مطالب بتكثيف الرقابة وفرض عقوبات على السلوكيات السلبية
حذر مهتمون بالبيئة الصحراوية من أعمال التخريب والتدمير العشوائية التي يحدثها بعض المتنزهين أثناء رحلاتهم البرية خاصة خلال الفترة الحالية والمقبلة، التي تتسم باعتدال المناخ، محذرين من أن غياب الوعي لدى البعض منهم برمي المخلفات بشكل عشوائي يتسبب في الإخلال بالتوازن البيئي، ويترك آثاره السلبية بشكل ممتد على الجيل الحالي والأجيال المقبلة.
وطالبوا الجهات المعنية بالعمل على الحفاظ على تلك الأماكن، داعين في الوقت نفسه لفرض العقوبات على المخالفين.
الصيد والرعي الجائر يهددان الحياة الصحراوية
ثقافة الفرد العامل الأهم في الحفاظ على البيئة
أشار المرشد السياحي والمهتم بالبيئة الصحراوية جعفر السلطان، إلى أن المناطق البرية والصحراوية في الأحساء من مناطق الجذب التي يقصدها الكثير من الزوار والسياح، خاصة في هذا التوقيت من العام، وتتضمن بحيرة الأصفر شرق الأحساء وبحيرة شمال العيون وواحات صحراء العقير، وشاطئ النخيل بالعقير وحزوم الفناجيل وحزوم الدورة وغيرها من الأماكن الفريدة في تنوعها البيئي.
وأوضح أن التنوع والاختلاف بين طبيعة تلك الأماكن خلقا ما يُعرف بالسياحة البيئية، التي أسهمت في خلق فرص عمل موسمية استفادت منها فرق شبابية بالتعاون مع بعض مكاتب تنظيم الرحلات الرسمية. وأضاف السلطان إن هذا القطاع يشهد نموًا مطردًا مع الوقت بالرغم من عدم وجود آلية رسمية تشرف عليه لتنظمه وتمنع التجاوز على البيئة، موضحًا أن ذلك نتج عنه تزاحم كبير في بعض المواقع في ظل التزايد في أعداد قاصدي التخييم في السنوات الأخيرة، الأمر الذي انعكس سلبًا على الحياة النباتية والحيوانية في تلك المواقع بسبب بعض الممارسات الناتجة عن الزحام وقلة الوعي وعدم الإحساس بالمسؤولية لدى بعض المخيمين، إضافة إلى عدم وجود الرقابة وآليات المحاسبة لهؤلاء المخالفين.
وحذر من دور ممارسي الصيد الجائر، السلبي على البيئة، إذ تسببوا في تناقص أعداد كثير من الحيوانات والطيور وصلت بعضها لحد الانقراض، لعدم التزامهم بمواسم الصيد ونوعيته، محذرًا كذلك من الرعي الجائر الذي كان له نفس الأثر السلبي باختفاء وانقراض أنواع من النبات؛ ما أضر بالتنوع البيئي في الأحساء.
وقال السلطان إنه على الجانب الآخر شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في الوعي البيئي لدى عدد من أبناء الأحساء، تمثل في تدشين بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأنواع النباتات والحيوانات الصحراوية، وتشجع على المحافظة عليها وعدم التعدي عليها، مشيرًا إلى أن حملات النظافة والتشجير لبعض المناطق بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية والفرق التطوعية، من دلائل النمو في الوعي البيئي نحو المحافظة على ما تبقى من جمال الطبيعة. وأضاف: وعطفًا على دخول الأحساء موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل نشير في هذا الجانب أيضًا إلى أهمية عمل دراسة متخصصة على أشجار النخيل التي تنتشر في واحات صحراء العقير والتعرف على الكائنات التي تتخذ منها أماكن للغذاء والتزاوج وإمكانية الاستفادة من هذه النخيل بطريقة أو بأخرى، كما نحتاج الكثير من الندوات والمحاضرات المباشرة مع الجمهور، وكذلك الجولات الميدانية في أماكن التخييم والتنزه للتوعية بالمحافظة على البيئة ومكوناتها.
