جُبلت المرأة على حب الزينة والتزين والظهور أمام الآخرين بأجمل الحلل، وأكد القرآن الكريم هذه الفطرة في قوله تعالى «أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين» وتطورت الزينة من الكحل المستخرج من الحجارة والحناء وقطع الذهب البسيطة مما يضفي جمالا يبقي المرأة بذات الهوية والشكل لا يستنكرها من يراها ولا يشبهها بغيرها فالأصباغ والمواد لم تطغ كميتها على الأساس والأصل! وحيث إن الزينة لدى أجدادنا تتسم بالبساطة، بل والفائدة، فهي زينة وخلطات عشبية طبيعية في ذات الوقت، فليست سكرابا أو أقنعة توضع لتصليح ما فسد! وليست مواد أكسبها «البروباجندا» قيمتها! وليت الزينة بقيت حد الأصباغ والأوان بل تعدتها إلى مشارط ومباضع الأطباء ولم تعد حبيسة الغرف والبيوت ولا صالونات التجميل، بل انتقلت إلى غرف العمليات التي لم يكن يرتادها إلا المرضى لا المتمارضون.
لا تقتصر غرف العمليات على تغيير الملامح الحقيقية، بل تخرج نسخا مكررة من السيدات فالأنف الأفطس بدأ بالانقراض وحل مكانه الأنوف المحددة كالسيف ولا عزاء للمتفاخرين بأنوفهم التي تنبئ عن تاريخ عريق، فعمليات التجميل اختصرت تاريخهم بمشرط! ولا عزاء لشعراء الغزل الذين ذهبت مصداقيتهم فحتى فتيات شرق آسيا أصبحت أنوفهن كالسيف وعيونهن كالمها، وذلك الشعر ذو الخصلات الحريرية الذي تلعب به نسمات الهواء ليس إلا خيوطا (مرهمة) ومعادة التصنيع والتدوير! فمراحل التجديد تبدأ من الأعلى حتى أصابع القدمين فهي أيضا تُعدل وترهم!!
تبحث المرأة عن الامتلاء الذاتي والكمال دون نقص بأي طريقة وتتخذ من جمال الجسد وسيلة لملء أي فراغ شكلي يجعلها في مضمار سباق مع معايير الجمال العربي أو العالمي! مصرةً أن تلحق به وتعيد تكوين معالم وجهها وجسدها من جديد! فحتى خلقة الله القويمة لم تسلم من الأذى! المضحك عندما تسأل أي والجة لهذا العالم حلفت أيمانا مغلظة بأنها لم تجر أي عملية بينما وجهها المنتفخ يتحدث فالإبر وما في داخلها خارجة عن إطار العمليات بالرغم أن عمليات تفتيت الحصى بالليزر تسمى عملية وهي ليست بمشرط!
إن من تحمل حقيبة لماركة مقلدة على أنها أصلية هي ذاتها من تقلب شكلها ليكون مغايرا للحقيقة، كله غش وتدليس وتَلّبُس بما لم يُعط بيد أن مغيرة الخلقة تعيب على حاملة الحقيبة وتبذل جهدها في التهكم والسخرية!
ورغم أني غير متابعة جيدة للأحداث الفنية والسينمائية إلا أن مهرجان الجونة الذي لم أعرف هدفه حتى الآن كان له حضور طاغ في وسائل التواصل الاجتماعي دفعني لمسايرة أخباره، لا سيما وأن أبطال هذا المهرجان هن النساء! فكلها أخبار عن إطلالات الفنانات اللاتي أعددن العدة لهذا اليوم ونقد إعلامي مفصل لأزيائهن وهن يسرن على السجاد الأحمر ولم تكن معايير النقد لمستوى اختزال أمتار القماش بل ابتذال للمرأة على طريقة الصحافة الصفراء.
