فيصل الخريجي يكتب:

الغرف التجارية والصناعية تعتبر مهد مؤسسات المجتمع المدني، وبيت التجار العريق، والمستشار الصادق والناصح للقطاع العام، والشريك الإستراتيجي للحكومة، تعاني في العشر سنوات الأخيرة لأسباب؛ أولها انخفاض أداء بعض الغرف، وثانيها انزعاج وزارة التجارة من آراء الغرف غير المتفقة مع آرائها، علماً بأن هذا الاختلاف هو المادة العلمية التي وجدت الغرف لإنتاجها وتزويد صانع القرار الاقتصادي بها، وثالث هذه الأسباب وأهمها هو عدم انسجام وتناغم أهداف واختصاصات وزارة التجارة مع أهداف واختصاصات الغرف التجارية، وهو أمر طبيعي وحتمي، فوزارة التجارة جهة رقابية إشرافية تقوم بإحدى وثلاثين مهمة تدور جميعها حول قواعد وضوابط منح التراخيص والسجلات، ورفع التشريعات الرقابية لضبط الممارسات التجارية، أي أنها وزارة ذات طبيعة رقابية انطلاقا من طبيعة اختصاصاتها وأهدافها، بينما تنطلق الغرف التجارية من اختصاصات وأهداف تبحث عن تطوير الاستثمارات وإيجاد الحلول لمعالجة المعوّقات والقيود التي تعيق نمو الاقتصاد وتحول دون جذب رؤوس الأموال، وهذه اختصاصات وأهداف أكثر مرونة وحيوية كونها تبحث عن الحلول الجاذبة لرأس المال والمحفزة للاستثمار، وهذا ينسجم مع طبيعة وأهداف وزارة الاستثمار التي تتفق مع الغرف في الاختصاصات والأهداف والتوجهات العامة؛ إذ إن لوزارة الاستثمار سبعة مبادئ أساسية تدور جميعها حول تحفيز الاستثمارات وإيجاد الحلول لتشجيع رؤوس الأموال، وتهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة لحركتها.

لذا ولكل ما تمَّ ذكره؛ آمل أن يتسع صدر المسؤولين لاقتراحي هذا بنقل مظلة الغرف إلى وزارة الاستثمار، ولاحظوا عندها الانطلاقة المذهلة والمتوقعة للغرف، بسبب تناغم وانسجام المُشرف والمشرف عليه في الأهداف والاختصاصات والمبادئ التي تهدف جميعها إلى تعزيز الاستثمارات وتنميتها وتطويرها، وأكاد أجزم بأن هذا الاقتراح سوف يخدم مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ بصورة سريعة وفعالة، فالغرف مستشار صادق وذكي ينطلق من واقع السوق الاقتصادي، وسنجد لديها الكثير من الحلول المبتكرة والذكية لتعزيز قيم الاستثمار، وعلى هذه الغرف في ذات الوقت أن تنسق في الأعمال التجارية والصناعية مع وزارتي (التجارة والصناعة) لضمان الشراكة التكاملية لجميع الوزارات المرتبطة بتطوير قطاع الأعمال.

وفي الختام أقدم جزيل الشكر والتقدير والعرفان لمقام وزارة التجارة لما قدمته للغرف التجارية على مدى أربعين عاماً من خدمات وتطوير وإشراف كانَ محل التقدير والاحترام.

falkhereiji @