اوضح الأستاذ الجامعي والباحث د. سعد الناجم، أن ثقافة الإنسان وتربيته لها دور في تعامله مع مكتسبات الوطن الطبيعية وغير الطبيعية، والذي نلاحظه في المملكة عمومًا والأحساء خاصة، عدم اهتمام المواطنين والمقيمين بالحفاظ على نظافة المكان حتى ولو كانت حاويات القمامة قريبة منهم، مستطردًا: وكما هو معروف فإن سلوكيات الأسرة النظيفة في زيارتها للأماكن العامة تعطي مؤشرًا على نظافتها واهتمامها في بيوتها والعكس.
وأضاف: والأحساء تكثر فيها الأماكن الصحراوية والكثبان الرملية التي تجتذب العديد من الأسر للاستمتاع بها، ولكن المؤسف أن البعض لا يمتلك الذوق العام المهذب، فيستعرض بسيارته مثيرًا الرمال والإزعاج للمتنزهين ويحرمهم المتعة، متابعًا: وهناك بعض الأسر تترك مخلفاتها على كثبان الرمال وأحيانًا للأسف تترك الزجاج المكسور الذي قد بسبب أذى لمن يرتاد نفس المكان بعدهم، وإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة فكيف بمَن يتسبب في الأذى للآخرين.
وأوضح د. الناجم أنه من الحلول المهمة، للحفاظ على النظافة ومن ثم البيئة، هو تنظيم أماكن المخيمات والتنزه، ووضع إرشادات تبرز آليات التعامل مع المكان، وأيضًا العقوبات للمخالفين، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الجولات الرقابية بشكل مستمر، وتحقق الجهات المسؤولة عن تلك الأماكن بتزويدها بحاويات القمامة والمياه وأماكن الصرف.
وشدد على أهمية أن تعمل المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات على نشر ثقافة الحفاظ على النظافة في الأماكن العامة، باعتبارها المدخل الأهم للحفاظ على البيئة، مؤكدًا أهمية التوعية بأن نظافة الأماكن العامة هو حفاظ على مكتسبات الوطن، ومن ثم مكتسباتنا الشخصية باعتبارهما لا ينفصلان.
إجراءات للحفاظ على البيئة بعد التنزه
قال رئيس رابطة شمال الأحساء البيئية بكر السليم، إن هناك العديد من الإجراءات التي يستوجب اتباعها بعد التنزه للحفاظ على البيئة، تتضمن رفع المخلفات عقب انتهاء وقت التنزه، وحملها في أكياس ثم التخلص منها في أقرب صندوق قمامة، وعدم حرق البلاستيك ومخلفات الزجاج والعلب المعدنية، واستخدام أدوات قابلة للتدوير أي يمكن استخدامها عدة مرات، إضافة إلى الحفاظ على نباتات وحيوانات المنطقة التي سيتم التخييم بها وعدم إتلافها أو الإضرار بها، وعدم التشويه والكتابة على معالم الجبال والتلال، وإطفاء النار بعد الانتهاء من المخيم، واستخدام الفحم أو الحطب على قدر الحاجة.
وأضاف إن البيئة باتت من أولويات الدولة ورؤية ٢٠٣٠، حيث أصبح لها مراكز وطنية متخصصة من ضمنها مراكز للرقابة والالتزام البيئي وللتنوع الحيوي ومكافحة التصحر وجهاز الأمن البيئي، مشيرًا إلى أن دور وزارة البيئة والمياه والزراعة يتضمن الحفاظ على المقدرات الطبيعية والتوازن البيئي في صحارينا وبيئتنا، من خلال رفع الوعي البيئي والحد من التشوه البصري والمشاركة في الأنشطة والمبادرات بمشاركة المتطوعين وأفراد المجتمع لإزالة الملوثات بكافة أنواعها.
