يتابع العالم نتائج الانتخابات الأمريكية بشغف واهتمام، وذلك يؤكد حقيقة كبيرة وهي أنها انتخابات لكل العالم يمثله فيها الشعب الأمريكي لانتخاب أحد مرشحَين، وعليهما ينقسم تأييد أو رفض أحدهما، أو قبول الفائز بسرور أو على مضض، ما يعني التأثير الأمريكي على ملفات العالم من أقصى شرقه إلى أقصى غربه، وليس صحيحًا أنه ليس مهمًا مَن يأتي إلى المكتب البيضاوي؛ لأن الجميع يضع حساباته وفقًا للنتائج بخطتَين.
لا حياد في هذه الانتخابات، وحتى الأنظمة المتطرفة تراقب وتتابع وتضع حساباتها بناءً على فوز أو خسارة أحد المرشحين، وهي حالة تبدو غريبة في السياق السياسي الدولي؛ لأن ذلك يجعل الولايات المتحدة الأمريكية مركزية بصورة ربما تحتمل تناقضًا مع الروح الديموقراطية وحرية الأنظمة الدولية في التحرك بمعزل عن التوجهات الأمريكية، فالسياسة لا تقبل رهن المصالح لطرف واحد؛ ما يجعل هذه السيطرة القوية سلاحًا ذا حدين، إما أن يصل إلى مواجهة كارثية مع قوى صاعدة، أو يدعم ويعزز دور القوى النامية، اقتصاديًا وسياسيًا.
التجربة الأمريكية الحالية في الانتخابات قدّمت صورة ديموقراطية ليست مثالية إلى الحد الذي يجعل النموذج الأمريكي هو المفضّل منذ القرن التاسع عشر، وهي باعتراف المرشحين أنفسهم صاحبها نوع من الفوضى، وهي في الواقع حال الديموقراطية في أكثر الأنظمة السياسية العتيدة، فلا توجد ديموقراطية دون فوضى أو تمايز في المكوّن الوطني عند المحكّات الكبيرة، وفي دول غير ناضجة سياسيًا في العالم الثالث قد تؤدي إلى إنتاج صراعات ونزاعات بين الأطراف السياسية، وهي تخوض عملية ديناميكية من روح السلوك الديموقراطي مثل الانتخابات التي تعكس آراء الشعوب وتوجّهاتها.
وصول الديموقراطية إلى الحالة الفوضوية والحاجة إلى السيطرة عليها بإنزال ضباط فيدراليين إلى الشوارع، يجعلنا نتحسّس مستقبل الديموقراطية الأمريكية ونمذجتها العالمية، فقد تكون هناك أخطاء في النظام الانتخابي تجعل التنوّع الأمريكي نقمة أكثر منه نعمة، ولعل أداء المجتمعات السياسية والإعلامية الأمريكية نفسه بحاجةٍ إلى إعادة نظر في تغذية الوعي الوطني بمطلوبات الديموقراطية العريقة التي لطالما جعلت الوطن الأمريكي أرض الفرص والحريات والأحلام.
لا يمكن لديموقراطية حقيقية أن تتشوّه بالفوضى أو تنتج سلوكًا سياسيًا غير ناضج، ولا يمكن لعقل سياسي ورث كل هذه المنظومة العتيدة، منذ آبائه المؤسّسين وحتى اليوم، أن ينزلق بالممارسة الديموقراطية إلى الصراع بدل الاستقرار، وما حدث بين الحزبَين الكبيرَين، الجمهوري والديموقراطي، من تنازع انتخابي وصل إلى أحد قضاة ولاية بنسلفانيا ليخاطبهما طالبًا أن يتصرفا كراشدين؛ ما يعني أن هناك تهورًا وخروجًا على مقتضيات الروح الديموقراطية.
هذا الوضع الذي نتابع كل تفاصيله، لا يجعلنا محايدين، وإنما نميل يمينًا أو شمالًا، ومَن يرى أنه محايد إما أنه ليس مهتمًا سياسيًا ليعرف مآلات الدنيا وأحوال العالم بعد انتهاء الموسم الانتخابي، أو أن هناك قصورًا في الرؤية لأهمية مثل هذا الحدث الأمريكي العالمي، فهناك أسواق مال تتغيّر بين عشية وضحاها، وأسعار عملات تصعد وتهبط، وأسعار طاقة ومعادن وسلع تحلّق عاليًا أو تغوص في باطن الأرض، غير الملفات السياسية التي تصبح كرمالٍ متحركة، وكل ذلك، وإن حدث في الأرض الأمريكية، يلقي بظلاله على أسواقنا الإقليمية والمحلية، والأغرب في كل ذلك فلا حيلة لأحد في أن يصنع التغيير مع المواطن الأمريكي، لذلك كلنا كمواطنين نراقب بأمل أن ننتهي إلى نهاية تمنحنا رئيسًا يتوافق في برنامجه للسياسة الخارجية والاقتصادية مع مصالحنا، وهو غالبًا سيترك هامشًا لمصالح الآخرين سيجعلهم يبدؤون أولى خطواتهم لاستكشاف الخطوة المقبلة مع رئيس سيبقى معنا لأربع سنوات.
