ترجمة: إسلام فرج

قال موقع «بوليتيكو»: إن الشعبويين الأوروبيين هم الخاسر الآخر في الانتخابات الأمريكية، موضحًا أن فوز جو بايدن يحرمهم من كبير المشجعين الموجود بالبيت الأبيض. وبحسب مقال لـ «بول تايلور»، مهما كان انتصار بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية محدودًا ومحل نزاع، فسيكون له تأثير مفيد ليس فقط على العلاقات عبر الأطلنطي، ولكن على السياسة الداخلية لأوروبا.

ومضى الكاتب يقول: على عكس دونالد ترامب، الذي قضى 4 سنوات في استخدام رفقاء الروح الأيديولوجيين لإضعاف وتقسيم الاتحاد الأوروبي، لن يقوم الشاغل التالي للبيت الأبيض بتدوير البساط الأحمر للشعبويين القوميين عبر الأطلنطي، كما أنه لن يكافئ أولئك، الذين يتحدون بروكسل في سيادة القانون وحرية التعبير أو يشجعون بنشاط تفكك الاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن هزيمة ترامب، على الرغم من كونها أقل دويًا مما كان يأمل العديد من الأوروبيين، إلا أنها تسلب الديماغوجيين غير الليبراليين في أوروبا الحليف في واشنطن.

الأخبار السيئة

وتابع الكاتب بالقول: هذه أخبار سيئة بشكل خاص لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والحاكم الفعلي لبولندا ياروسلاف كاتشينسكي، الذين لن يعودوا قادرين على اللعب بورقة ترامب لدعم موقفهم السياسي المحلي ومقاومة الضغط من المؤسسات الأوروبية بسبب اعتدائهم على استقلال القضاء والتعددية الإعلامية والحقوق المدنية.

وأضاف: بدلًا من ذلك، من المرجح أن تتجنبهم الإدارة الديمقراطية باعتبارهم منبوذين سياسيًا، حتى مع استمرارها في متابعة العلاقات الدفاعية الوثيقة مع أوروبا الوسطى.

وبحسب الكاتب، فإن بايدن أشار في إحدى المرات إلى الحكومتين البولندية والمجرية والحاكم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو باعتبارهم من بلطجية العالم الذين يحتضنهم ترامب، وأردف يقول: إذا لم تتغيّر عقليتهم القومية غير الليبرالية وقاعدة دعمهم المحافظة، فمن المرجح أن يجد القادة الشعبويون في أوروبا أنه بدون ترامب سيتعين عليهم التصرف بشكل أكثر براغماتية وأقل تصادمية تجاه بروكسل وبرلين، للحصول على دعم معنوي.

ونوه إلى أن رئيس الوزراء السلوفيني يانيز جانشا، الذي سارع للإشادة بـانتصار شاغل المنصب الجمهوري خلال فرز الأصوات، فقد عرابًا دوليًا مهمًا أيضًا.

اليمين المتطرف

ومضى تايلور يقول: لعب ستيف بانون، الخبير الإستراتيجي السابق في إدارة ترامب، دورًا مهمًا في محاولة بناء تحالف لعموم أوروبا من الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، الذين تحفز كثير منهم بفعل شعبية سياسة ترامب التجارية في بعض أجزاء الولايات المتحدة.

وأضاف: ربما لا يزال هؤلاء قادرين على الاعتماد على فلاديمير بوتين في الحصول على تمويل متحفظ، والترويج لوسائل التواصل الاجتماعي، وحتى احتضان شعبي إذا رأت موسكو أن ذلك سيساعد في تقويض الاتحاد الأوروبي.

وتابع: لعب البعض بهذه البطاقة من قبل أيضًا، عندما حرص الإيطالي اليميني المتشدد ماتيو سالفيني على التقاط صور سيلفي مع الزعيم الروسي فلايديمر بوتين والسياسية الفرنسية المناهضة للهجرة مارين لوبان في الكرملين خلال حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017.

ومضى يقول: لكن عندما يتعلق الأمر بالدعم الأمريكي، فإنه سيجف بالنسبة للمتعصبين لترامب في أوروبا، ولن يحصل زعيم حزب بريكست نايجل فاراج على تغطية إعلامية إضافية كعملية إحماء في التجمعات الانتخابية لبايدن، كما حدث مع ترامب.. ولن يتمكن رئيس الوزراء بوريس جونسون من استخدام تأييد الرئيس المهزوم له باعتباره «ترامب بريطانيا» للتقرب من واشنطن.

علاقة أوثق

وأردف: بدلًا من ذلك، من المرجح أن تدفع إدارة بايدن المملكة المتحدة نحو علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي بدلًا من حثها على الابتعاد وتشجيع الآخرين على محاكاتها، كما فعل ترامب.

وأضاف: كما لن يقوم سفراء الولايات المتحدة بالتهديد بشكل غير دبلوماسي الشركات الأوروبية، التي تعمل في إيران، كما فعل ريتشارد جرينيل على تويتر في غضون ساعات من توليه منصبه في ألمانيا، كما أنه من غير المحتمل أن يستضيفوا فعاليات خاصة مع اليمين المتطرف والمانحين المحتملين، كما فعل مبعوث ترامب في هولندا، بيت هوكسترا، مع منتدى تييري بوديه للديمقراطية في سبتمبر، مما أثار عاصفة سياسية.

وتابع: من المرجح أن يصل الأسطول القادم من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين بتعليمات لتعزيز الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وفصل السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية، ويضيف: لكن هذا لا يعني أن سياسات الهوية والغضب والقومية ستتلاشى في أوروبا، لأن القومية بحكم التعريف لا تحتاج إلى دعم خارجي.

ونوّه إلى أن الحركات الشعبوية كانت في جميع أنحاء القارة مدفوعة بالتغيرات الاجتماعية لعصر العولمة مثل اتساع عدم المساواة الاجتماعية، والتدهور الصناعي والريفي، وأنماط الحياة المتباينة، وزيادة الهجرة.