أحمد المغلوث

في ذاكرتي الكثير الكثير مما تختزنه من زمن القراءات الجادة أيام كنا نسافر خلال إجازاتنا السنوية أو حتى العطل المدرسية لدول مجاورة لنقرأ فيها ما يعجبنا لبعض من الروائيين الذي نحب أو حتى لمشاهير الكتاب الذين يتربعون وسط الصفحات الأدبية والثقافية في العالم العربي والتي لم تصل رواياتهم أو كتبهم لمكتبات المملكة. وعندما كانت تتاح لنا فرصة الحصول على رواية أو كتاب، فكنا والحق يقال نتبادل قراءتها بشغف نحن أصدقاء مكتبة «السطح» التي أسسناها في سطح بيتنا القديم بالمبرز. في صباح اليوم وجدت في درح مكتب مرسمي دفتر ملاحظات صغيرا كنت أسجل فيه بعض العبارات التي تعجبني والتي أبدعها مشاهير الكتاب العرب والأجانب، والعبارة التي قفزت أمامي من بين هذه الملاحظات والمقولات المختارة ما قالته يوما الشاعرة الأمريكية «لويز غلوك» التي فازت بجائزة نوبل في الأدب لعام 2020م تقول (لكي تكتب نثرا أو شعرا أو حتى ما تتحدث عنه ينبغي لك حتما أن يكون عندك ما تقوله وأن تشحنه بالمصداقية وحب الآخر)، وما قالته الشاعرة لويز هنا ينسحب على مختلف المجالات الإبداعية من كتابة ورسم وفنون أخرى بل وحتى مختلف جوانب الحياة.. ومن هنا وعندما يمسك الأديب أو الكاتب أو الفنان قلمه أو ريشته ليعبر عن مشاعره أو يكتب خواطره أو رأيه الوطني تجاه حالة أو حدث ما فهو يكون كالمرآة التي تعكس ما تنقله أمامها بصدق ووضوح. ونجد بالتالي أن ما أبدعه هذا الفنان أو ذاك الكاتب فهو ينمو ويتشكل من عالم هو في حقيقته محصلة لواقع منظور أو محسوس يولد من خلال حياة المبدع نفسه، فكيف بعد هذا عندما يتحدث قائد الأمة عن الوطن وما يزخر به من عطاءات وإنجازات، وقائدنا ورائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأمد في عمره عرف عنه ثقافته الواسعة وحصافته التي اتسمت بالحكمة، لقد كان خطابه في قمة العشرين عن المرآة المواطنة، المرأة الفعل والعمل وما وصلت إليه من مكانة كان «خطاب الساعة» تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة بل حظي بالتحليل والتأويل والتعليق من قبل كتاب الرأي في العديد من الدول ولا يختلف اثنان على أن الخطاب الملكي الذي ألقاه بالنيابة معالي وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي كان خطابا انتظره الوطن والمواطنون، بل كل مواطني دول العشرين الذين تابعوا باهتمام بالغ النجاح المستمر لرئاسة المملكة لهذه القمة العالمية التي باتت تشكل قمة يشار لها باهتمام كل عام. وهكذا نجد أن الحديث عندما يكون صادقا ونابعا من الأعماق وما فيه من كلمات معبرة بشفافية ومشبعة بالحقائق وحتى الأرقام تكون أكثر تأثيرا وفعلا لمن يستمع إليها أو يطلع عليها مكتوبة أو مرئية.. وأن كل ما نقوله ونكتبه أو نبدعه في مجالات أخرى يحمل مسئولية كبيرة على المتحدث أو المبدع تجاه المتلقي الذي يسعده كثيرا أن يقرأ المفيد وبالتالي يسعى دائما لمتابعة كل جديد يبدعه قادة الوطن ومبدعوه على اختلاف تنوعهم الثقافي والأدبي. فقادة الوطن عودونا دائما وأبدا على قول ما يخدم الوطن ومواطنيه..

almaglouth@yahoo.com