وحيث إننا نتقمص مشهد الجونة بشكل مصغر في كل مناسبة ونعتقد أننا نسير على السجادة الحمراء وأن التحليل سيطال لباسنا وشكلنا وأننا سنكون محط أنظار العالم العربي والعالمي، وأننا يجب أن نتميز في كل تفاصيل أجسادنا وندفع طائل الأموال دون ضبط، فالعيون التي تراقبنا سترصد وتحلل وربما يذهب بنا الخيال لصورنا وهي على أغلفة المجلات والصحف، وبعيدا عن فطرة حب الزينة وعمليات التجميل التي لا بد منها فإن «الجونة» التي بداخلها ستوردنا المهالك وستستنفد ميزانياتنا وعقولنا رغم أن الحقيقة المرة! تقول (ما حد درا عنا) فالممتلأ سيمتلأ دون مبالغة والفارغ لن تملأه أرطال المساحيق وعمليات التجميل ولن تجلب له الرضا، بل ستفتح شهيته للاستمرار دون توقف، فهو باب إن فُتح لن يُغلق.
لا تقتصر غرف العمليات على تغيير الملامح الحقيقية، بل تخرج نسخا مكررة من السيدات فالأنف الأفطس بدأ بالانقراض وحل مكانه الأنوف المحددة كالسيف ولا عزاء للمتفاخرين بأنوفهم التي تنبئ عن تاريخ عريق، فعمليات التجميل اختصرت تاريخهم بمشرط! ولا عزاء لشعراء الغزل الذين ذهبت مصداقيتهم فحتى فتيات شرق آسيا أصبحت أنوفهن كالسيف وعيونهن كالمها، وذلك الشعر ذو الخصلات الحريرية الذي تلعب به نسمات الهواء ليس إلا خيوطا (مرهمة) ومعادة التصنيع والتدوير! فمراحل التجديد تبدأ من الأعلى حتى أصابع القدمين فهي أيضا تُعدل وترهم!!
تبحث المرأة عن الامتلاء الذاتي والكمال دون نقص بأي طريقة وتتخذ من جمال الجسد وسيلة لملء أي فراغ شكلي يجعلها في مضمار سباق مع معايير الجمال العربي أو العالمي! مصرةً أن تلحق به وتعيد تكوين معالم وجهها وجسدها من جديد! فحتى خلقة الله القويمة لم تسلم من الأذى! المضحك عندما تسأل أي والجة لهذا العالم حلفت أيمانا مغلظة بأنها لم تجر أي عملية بينما وجهها المنتفخ يتحدث فالإبر وما في داخلها خارجة عن إطار العمليات بالرغم أن عمليات تفتيت الحصى بالليزر تسمى عملية وهي ليست بمشرط!
إن من تحمل حقيبة لماركة مقلدة على أنها أصلية هي ذاتها من تقلب شكلها ليكون مغايرا للحقيقة، كله غش وتدليس وتَلّبُس بما لم يُعط بيد أن مغيرة الخلقة تعيب على حاملة الحقيبة وتبذل جهدها في التهكم والسخرية!
ورغم أني غير متابعة جيدة للأحداث الفنية والسينمائية إلا أن مهرجان الجونة الذي لم أعرف هدفه حتى الآن كان له حضور طاغ في وسائل التواصل الاجتماعي دفعني لمسايرة أخباره، لا سيما وأن أبطال هذا المهرجان هن النساء! فكلها أخبار عن إطلالات الفنانات اللاتي أعددن العدة لهذا اليوم ونقد إعلامي مفصل لأزيائهن وهن يسرن على السجاد الأحمر ولم تكن معايير النقد لمستوى اختزال أمتار القماش بل ابتذال للمرأة على طريقة الصحافة الصفراء.
وحيث إننا نتقمص مشهد الجونة بشكل مصغر في كل مناسبة ونعتقد أننا نسير على السجادة الحمراء وأن التحليل سيطال لباسنا وشكلنا وأننا سنكون محط أنظار العالم العربي والعالمي، وأننا يجب أن نتميز في كل تفاصيل أجسادنا وندفع طائل الأموال دون ضبط، فالعيون التي تراقبنا سترصد وتحلل وربما يذهب بنا الخيال لصورنا وهي على أغلفة المجلات والصحف، وبعيدا عن فطرة حب الزينة وعمليات التجميل التي لا بد منها فإن «الجونة» التي بداخلها ستوردنا المهالك وستستنفد ميزانياتنا وعقولنا رغم أن الحقيقة المرة! تقول (ما حد درا عنا) فالممتلأ سيمتلأ دون مبالغة والفارغ لن تملأه أرطال المساحيق وعمليات التجميل ولن تجلب له الرضا، بل ستفتح شهيته للاستمرار دون توقف، فهو باب إن فُتح لن يُغلق.