفسه من أخلاق وحسن السيرة والسلوك...
بين الفطرة والمكتسب يمكننا أن نختزل رحلة الإنسان بأكملها، فبعض الناس أثناء تكوينهم لمبادئهم حاولوا جاهدين ربط هذه الأخيرة بالفطرة التي فطرت عليها قلوبهم، وكان أن اكتسبوا أفضل الشخصيات، والبعض الآخر طغت على تفكيرهم الماديات، فاتبعوا الهوى ونسوا أنفسهم، وكان أن عاشوا في ضلال مبين...
قصة سمعتها مؤخرا والتي كانت الحافز لأخط هذه الأسطر المتواضعة وأسألكم عن أحوال ضمائركم... يخبرني أحدهم عن مجموعة من الناس اجتمعوا لجمع مساعدات مادية لإعالة بعض المحتاجين، فتم النصب عليهم من طرف أحد أعضاء المجموعة الذي كان قد رشح نفسه أمينا للمال... ولم يكتف بهذا فحسب بل تجاوز ذلك وأصبح يشتري الذمم والضمير من المجموعة ضد أشخاص آخرين...
عندما تعطى لشخص ما مكانة لا يستحقها البتة، تكون النتيجة كما حدث مع هؤلاء الأشخاص... في غياب الضمير الحي الذي يسير الإنسان ويقيد كل خطواته، من السهل أن ينصهر وسط أهوائه... نفس الإنسان كعربة يجرها حصان من الأمام وآخر من الخلف، الأول يجر نحو الخير والثاني نحو الشر، وذاك الذي يتم إطعامه جيدا بما يحتاج، سيستطيع جر العربة ومن عليها في نهاية المطاف، إما نحو الخير أو الشر.
في تعاملنا مع الناس تحت كل المسميات، علينا استحضار دائما الجانب الخفي الذي يسكنهم، فداخل كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه، ثم إن معدن هذا الأخير لا يقاس بمكانته الاجتماعية، أو بما حصل عليه من عمل ومال وأملاك، بل بتعامله وبقائه مخلصا لمبادئه تحت جميع المغريات.
alharby0111@
ولأنها المرحلة الثانية التي تعرف المرء وسط مجتمع ما، لأنه على مبادئه سيتصرف مع الآخرين وسلوكياته لن تترجم سوى ما جادت به نفسه من أخلاق وحسن السيرة والسلوك...
بين الفطرة والمكتسب يمكننا أن نختزل رحلة الإنسان بأكملها، فبعض الناس أثناء تكوينهم لمبادئهم حاولوا جاهدين ربط هذه الأخيرة بالفطرة التي فطرت عليها قلوبهم، وكان أن اكتسبوا أفضل الشخصيات، والبعض الآخر طغت على تفكيرهم الماديات، فاتبعوا الهوى ونسوا أنفسهم، وكان أن عاشوا في ضلال مبين...
قصة سمعتها مؤخرا والتي كانت الحافز لأخط هذه الأسطر المتواضعة وأسألكم عن أحوال ضمائركم... يخبرني أحدهم عن مجموعة من الناس اجتمعوا لجمع مساعدات مادية لإعالة بعض المحتاجين، فتم النصب عليهم من طرف أحد أعضاء المجموعة الذي كان قد رشح نفسه أمينا للمال... ولم يكتف بهذا فحسب بل تجاوز ذلك وأصبح يشتري الذمم والضمير من المجموعة ضد أشخاص آخرين...
عندما تعطى لشخص ما مكانة لا يستحقها البتة، تكون النتيجة كما حدث مع هؤلاء الأشخاص... في غياب الضمير الحي الذي يسير الإنسان ويقيد كل خطواته، من السهل أن ينصهر وسط أهوائه... نفس الإنسان كعربة يجرها حصان من الأمام وآخر من الخلف، الأول يجر نحو الخير والثاني نحو الشر، وذاك الذي يتم إطعامه جيدا بما يحتاج، سيستطيع جر العربة ومن عليها في نهاية المطاف، إما نحو الخير أو الشر.
في تعاملنا مع الناس تحت كل المسميات، علينا استحضار دائما الجانب الخفي الذي يسكنهم، فداخل كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه، ثم إن معدن هذا الأخير لا يقاس بمكانته الاجتماعية، أو بما حصل عليه من عمل ومال وأملاك، بل بتعامله وبقائه مخلصا لمبادئه تحت جميع المغريات.
alharby0111@