@sukinameshekhis
لا حياد في هذه الانتخابات، وحتى الأنظمة المتطرفة تراقب وتتابع وتضع حساباتها بناءً على فوز أو خسارة أحد المرشحين، وهي حالة تبدو غريبة في السياق السياسي الدولي؛ لأن ذلك يجعل الولايات المتحدة الأمريكية مركزية بصورة ربما تحتمل تناقضًا مع الروح الديموقراطية وحرية الأنظمة الدولية في التحرك بمعزل عن التوجهات الأمريكية، فالسياسة لا تقبل رهن المصالح لطرف واحد؛ ما يجعل هذه السيطرة القوية سلاحًا ذا حدين، إما أن يصل إلى مواجهة كارثية مع قوى صاعدة، أو يدعم ويعزز دور القوى النامية، اقتصاديًا وسياسيًا.
التجربة الأمريكية الحالية في الانتخابات قدّمت صورة ديموقراطية ليست مثالية إلى الحد الذي يجعل النموذج الأمريكي هو المفضّل منذ القرن التاسع عشر، وهي باعتراف المرشحين أنفسهم صاحبها نوع من الفوضى، وهي في الواقع حال الديموقراطية في أكثر الأنظمة السياسية العتيدة، فلا توجد ديموقراطية دون فوضى أو تمايز في المكوّن الوطني عند المحكّات الكبيرة، وفي دول غير ناضجة سياسيًا في العالم الثالث قد تؤدي إلى إنتاج صراعات ونزاعات بين الأطراف السياسية، وهي تخوض عملية ديناميكية من روح السلوك الديموقراطي مثل الانتخابات التي تعكس آراء الشعوب وتوجّهاتها.
وصول الديموقراطية إلى الحالة الفوضوية والحاجة إلى السيطرة عليها بإنزال ضباط فيدراليين إلى الشوارع، يجعلنا نتحسّس مستقبل الديموقراطية الأمريكية ونمذجتها العالمية، فقد تكون هناك أخطاء في النظام الانتخابي تجعل التنوّع الأمريكي نقمة أكثر منه نعمة، ولعل أداء المجتمعات السياسية والإعلامية الأمريكية نفسه بحاجةٍ إلى إعادة نظر في تغذية الوعي الوطني بمطلوبات الديموقراطية العريقة التي لطالما جعلت الوطن الأمريكي أرض الفرص والحريات والأحلام.
لا يمكن لديموقراطية حقيقية أن تتشوّه بالفوضى أو تنتج سلوكًا سياسيًا غير ناضج، ولا يمكن لعقل سياسي ورث كل هذه المنظومة العتيدة، منذ آبائه المؤسّسين وحتى اليوم، أن ينزلق بالممارسة الديموقراطية إلى الصراع بدل الاستقرار، وما حدث بين الحزبَين الكبيرَين، الجمهوري والديموقراطي، من تنازع انتخابي وصل إلى أحد قضاة ولاية بنسلفانيا ليخاطبهما طالبًا أن يتصرفا كراشدين؛ ما يعني أن هناك تهورًا وخروجًا على مقتضيات الروح الديموقراطية.
هذا الوضع الذي نتابع كل تفاصيله، لا يجعلنا محايدين، وإنما نميل يمينًا أو شمالًا، ومَن يرى أنه محايد إما أنه ليس مهتمًا سياسيًا ليعرف مآلات الدنيا وأحوال العالم بعد انتهاء الموسم الانتخابي، أو أن هناك قصورًا في الرؤية لأهمية مثل هذا الحدث الأمريكي العالمي، فهناك أسواق مال تتغيّر بين عشية وضحاها، وأسعار عملات تصعد وتهبط، وأسعار طاقة ومعادن وسلع تحلّق عاليًا أو تغوص في باطن الأرض، غير الملفات السياسية التي تصبح كرمالٍ متحركة، وكل ذلك، وإن حدث في الأرض الأمريكية، يلقي بظلاله على أسواقنا الإقليمية والمحلية، والأغرب في كل ذلك فلا حيلة لأحد في أن يصنع التغيير مع المواطن الأمريكي، لذلك كلنا كمواطنين نراقب بأمل أن ننتهي إلى نهاية تمنحنا رئيسًا يتوافق في برنامجه للسياسة الخارجية والاقتصادية مع مصالحنا، وهو غالبًا سيترك هامشًا لمصالح الآخرين سيجعلهم يبدؤون أولى خطواتهم لاستكشاف الخطوة المقبلة مع رئيس سيبقى معنا لأربع سنوات.
@sukinameshekhis