كان موضوع من سيفوز بالرئاسة الأمريكية حديث كل المجالس، وأصبح «ترند» في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت النقاشات مستفيضة بين شد وجذب. وكما جرت العادة الناس مختلفون بين هذا وذلك في وجهات النظر.
والمدهش أنك ستجد البعض يحلل المسائل كأنه يعرف خفايا الأمور وبواطن السياسة! مع أنه من المعلوم أن في القضايا السياسية الذين يعلمون لا يتحدثون، وأما الذين لا يعلمون فهم لا يصمتون! وأكد أجزم أن الكثير ممن جادلوا في معرفة من سيفوز في السباق الرئاسي لا ناقة لهم ولا جمل، لا من قريب ولا من بعيد! وفي المقابل هناك متخصصون في دراسة وتحليل القضايا السياسة من زوايا مختلفة وبمنظور أوسع من أحاديث المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي. وكما قيل: اعط القوس باريها.
وهذه القضية هي فقط مثال عما نتحدث فيه بشكل يومي في مسائل مختلفة لا علاقة لنا بها بشكل مباشر. وستجد في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من النقاشات و(الهاشتاقات) التي هي خارج دائرة التأثير وتقع في دائرة الاهتمام، والفرق بينهما شاسع.
وحتى تتضح الفكرة دعوني أنقل لكم ما قاله (ستيفن كوفي) صاحب الكتاب الشهير (العادات السبع للناس الأكثر فاعلية): «يركز ذوو روح المبادرة جهودهم في دائرة التأثير، إنهم يبذلون الجهد في الأشياء التي يمكن لهم فعل شيء إزاءها... ومن ناحية أخرى فإن الانفعاليين يركزون جهودهم في دائرة الهموم».
وهنا بيت القصيد فلو تأملنا أحاديثنا طوال اليوم فإن معظمها يقع خارج دائرة التأثير، وننسى أو نتناسى أننا نستطيع أن نؤثر أكثر وأعمق في المحيط الذي نحن فيه، والأمثلة على ذلك كثيرة منها: مستقبلي وظيفيتي، أسرتي، تجارتي، علاقاتي وغيرها مما يقع تحت تأثيرنا المباشر. بمعني الانشغال بالتفكير بما نستطيع أن نفيد به أنفسنا ومن حولنا، بدلا من الانشغال في أمور أخرى هي من ضمن دائرة الاهتمام ولكنها بعيدة كل البعد عن محيط التأثير، وتلك هي أهم وصفة للنجاح. صحيح أن الإنسان لابد أن يعرف ما يدور حوله بشكل عام وألا ينعزل عن الأحداث المهمة، ولكن لابد أن يظل تركيزه معظم الوقت على ما هو قادر أن يفعل شيئا بصدده، وهذا هو صلب الحديث في هذا المقال.
فمثلا بدلا من التركيز على من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لننظر إليها من جهة أخرى، وهي كيف استطاع أي منهما (ترامب وبايدن) الوصول إلى تحقيق حلمه؟ فالعبرة والدرس هو في تكثيف العمل على دائرة تأثيرنا لصناعة حلم لأنفسنا وتنفيذه على أرض الواقع!
والدرس الآخر هو إصرار كل منهما على الفوز مع بذل الأسباب. وهنا يأتي دوري ودورك في أن نبحث عن الأسباب المؤدية لتحقيق أهدافنا. وهذا لا يتأتى إلا ببذل الجهد المتفاني بالإمكانيات والمقومات والمواهب التي لدينا، وأهمها العقل والإرادة. والفيلسوف الألماني المتشائم (شوبنهاور) يرى أن الإرادة هي الباعث لكل ما نقوم به. وأما العقل، فهو مصدر كل فكرة أو اختراع أو ابتكار حدث أو سوف يحدث. ولنتذكر أيضا أن العقل هو مصدر الخيال البشري وسر الإبداعات، ولذلك كان آينشتاين يردد: «الخيال أهم من المعرفة».
والمسألة الأخرى المهمة هي البحث عن الميول، فإذا كان (ترامب وبايدن) ميولهما سياسية، فربما تكون ميولك وموهبتك ثقافية أو علمية أو أدبية أو رياضية. ومن الملاحظ أن الموهبة هي القالب، والدافع هو المحرك. فحين تجتمع الموهبة مع الدافع ينطلق المحرك النفسي بأقصى سرعة وبأعلى همة. فالجاحظ على سبيل المثال أبدع نثرا وبيانا حين كانت دوافعه الانتصار (لفصاحة العرب) ضد اتهامات الشعوبية.