«البيئة»: 50 ألف ريال غرامة الاحتطاب
الإرشاد والعقاب والتحفيز منظومة ثلاثية لتغيير السلوك السلبي
أكد صاحب مبادرة وحساب «بيئتنا نظيفة» علي بوخمسين، أن الإقبال الكبير المتوقع خلال الفترة المقبلة على التخييم والرحلات إلى أماكن التنزه والتخييم، خاصة بعد شهور الصيف الحارة والإغلاق كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، سيصاحبه استنفار كبير من كافة قطاعات الدولة لتهيئ كافة سبل الراحة للمواطنين، مستطردًا: ويهمنا هنا الناحية الخدمية منها، ولكن للأسف في كل عام نجد الكثير من المخالفات التي تعجز طاقة الجهات المسؤولة عن السيطرة عليها، بسبب الأعداد الهائلة من المتنزهين والمساحة الجغرافية الشاسعة.
وأضاف: لذلك بحثنا في مبادرتنا عن اللغة المناسبة لمخاطبة هؤلاء المخالفين، ولم نجد أفضل من لغة الدين من خلال الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وخاطبنا العقول بخطاب راق وعلمي ولامسنا حواسهم بالتطوع الميداني، والكثير منهم شاركنا في أنشطتنا، ولربما تأثر بعضهم وغيّر سلوكه. متابعًا: ولكن رغم هذا التغيّر الملحوظ فما زال هناك مَن يمارس السلوكيات المشينة، لذلك فإن الإرشاد والتوعية ليسا كافيين لتغيير السلوك السيئ، أعتقد أننا بحاجة ماسة وسريعة إلى تطبيق منظومة متكاملة من الإرشاد والعقاب والتحفيز معًا تكون أحد أقطاب هذه المنظومة المتكاملة، وتطبيقها بحزم ولفترة طويلة، لنحصل على سلوكيات نظامية ومنضبطة، وبدون الحاجة لكاميرات المراقبة وجولات التفتيش، بل تكون هذه السلوكيات الحميدة نابعة من قناعة ووعي راقيين.
أوضح مدير إدارة البيئة بمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء م. ماجد القعيمي، أنه ومع بداية موسم الرحلات البرية هناك دور مهم للمكتب من تكثيف الرقابة على الأماكن العامة، للحفاظ عليها من العبث أو التخريب، من خلال مراقبة أعمال الاحتطاب وما ينتج عنها من التصحر، موضحًا أن عقوبة الشخص المخالف المنصوص عليها تتراوح بين 10 ـ 50 ألف ريال، سواء كان بائعًا أم ناقلًا أم مقتطعًا. وأضاف إن دور المكتب أيضًا مراقبة ومتابعة أعمال إشعال النار للتدفئة في غير مكانها المخصص، موضحًا خطورة النفايات الصلبة مثل مخلفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضراوات؛ لأنها تؤدي لتجمع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى حيث يمتد بها والانتقال إلى الأماكن المزدحمة بالسكان، بالإضافة إلى أن هذه النفايات تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها أو الدخان الناتج عن احتراقها.
وذكر القعيمي أن خطورة النفايات تتزايد عند اقترانها بالمياه التي قد يصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى أنها تعتبر مزرعة لتكاثر الكائنات الحية الناقلة للأمراض مثل الفئران والصراصير والذباب، كما يؤدي وجود المواد العضوية في النفايات إلى تحللها البيولوجي بواسطة الميكروبات، كالبكتيريا، ويتخلف عن هذا التحلل المواد السائلة والغازية السامة، مثل أكاسيد الآزوت، وثاني أوكسيد الكبريت والنيتروجين، فضلًا عن تكاثر الحشرات الضارة، وهو ما يؤدي إلى تلويث التربة السطحية، والتأثير على نوعية المياه الجوفية، ورفع نسبة الأحماض فيها، مما يجعل التربة غير صالحة للإنبات.
