من طبيعة المدن الرئيسية أن تكون الكثافة السكنية مرتفعة، وهذا يخلق جوًا من الزحام في الطرقات والشوارع الرئيسية خصوصًا أوقات الذروة.
ومن الأسباب لهذه الكثافة: الهجرة من القرى إلى المدن، بالإضافة إلى النمو السكاني، ولذلك لا تكاد تخلو مدينة على مستوى العالم من الزحام في الطرقات والأماكن العامة. وزحام السيارات في الشوارع يؤدي إلى تضايق وعصبية بعض السائقين، ويجعل البعض الآخر يستعجل في قيادة مركبة؛ للوصول إلى وجهته في الوقت المناسب. من هنا تنشأ لدينا مشكلتان: النفسية (النرفزة) وكذلك الاستعجال، وهما بلا شك تؤديان إلى احتمالية زيادة الحوادث بين السيارات -لا قدّر الله-
ونحن عندما نفكر خارج الصندوق قد نجد حلولًا بسيطة، ولها دور فعّال ومؤثر. ومما لفت انتباهي وإعجابي قيام الأمانة بوضع لوحات إرشادية مضيئة في طرقات تُخبرنا عن وقت الوصول المتوقّع إلى الوجهة التي نقصدها. فعلى سبيل المثال هناك لوحة تقول: الوصول إلى وسط الدمام 15 دقيقة، وإلى الصناعية الأولى 8 دقائق، وإلى مطار الملك فهد الدولي 19 دقيقة، وغيرها من الأمثلة.
وهذه اللمسات الرائعة التي قامت بها الأمانة، وددتُ أن تُطبّق في كل المدن الكبرى بلا استثناء، خصوصًا على الطرق الرئيسية المزدحمة، فهي تُخبر قائد المركبة وتحثّه على عدم الاستعجال، وتضيف له الطمأنينة بأن هناك متسعًا من الوقت للوصول إلى وجهته.
والملاحظة الأخرى (والتي تقع في نفس الإطار للأفكار الخلّاقة) هو أن تُعمّم على الإشارات المرورية فكرة العداد التنازلي الرقمي للوقت؛ لأنها تجعل قائد المركبة مُلمًّا بالوقت المتوقع للانتظار، فيخفف ذلك من عملية استخدام بوق السيارة!! أو محاولة مضايقة باقي المركبات. والأهم هو أن قائد المركبة في حال السير يعلم كم ثانيةً بقيت له حتى يصل إلى الإشارة الضوئية، وبالتالي لا يتهوّر بتجاوزها مسرعًا عندما قربت من أن تصبح حمراء!
والمقصد من هذا المقال هو لفت الانتباه إلى أننا نستطيع أن نخرج بأفكار فعّالة ومفيدة على أرض الواقع ومُجدية اقتصاديًا. وحتى نصل لمثل هذه الحلول، علينا أولًا: إعطاء فرصة للآخرين بالمشاركة بآرائهم وأفكارهم بأريحيّة حتى ولو كانت تبدو سخيفة أو ساذجة أو بسيطة. والبداية لمثل هذه الأفكار عادة تكون باجتماع العصف الذهني (وممكن أن يُنفّذ إلكترونيًا أو باستبيان ليشارك الجميع بها)، وتلكم هي أول الطريق نحو الإبداع والابتكار.
ومن المهم في هذه المرحلة ألا نخنق أي فكرة عند ولادتها؛ لأنها قد تكون هي المُنقذ اقتصاديًا وعمليًا!
ثانيًا: إعطاء فرصة الشباب في المشاركة، فهم في الغالب يطرحون تساؤلات وأفكارًا قد تبدو غريبة بعض الشيء، ولكن مع دعم ذوي الخبرة والاختصاص يمكن تحسينها وتطويرها لتصبح منتجًا أو فكرة أكثر نضجًا. فلو أن الشاب الألماني العبقري هايزنبيرغ رضخ في النقاش إلى عناد آينشتاين في مؤتمر سولفاي (الخامس للفيزياء 1927م) لما فاز بجائزة نوبل عام (1932م) عن نظريته المبدعة «مبدأ عدم التأكد»، والتي غيَّرت تاريخ (ميكانيكا الكم) إلى الأبد.
ثالثًا: من الأهمية بمكان أن تكون اللجان المناط بها العمل تحتوي على أشخاص متخصصين وغير متخصصين؛ لأن المتخصص ينظر من أفق القوانين وخبرة سابقة، فيصعب عليه التفكير خارج الصندوق، بالإضافة إلى ذلك أن يحتوي الفريق على مختلف الأعمار حتى تتنوّع الأفكار، ومن أجل الخروج من القالب التقليدي في الطرح والمناقشة.
