د. محمد باجنيد

الحب الصادق.. حب تراكمي لا ينتهي.. يظل يتجدد وينمو ويكبر.. كل لحظة فيه تتحدى سابقتها؛ لأن العطاء فيه ولو قل تتلقفه أيدي الرضا وننميه؛ فيملأ الدنيا ابتهاجاً.

الحب الصادق ‏أجمل شيء في الدنيا، وأساسه محبة الله.

الحب الصادق نجده عند من نحن مشغولون عنهم..

نركض وراء أوهام وظنون، ونفيق في نهاية الطريق نبحث عنهم فلا نجدهم.

التفت إليهم فهم أهل الخير، وعنوان المحبة الصادقة، وبهم الدنيا بخير.

الحب أجمل القيم الروحية.. الحب الحقيقي مداره العطاء بلا حدود.. التملك ليس حباً.. إنه أنانية!

من الوجه المشرق للحياة.. أطل عليكم حاملاً في قلبي الحب.. لنتفاءل ونشرع النوافذ مرددين: الدنيا لا تزال بخير!

يقول واسيني الأعرج: يختصر الحب كل مطالبنا الكثيرة فنكتفي بابتسامة أو بلمسة على الوجه المتعب.

وأقول: الحب الصادق شعاره القبول والتسامح.. فدرجة التسامح تكشف مقدار الحب.. إنها أعظم قيمة لدوام المحبة وازديادها وخضوع العرفان وامتثاله فيعلو الاحترام.. ويصبح الحب شامخاً كالنخلة.

العند والصد والجفاء ليست من الحب في شيء.. إنها نذير البغضاء.. الحب صفاء فانعموا به!

مجبول أنا بالحب.. لن يستطيعوا أن يخرجوه من قلبي مهما أساؤوا لي.. أظل أصفح عنهم.. أرحم سوءهم.. فالمحب لا يتذكر الإساءة.. تسكن قلبي طاقة الصفح. وتهرب منه طاقة الحقد!

يا معشر البؤساء، اذهبوا فأنتم الطلقاء.. لقد غفرت لكم ولن أنسى أسماءكم.. كتبتها في دفتر الصفح والحذر.

رددوا أيها المحبون ما خلده المقنع الكندي..

وعيشوا الهناء والصفاء بالصفح:

وَإِنّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي

وبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا

أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُمُ

دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا

فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمْ

وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا

وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَِي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ

وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا

وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي

زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا

وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ

وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا

*****

على ضفاف الحب

يأتلق المساء

ويفوح العطر

ويغمرني الأنس

في حضنك يا وطني

أشعر بالارتواء

أشعر بالاكتفاء

وتحلو كل الأشياء

لأنك أهم الأشياء

mbajunaid@