إن تركيزنا على دائرة التأثير وصقل مواهبنا هما طريقنا للإبداع.
abdullaghannam @
والمدهش أنك ستجد البعض يحلل المسائل كأنه يعرف خفايا الأمور وبواطن السياسة! مع أنه من المعلوم أن في القضايا السياسية الذين يعلمون لا يتحدثون، وأما الذين لا يعلمون فهم لا يصمتون! وأكد أجزم أن الكثير ممن جادلوا في معرفة من سيفوز في السباق الرئاسي لا ناقة لهم ولا جمل، لا من قريب ولا من بعيد! وفي المقابل هناك متخصصون في دراسة وتحليل القضايا السياسة من زوايا مختلفة وبمنظور أوسع من أحاديث المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي. وكما قيل: اعط القوس باريها.
وهذه القضية هي فقط مثال عما نتحدث فيه بشكل يومي في مسائل مختلفة لا علاقة لنا بها بشكل مباشر. وستجد في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من النقاشات و(الهاشتاقات) التي هي خارج دائرة التأثير وتقع في دائرة الاهتمام، والفرق بينهما شاسع.
وحتى تتضح الفكرة دعوني أنقل لكم ما قاله (ستيفن كوفي) صاحب الكتاب الشهير (العادات السبع للناس الأكثر فاعلية): «يركز ذوو روح المبادرة جهودهم في دائرة التأثير، إنهم يبذلون الجهد في الأشياء التي يمكن لهم فعل شيء إزاءها... ومن ناحية أخرى فإن الانفعاليين يركزون جهودهم في دائرة الهموم».
وهنا بيت القصيد فلو تأملنا أحاديثنا طوال اليوم فإن معظمها يقع خارج دائرة التأثير، وننسى أو نتناسى أننا نستطيع أن نؤثر أكثر وأعمق في المحيط الذي نحن فيه، والأمثلة على ذلك كثيرة منها: مستقبلي وظيفيتي، أسرتي، تجارتي، علاقاتي وغيرها مما يقع تحت تأثيرنا المباشر. بمعني الانشغال بالتفكير بما نستطيع أن نفيد به أنفسنا ومن حولنا، بدلا من الانشغال في أمور أخرى هي من ضمن دائرة الاهتمام ولكنها بعيدة كل البعد عن محيط التأثير، وتلك هي أهم وصفة للنجاح. صحيح أن الإنسان لابد أن يعرف ما يدور حوله بشكل عام وألا ينعزل عن الأحداث المهمة، ولكن لابد أن يظل تركيزه معظم الوقت على ما هو قادر أن يفعل شيئا بصدده، وهذا هو صلب الحديث في هذا المقال.
فمثلا بدلا من التركيز على من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لننظر إليها من جهة أخرى، وهي كيف استطاع أي منهما (ترامب وبايدن) الوصول إلى تحقيق حلمه؟ فالعبرة والدرس هو في تكثيف العمل على دائرة تأثيرنا لصناعة حلم لأنفسنا وتنفيذه على أرض الواقع!
والدرس الآخر هو إصرار كل منهما على الفوز مع بذل الأسباب. وهنا يأتي دوري ودورك في أن نبحث عن الأسباب المؤدية لتحقيق أهدافنا. وهذا لا يتأتى إلا ببذل الجهد المتفاني بالإمكانيات والمقومات والمواهب التي لدينا، وأهمها العقل والإرادة. والفيلسوف الألماني المتشائم (شوبنهاور) يرى أن الإرادة هي الباعث لكل ما نقوم به. وأما العقل، فهو مصدر كل فكرة أو اختراع أو ابتكار حدث أو سوف يحدث. ولنتذكر أيضا أن العقل هو مصدر الخيال البشري وسر الإبداعات، ولذلك كان آينشتاين يردد: «الخيال أهم من المعرفة».
والمسألة الأخرى المهمة هي البحث عن الميول، فإذا كان (ترامب وبايدن) ميولهما سياسية، فربما تكون ميولك وموهبتك ثقافية أو علمية أو أدبية أو رياضية. ومن الملاحظ أن الموهبة هي القالب، والدافع هو المحرك. فحين تجتمع الموهبة مع الدافع ينطلق المحرك النفسي بأقصى سرعة وبأعلى همة. فالجاحظ على سبيل المثال أبدع نثرا وبيانا حين كانت دوافعه الانتصار (لفصاحة العرب) ضد اتهامات الشعوبية.
إن تركيزنا على دائرة التأثير وصقل مواهبنا هما طريقنا للإبداع.
abdullaghannam @