د. محمد باجنيد

‏الاستسلام لحالة الاعتياد، كثيراً ما تولد شيئاً من الملل؛ رغم أنها تبقيك في منطقة الراحة.. تلك التي تستدعي فيها جملة من طقوسك العتيقة.. تظل تحتفظ بها مفتاحاً دار عليه الزمان وتكسرت أسنانه!.. أخرج من هذا الأسر بقرار التغيير وستصبح إنساناً جديداً.. إنساناً جميلاً!

حاول أن تتجاوز الزمن.. الزمن الجميل لا يعود؛ حتى يعود صانعوه.. لن يتوقف الزمن.. عليك أن تدرك ذلك.. أشغله بالعمل.. ستجد سلوتك فيه.. لا تحتاج إلى منصب؛ فالدروب ترفع يديها شوقاً.. فأقبل عليها حباً.. صعب أن يمنحك الزمن آلات أروقة الحالة وتفاصيلها؛ فتلك معلقة ستظل معلقة في القلب!

شعاع الأمل يلوح في الأفق.. ستكون راضياً؛ ما دمت تنظر إلى الأعلى.. هناك التدبير عند المدبر!

‏سائق الأجرة اليمني راح يبوح لي، بعد أن وجدني أذناً كبيرة!

‏قال لي: السعيد أصبح تعيساً، وتخلى عن حكمته!.. أترحم على أيام جدي الثمانيني، كان يصلي الفجر في المسجد، ويتناول عصيدته، ثم ينطلق إلى الحقل.. يزرع ويحصد، ويعود ليرتاح!

‏وأنا أقول: هل لي بحقل؟.. اشتقت إلى الحكمة!

لا يهم كيف يراك الناس؛ المهم كيف ترى نفسك..

والأهم من هذا وذاك، ما تقدمه لمجتمعك من أي موقع كان.

لا يقاس الأثر بالتمكين، وإنما بالرغبة والتأهيل.. كن خلف الكواليس، فالممثلون ليسوا وحدهم سبب نجاح العمل.

احتفل بالنجاح خلف الكواليس أيضاً.. المبدعون كثيرون.. يعيشون السعادة الحقيقية في برزخهم.. قرب البعث أم بعد!!

عندما قال جان جاك روسو: تذكر أن أجمل ما في الحياة هي الأشياء الأقلها نفعا كالطواويس والورود.. أظنه لم يغفل أن هذه المخلوقات ليس لها ضرر أيضاً!!

وأنا أشعر الآن - وأنا أعيش حراً طليقاً متخففاً من المسؤولية الرسمية - بمقولة فيكتور هوجو: في قلبي وردة لا يمكن لأحد أن يقطفها.. إنها كراسي الثابتة.. مواهبي التي أتجول في بساتينها دون حارس.. وأسأل أوقاتي على طريقة نجيب محفوظ: خبريني أأنتِ مستصفاة من ماء الورد؟!

ولأن الحياة لا تخلو من منغصات تروني أعيشها راضياً وأنا أردد مقولة أبو القاسم الشابي: ارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً!

mbajunaid@