د. شلاش الضبعان

المنطقة الشرقية هي الأقل في معدل وفيات الحوادث بالمملكة، حيث كانت رأس تنورة والعديد وحفر الباطن والأحساء والقطيف والظهران من بين أعلى المدن والمحافظات في نسب انخفاض الحوادث الجسيمة، والدمام والنعيرية والعديد والظهران والأحساء والخبر من بين أعلى المدن والمحافظات في نسب انخفاض الوفيات، وكانت نسبة الانخفاض في نسبة الحوادث الجسيمة للمنطقة ككل 28 بالمائة.

شكرا للمنطقة الشرقية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، لهذه الأخبار المفرحة، فبمثل هذا نفرح ونفخر ونفاخر، فليس هناك أجمل من حفظ الروح، وليس هناك أسوأ من ضياعها بأمر كان بالإمكان تلافيه.

ولا شك أن وراء هذه النسب المشجعة توفيق الله ثم وعي المواطن السائق وجهودا متعددة من جميع القطاعات، وعلى رأسها مرور المنطقة الشرقية، الذي يبذل جهوداً توعوية ووقائية مشكورة؛ أدت لهذه النسب التي نفخر بها، ولجنة السلامة المرورية التي يرأسها أميرنا المثقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ويبدع في مبادراتها فريقها المميز، حيث قدمت اللجنة العديد من المبادرات للوصول إلى هدف حفظ الأرواح وجودة الحياة ومنها: التعاون مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وتحسين زمن الاستجابة الإسعافية لمركبات الإسعاف عند التقاطعات المرورية المزدحمة، حيث عملت مع الهيئة الملكية بالجبيل للاستفادة من تجربة تطبيق نظام تقني متكامل وفعال لتحسين زمن الاستجابة الإسعافية، بحيث تكون الأولوية لمركبات الإسعاف بالمرور، وفكرته تركيب 20 جهاز استقبال لاقط في 20 تقاطعا مروريا بمدينة الدمام، وتركيب 15 جهاز إرسال في مركبات إسعاف الهلال الأحمر، ويتم التحكم بها عن بعد من قبل سائقي مركبات الإسعاف، بالإضافة لمعالجة النقط السوداء حيث تم تحديد 30 موقعاً وقد تم معالجة 20 % من الحلول الهندسية و38 % من الحلول الضبطية.

هذه الجهود تحتاج إلى الشكر والتقدير، ووعي المواطن بأن يكون شريكاً فاعلاً لحفظ روحه قبل روح غيره، وإن كانت نسب الانخفاض قد وصلت في صدم المركبات المتحركة 41 بالمائة، وحوادث الدهس 18 بالمائة، وانقلاب المركبة 17 بالمائة، وحوادث الدراجات النارية والهوائية 9 بالمائة وحوادث صدم المركبات المتوقفة والأجسام الثابتة 7 بالمائة، فإن كل إنسان يتمنى أن تكون 100 بالمائة.

أثناء ترؤس الأمير لاجتماع لجنة السلامة المرورية الأخير، طرح عددا من القضايا تستحق أن تكون مبادرات، ومنها: تعزيز الشراكة مع مختلف الجهات؛ للمحافظة على ما تحقق من منجزات، ومواصلة العمل على ترسيخ قيمة السلامة المرورية لدى كافة مستخدمي الطريق، مع التركيز على فئة النشء كونهم يمثلون سائقي المستقبل.

نحن بحاجة إلى ذلك، من أجلنا، ومن أجل من نحب.

shlash2020 @