وأشار إلى أن أسباب انتشار النفايات هو غياب الوعي لدى بعض المتنزهين في ترك مكانه نظيفًا بعد الانتهاء من التنزه، واستخدام طرق غير سليمة في التخلص من النفايات من بعض المتنزهين مثل: الحرق، رمي النفايات في البحار، دفن الفضلات، تركها مكشوفة وتكون عُرضة لتجمع الحشرات، موضحًا أن التخلص السليم من النفايات، والتوعية المستمرة من شأنه الحفاظ على البيئة ومن ثم أماكن التنزه.
زراعة الأشجار الصحراوية حماية للغطاء النباتي
ذكر قائد فريق أصدقاء الحياة الفطرية بمحافظة الأحساء أحمد بوخمسين، أن براري الأحساء من الكثبان الرملية غالبًا وبعض البحيرات والمستنقعات الملحية، ما يجعل الغطاء النباتي في براريها فقيرًا ولا تعيش فيه إلا بعض الأنواع القليلة شديدة التحمل للعطش والملوحة، كما توجد العديد من المشاكل سببها البشر وزادت من صعوبة الوضع الصحراوي، مثل الرعي الجائر والاحتطاب والتخييم والتطعيس فوق بادرات العشب في الربيع، وهذا يسبب انقطاعًا للدورة البيئية في الطبيعة، فالرعي الجائر والاحتطاب لا يتركان لنا أي نوع من الأشجار الكبيرة التي تشكل الحلقة الأولى الرئيسية في السلسلة البيئية والغذائية من كل نظام إيكلوجي في الطبيعة، كما لا يعطيان التخييم والتطعيس فوق العشب فرصة النمو وطرح البذور؛ ما يقطع دورتها ويضعف إنباتها بالمواسم اللاحقة، وحلول هذه المشاكل بسيطة أهمها تنظيم الرعي بشكل حقيقي، ويستطيع أصحاب المخيمات زراعة أشجار صحراوية تناسب الكثبان الرملية والسبخات مثل الغاف الرمادي والأحمر والأثل والآراك والأرطى والمرخ، ويستخدمون مياه الغسيل والوضوء لري النباتات وبعد سنة أو سنتين تعتمد الأشجار على مياه الأمطار.
وطالبوا الجهات المعنية بالعمل على الحفاظ على تلك الأماكن، داعين في الوقت نفسه لفرض العقوبات على المخالفين.
الصيد والرعي الجائر يهددان الحياة الصحراوية
ثقافة الفرد العامل الأهم في الحفاظ على البيئة
أشار المرشد السياحي والمهتم بالبيئة الصحراوية جعفر السلطان، إلى أن المناطق البرية والصحراوية في الأحساء من مناطق الجذب التي يقصدها الكثير من الزوار والسياح، خاصة في هذا التوقيت من العام، وتتضمن بحيرة الأصفر شرق الأحساء وبحيرة شمال العيون وواحات صحراء العقير، وشاطئ النخيل بالعقير وحزوم الفناجيل وحزوم الدورة وغيرها من الأماكن الفريدة في تنوعها البيئي.
وأوضح أن التنوع والاختلاف بين طبيعة تلك الأماكن خلقا ما يُعرف بالسياحة البيئية، التي أسهمت في خلق فرص عمل موسمية استفادت منها فرق شبابية بالتعاون مع بعض مكاتب تنظيم الرحلات الرسمية. وأضاف السلطان إن هذا القطاع يشهد نموًا مطردًا مع الوقت بالرغم من عدم وجود آلية رسمية تشرف عليه لتنظمه وتمنع التجاوز على البيئة، موضحًا أن ذلك نتج عنه تزاحم كبير في بعض المواقع في ظل التزايد في أعداد قاصدي التخييم في السنوات الأخيرة، الأمر الذي انعكس سلبًا على الحياة النباتية والحيوانية في تلك المواقع بسبب بعض الممارسات الناتجة عن الزحام وقلة الوعي وعدم الإحساس بالمسؤولية لدى بعض المخيمين، إضافة إلى عدم وجود الرقابة وآليات المحاسبة لهؤلاء المخالفين.
