اليوم - الدمام

تقول الـ«بي بي سي» البريطانية: هناك ملايين الهنود الذين لا يستطيعون الحصول على مياه شربٍ نظيفة، ويستهلكون طعامًا غير صحي، ويتنفسون هواءً ملوثًا ويعيشون في بيئة مكتظة بالسكان.

ووجد باحثون أن هذا يجعلهم عُرضة لمجموعة من الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان والسكري، التي من شأنها أن تشكل عبئًا مرضيًا كبيرًا وفقًا لتقرير حكومي.

ويموت أكثر من مليون هندي كل عام بسبب تلوث الهواء.

كان هذا كافيًا لإثارة المخاوف من أن فيروس كورونا قد يفتك بسكان الدول النامية، ويؤدي إلى ملايين الوفيات في دول مثل الهند.

وعادةً ما تكون مرافق الرعاية الصحية والنظافة والصرف الصحي في البلدان الفقيرة غير متوافرة بالشكل المطلوب، وغالبًا ما يُعتقد أن ذلك عامل من العوامل المساهمة في ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المعدية هناك.

ويحتل سكان الهند سُدس سكان العالم وسُدس الحالات المبلّغ عنها، لكنها مسؤولة فقط عن 10% من وفيات العالم جراء الإصابة بالفيروس.

كما أن معدل حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا، أقل من 2%، وهذه النسبة تُعد من أقل المعدلات في العالم.

ويشير بحث جديد قام به علماء هنود إلى أن قلة النظافة ونقص المياه الصالحة للشرب، والظروف غير الصحية ربما أنقذت العديد من الأرواح من الإصابة بوباء كوفيد ـ 19 الخطير، وبعبارة أخرى، يريدون القول إن الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل قد يكونون قادرين على درء حالات الإصابة الشديدة بفيروس كوفيد ـ 19 الخطير بسبب تعرضهم للفيروسات والجراثيم التي تتسبب بمختلف الأمراض منذ الطفولة، مما يمنحهم مناعة أقوى ضد مرض كوفيد ـ 19.

وبحثت كلتا الدراستين - اللتين لم تتم مراجعتهما بعد - في معدل الوفيات لكل مليون من السكان لمقارنة معدلات الوفيات.

وقارنت دراسة واحدة بين البيانات المتاحة حول السكان في 106 تطرّقت إلى عشرات المعايير مثل كثافة السكان والديموغرافيا وانتشار الأمراض ومستوى الأنظمة الصحية، فوجد الباحثون أن نسب الوفيات جراء الإصابة بكوفيد ـ 19 هي أعلى في البلدان ذات الدخل المرتفع.

وقال د. ماندي، وهو أحد الذين شاركوا في إعداد الدراسة: يبدو أن لدى الفقراء أصحاب الدخل المنخفض، استجابة مناعية للمرض أفضل مقارنة مع أقرانهم أصحاب الدخل المرتفع.

وعزا علماء الأوبئة معدل الوفيات المنخفض في بلدان مثل الهند إلى أن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من السكان مقارنة بالدول الغنية - كبار السن هم عادة أكثر عُرضة للخطر - وليس من الواضح ما إذا كانت العوامل الأخرى، مثل المناعة الناتجة عن الإصابات السابقة بفيروسات كورونا أخرى، مسؤولة عن ذلك أيضًا.

ومن الواضح أن هناك مجموعة متنوعة من الأسباب يمكن أن تكون وراء انخفاض معدل الوفيات.

وتقول البروفيسورة كروتيكا كوبالي، الأستاذة المساعدة في الأمراض المعدية في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية: لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن الفيروس؛ لأننا نتعامل معه منذ 10 أشهر فقط، الحقيقة أن هناك الكثير مما نجهله.