من هذا المنطلق، أريد أن أطرح سؤالًا لكل المدن الرئيسية في العالم، هل مع كل هذه التكنولوجيا والاتصالات الحديثة التي نملك، ما زلنا نحتاج إلى إشارة مرورية عند كل تقاطع؟! وسأدَع الجواب للشباب، فهم في الغالب يفكرون خارج المألوف لحبهم وشغفهم في الابتكار والاختراع.
abdullaghannam @
ومن الأسباب لهذه الكثافة: الهجرة من القرى إلى المدن، بالإضافة إلى النمو السكاني، ولذلك لا تكاد تخلو مدينة على مستوى العالم من الزحام في الطرقات والأماكن العامة. وزحام السيارات في الشوارع يؤدي إلى تضايق وعصبية بعض السائقين، ويجعل البعض الآخر يستعجل في قيادة مركبة؛ للوصول إلى وجهته في الوقت المناسب. من هنا تنشأ لدينا مشكلتان: النفسية (النرفزة) وكذلك الاستعجال، وهما بلا شك تؤديان إلى احتمالية زيادة الحوادث بين السيارات -لا قدّر الله-
ونحن عندما نفكر خارج الصندوق قد نجد حلولًا بسيطة، ولها دور فعّال ومؤثر. ومما لفت انتباهي وإعجابي قيام الأمانة بوضع لوحات إرشادية مضيئة في طرقات تُخبرنا عن وقت الوصول المتوقّع إلى الوجهة التي نقصدها. فعلى سبيل المثال هناك لوحة تقول: الوصول إلى وسط الدمام 15 دقيقة، وإلى الصناعية الأولى 8 دقائق، وإلى مطار الملك فهد الدولي 19 دقيقة، وغيرها من الأمثلة.
وهذه اللمسات الرائعة التي قامت بها الأمانة، وددتُ أن تُطبّق في كل المدن الكبرى بلا استثناء، خصوصًا على الطرق الرئيسية المزدحمة، فهي تُخبر قائد المركبة وتحثّه على عدم الاستعجال، وتضيف له الطمأنينة بأن هناك متسعًا من الوقت للوصول إلى وجهته.
والملاحظة الأخرى (والتي تقع في نفس الإطار للأفكار الخلّاقة) هو أن تُعمّم على الإشارات المرورية فكرة العداد التنازلي الرقمي للوقت؛ لأنها تجعل قائد المركبة مُلمًّا بالوقت المتوقع للانتظار، فيخفف ذلك من عملية استخدام بوق السيارة!! أو محاولة مضايقة باقي المركبات. والأهم هو أن قائد المركبة في حال السير يعلم كم ثانيةً بقيت له حتى يصل إلى الإشارة الضوئية، وبالتالي لا يتهوّر بتجاوزها مسرعًا عندما قربت من أن تصبح حمراء!
والمقصد من هذا المقال هو لفت الانتباه إلى أننا نستطيع أن نخرج بأفكار فعّالة ومفيدة على أرض الواقع ومُجدية اقتصاديًا. وحتى نصل لمثل هذه الحلول، علينا أولًا: إعطاء فرصة للآخرين بالمشاركة بآرائهم وأفكارهم بأريحيّة حتى ولو كانت تبدو سخيفة أو ساذجة أو بسيطة. والبداية لمثل هذه الأفكار عادة تكون باجتماع العصف الذهني (وممكن أن يُنفّذ إلكترونيًا أو باستبيان ليشارك الجميع بها)، وتلكم هي أول الطريق نحو الإبداع والابتكار.
ومن المهم في هذه المرحلة ألا نخنق أي فكرة عند ولادتها؛ لأنها قد تكون هي المُنقذ اقتصاديًا وعمليًا!
ثانيًا: إعطاء فرصة الشباب في المشاركة، فهم في الغالب يطرحون تساؤلات وأفكارًا قد تبدو غريبة بعض الشيء، ولكن مع دعم ذوي الخبرة والاختصاص يمكن تحسينها وتطويرها لتصبح منتجًا أو فكرة أكثر نضجًا. فلو أن الشاب الألماني العبقري هايزنبيرغ رضخ في النقاش إلى عناد آينشتاين في مؤتمر سولفاي (الخامس للفيزياء 1927م) لما فاز بجائزة نوبل عام (1932م) عن نظريته المبدعة «مبدأ عدم التأكد»، والتي غيَّرت تاريخ (ميكانيكا الكم) إلى الأبد.
ثالثًا: من الأهمية بمكان أن تكون اللجان المناط بها العمل تحتوي على أشخاص متخصصين وغير متخصصين؛ لأن المتخصص ينظر من أفق القوانين وخبرة سابقة، فيصعب عليه التفكير خارج الصندوق، بالإضافة إلى ذلك أن يحتوي الفريق على مختلف الأعمار حتى تتنوّع الأفكار، ومن أجل الخروج من القالب التقليدي في الطرح والمناقشة.
من هذا المنطلق، أريد أن أطرح سؤالًا لكل المدن الرئيسية في العالم، هل مع كل هذه التكنولوجيا والاتصالات الحديثة التي نملك، ما زلنا نحتاج إلى إشارة مرورية عند كل تقاطع؟! وسأدَع الجواب للشباب، فهم في الغالب يفكرون خارج المألوف لحبهم وشغفهم في الابتكار والاختراع.
abdullaghannam @