وحذر من دور ممارسي الصيد الجائر، السلبي على البيئة، إذ تسببوا في تناقص أعداد كثير من الحيوانات والطيور وصلت بعضها لحد الانقراض، لعدم التزامهم بمواسم الصيد ونوعيته، محذرًا كذلك من الرعي الجائر الذي كان له نفس الأثر السلبي باختفاء وانقراض أنواع من النبات؛ ما أضر بالتنوع البيئي في الأحساء.
وقال السلطان إنه على الجانب الآخر شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في الوعي البيئي لدى عدد من أبناء الأحساء، تمثل في تدشين بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بأنواع النباتات والحيوانات الصحراوية، وتشجع على المحافظة عليها وعدم التعدي عليها، مشيرًا إلى أن حملات النظافة والتشجير لبعض المناطق بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية والفرق التطوعية، من دلائل النمو في الوعي البيئي نحو المحافظة على ما تبقى من جمال الطبيعة. وأضاف: وعطفًا على دخول الأحساء موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل نشير في هذا الجانب أيضًا إلى أهمية عمل دراسة متخصصة على أشجار النخيل التي تنتشر في واحات صحراء العقير والتعرف على الكائنات التي تتخذ منها أماكن للغذاء والتزاوج وإمكانية الاستفادة من هذه النخيل بطريقة أو بأخرى، كما نحتاج الكثير من الندوات والمحاضرات المباشرة مع الجمهور، وكذلك الجولات الميدانية في أماكن التخييم والتنزه للتوعية بالمحافظة على البيئة ومكوناتها.
اوضح الأستاذ الجامعي والباحث د. سعد الناجم، أن ثقافة الإنسان وتربيته لها دور في تعامله مع مكتسبات الوطن الطبيعية وغير الطبيعية، والذي نلاحظه في المملكة عمومًا والأحساء خاصة، عدم اهتمام المواطنين والمقيمين بالحفاظ على نظافة المكان حتى ولو كانت حاويات القمامة قريبة منهم، مستطردًا: وكما هو معروف فإن سلوكيات الأسرة النظيفة في زيارتها للأماكن العامة تعطي مؤشرًا على نظافتها واهتمامها في بيوتها والعكس.
وأضاف: والأحساء تكثر فيها الأماكن الصحراوية والكثبان الرملية التي تجتذب العديد من الأسر للاستمتاع بها، ولكن المؤسف أن البعض لا يمتلك الذوق العام المهذب، فيستعرض بسيارته مثيرًا الرمال والإزعاج للمتنزهين ويحرمهم المتعة، متابعًا: وهناك بعض الأسر تترك مخلفاتها على كثبان الرمال وأحيانًا للأسف تترك الزجاج المكسور الذي قد بسبب أذى لمن يرتاد نفس المكان بعدهم، وإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة فكيف بمَن يتسبب في الأذى للآخرين.
وأوضح د. الناجم أنه من الحلول المهمة، للحفاظ على النظافة ومن ثم البيئة، هو تنظيم أماكن المخيمات والتنزه، ووضع إرشادات تبرز آليات التعامل مع المكان، وأيضًا العقوبات للمخالفين، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الجولات الرقابية بشكل مستمر، وتحقق الجهات المسؤولة عن تلك الأماكن بتزويدها بحاويات القمامة والمياه وأماكن الصرف.
وشدد على أهمية أن تعمل المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات على نشر ثقافة الحفاظ على النظافة في الأماكن العامة، باعتبارها المدخل الأهم للحفاظ على البيئة، مؤكدًا أهمية التوعية بأن نظافة الأماكن العامة هو حفاظ على مكتسبات الوطن، ومن ثم مكتسباتنا الشخصية باعتبارهما لا ينفصلان.
إجراءات للحفاظ على البيئة بعد التنزه
قال رئيس رابطة شمال الأحساء البيئية بكر السليم، إن هناك العديد من الإجراءات التي يستوجب اتباعها بعد التنزه للحفاظ على البيئة، تتضمن رفع المخلفات عقب انتهاء وقت التنزه، وحملها في أكياس ثم التخلص منها في أقرب صندوق قمامة، وعدم حرق البلاستيك ومخلفات الزجاج والعلب المعدنية، واستخدام أدوات قابلة للتدوير أي يمكن استخدامها عدة مرات، إضافة إلى الحفاظ على نباتات وحيوانات المنطقة التي سيتم التخييم بها وعدم إتلافها أو الإضرار بها، وعدم التشويه والكتابة على معالم الجبال والتلال، وإطفاء النار بعد الانتهاء من المخيم، واستخدام الفحم أو الحطب على قدر الحاجة.
وأضاف إن البيئة باتت من أولويات الدولة ورؤية ٢٠٣٠، حيث أصبح لها مراكز وطنية متخصصة من ضمنها مراكز للرقابة والالتزام البيئي وللتنوع الحيوي ومكافحة التصحر وجهاز الأمن البيئي، مشيرًا إلى أن دور وزارة البيئة والمياه والزراعة يتضمن الحفاظ على المقدرات الطبيعية والتوازن البيئي في صحارينا وبيئتنا، من خلال رفع الوعي البيئي والحد من التشوه البصري والمشاركة في الأنشطة والمبادرات بمشاركة المتطوعين وأفراد المجتمع لإزالة الملوثات بكافة أنواعها.
«البيئة»: 50 ألف ريال غرامة الاحتطاب
الإرشاد والعقاب والتحفيز منظومة ثلاثية لتغيير السلوك السلبي
أكد صاحب مبادرة وحساب «بيئتنا نظيفة» علي بوخمسين، أن الإقبال الكبير المتوقع خلال الفترة المقبلة على التخييم والرحلات إلى أماكن التنزه والتخييم، خاصة بعد شهور الصيف الحارة والإغلاق كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، سيصاحبه استنفار كبير من كافة قطاعات الدولة لتهيئ كافة سبل الراحة للمواطنين، مستطردًا: ويهمنا هنا الناحية الخدمية منها، ولكن للأسف في كل عام نجد الكثير من المخالفات التي تعجز طاقة الجهات المسؤولة عن السيطرة عليها، بسبب الأعداد الهائلة من المتنزهين والمساحة الجغرافية الشاسعة.
وأضاف: لذلك بحثنا في مبادرتنا عن اللغة المناسبة لمخاطبة هؤلاء المخالفين، ولم نجد أفضل من لغة الدين من خلال الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وخاطبنا العقول بخطاب راق وعلمي ولامسنا حواسهم بالتطوع الميداني، والكثير منهم شاركنا في أنشطتنا، ولربما تأثر بعضهم وغيّر سلوكه. متابعًا: ولكن رغم هذا التغيّر الملحوظ فما زال هناك مَن يمارس السلوكيات المشينة، لذلك فإن الإرشاد والتوعية ليسا كافيين لتغيير السلوك السيئ، أعتقد أننا بحاجة ماسة وسريعة إلى تطبيق منظومة متكاملة من الإرشاد والعقاب والتحفيز معًا تكون أحد أقطاب هذه المنظومة المتكاملة، وتطبيقها بحزم ولفترة طويلة، لنحصل على سلوكيات نظامية ومنضبطة، وبدون الحاجة لكاميرات المراقبة وجولات التفتيش، بل تكون هذه السلوكيات الحميدة نابعة من قناعة ووعي راقيين.
أوضح مدير إدارة البيئة بمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء م. ماجد القعيمي، أنه ومع بداية موسم الرحلات البرية هناك دور مهم للمكتب من تكثيف الرقابة على الأماكن العامة، للحفاظ عليها من العبث أو التخريب، من خلال مراقبة أعمال الاحتطاب وما ينتج عنها من التصحر، موضحًا أن عقوبة الشخص المخالف المنصوص عليها تتراوح بين 10 ـ 50 ألف ريال، سواء كان بائعًا أم ناقلًا أم مقتطعًا. وأضاف إن دور المكتب أيضًا مراقبة ومتابعة أعمال إشعال النار للتدفئة في غير مكانها المخصص، موضحًا خطورة النفايات الصلبة مثل مخلفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضراوات؛ لأنها تؤدي لتجمع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى حيث يمتد بها والانتقال إلى الأماكن المزدحمة بالسكان، بالإضافة إلى أن هذه النفايات تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها أو الدخان الناتج عن احتراقها.
وذكر القعيمي أن خطورة النفايات تتزايد عند اقترانها بالمياه التي قد يصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى أنها تعتبر مزرعة لتكاثر الكائنات الحية الناقلة للأمراض مثل الفئران والصراصير والذباب، كما يؤدي وجود المواد العضوية في النفايات إلى تحللها البيولوجي بواسطة الميكروبات، كالبكتيريا، ويتخلف عن هذا التحلل المواد السائلة والغازية السامة، مثل أكاسيد الآزوت، وثاني أوكسيد الكبريت والنيتروجين، فضلًا عن تكاثر الحشرات الضارة، وهو ما يؤدي إلى تلويث التربة السطحية، والتأثير على نوعية المياه الجوفية، ورفع نسبة الأحماض فيها، مما يجعل التربة غير صالحة للإنبات.
وأشار إلى أن أسباب انتشار النفايات هو غياب الوعي لدى بعض المتنزهين في ترك مكانه نظيفًا بعد الانتهاء من التنزه، واستخدام طرق غير سليمة في التخلص من النفايات من بعض المتنزهين مثل: الحرق، رمي النفايات في البحار، دفن الفضلات، تركها مكشوفة وتكون عُرضة لتجمع الحشرات، موضحًا أن التخلص السليم من النفايات، والتوعية المستمرة من شأنه الحفاظ على البيئة ومن ثم أماكن التنزه.
زراعة الأشجار الصحراوية حماية للغطاء النباتي
ذكر قائد فريق أصدقاء الحياة الفطرية بمحافظة الأحساء أحمد بوخمسين، أن براري الأحساء من الكثبان الرملية غالبًا وبعض البحيرات والمستنقعات الملحية، ما يجعل الغطاء النباتي في براريها فقيرًا ولا تعيش فيه إلا بعض الأنواع القليلة شديدة التحمل للعطش والملوحة، كما توجد العديد من المشاكل سببها البشر وزادت من صعوبة الوضع الصحراوي، مثل الرعي الجائر والاحتطاب والتخييم والتطعيس فوق بادرات العشب في الربيع، وهذا يسبب انقطاعًا للدورة البيئية في الطبيعة، فالرعي الجائر والاحتطاب لا يتركان لنا أي نوع من الأشجار الكبيرة التي تشكل الحلقة الأولى الرئيسية في السلسلة البيئية والغذائية من كل نظام إيكلوجي في الطبيعة، كما لا يعطيان التخييم والتطعيس فوق العشب فرصة النمو وطرح البذور؛ ما يقطع دورتها ويضعف إنباتها بالمواسم اللاحقة، وحلول هذه المشاكل بسيطة أهمها تنظيم الرعي بشكل حقيقي، ويستطيع أصحاب المخيمات زراعة أشجار صحراوية تناسب الكثبان الرملية والسبخات مثل الغاف الرمادي والأحمر والأثل والآراك والأرطى والمرخ، ويستخدمون مياه الغسيل والوضوء لري النباتات وبعد سنة أو سنتين تعتمد الأشجار على مياه الأمطار.