صالح المسلم

نعيش هذه الأيام فترة أشد إثارة ومتابعة، وحماسا من مشاهدة كرة القدم ومنافساتها بين أعرق الأندية والمنتخبات العالمية.. نعيش فترة الانتخابات الأمريكية وبطلها السياسي الجديد «ابن العقار»، «التاجر»، «الملياردير» القابع في البيت الأبيض منذ أربع سنوات، الداخل إليه من باب ضيق لا يعلم ولا يعرف من السياسة إلا اسمها وحين تمكن من المقعد الوثير، أطلق صيحاته، وخالف التوقعات، والخطوط والأيديولوجيات، والمنهج، و«الأجندة» فكانت الصراعات، و«الإقالات» و«الاستفزازات» للقادة، وللعرابين الأوائل في السياسة الأمريكية وشروخ كبيرة في الدولة العميقة..!!

حاولوا محاكمته وإصدار قرارات تقضي «بخلع الرئيس» وفشلوا أم أنهم تماهلوا لحين الانتخابات، وتكون فرصتهم حتى لا ينخدش الدستور الأمريكي والديموقراطية الأمريكية، والقيم التي يعتزون بها.

جاءت الانتخابات وكانت فرصتهم، تفوق القادم من السياسة، (الابن والتلميذ) لها منذ خمسين عاما، فكان منقذهم وتصدر المشهد، وهنا «مربط الفرس» وعنوان المقال.. الغالبية من المحللين في القنوات العربية لم يقرأوا السياسة الأمريكية جيدا ولديهم «فكر خواء»، ويحملون «سطحية» في الطرح و«التحليل» ومع ذلك تستضيفهم القنوات ويدلون بآرائهم، وكأنهم يعلمون خوافي الأمر وعاشوا وترعرعوا في الولايات المتحدة الأمريكية، وشربوا من قوانينها، وعلموا أسرارها وقنواتها الضيقة، وتعرجاتها المخيفة والمظلمة..!

مدى استغرابي لاحتضان هذه القنوات لهؤلاء كونهم يسيئون إلى القناة نفسها ومصداقيتها أمام المتلقي وبالتالي تخسر مشاهديها ومحتواها الإعلامي.!

أحدهم صال وجال وقال إن بايدن لا يفقه في السياسة، وإنه مريض، والفوز لا محالة لترامب العالم والمدرك للسياسة، الخبير فيها، واتهم بايدن بعدم الخبرة وأنه لا يستحق أن يكون حتى منافسا.! هل هذا منطق، وقول يستحق أن نطلق عليه «محلل سياسي»..؟؟ بايدن ابن الـ 77 عاما قضى أكثر من ثلث عمره في السياسة آخرها نائب للرئيس ومع ذلك يقولون لا يفقه؟

ليت قنواتنا العربية تنتقي المختصين (وليس المهرجين) في برامجها وأخبارها لتكون لدينا صناعة، إعلامية محترمة.. «فقط احترموا عقولنا».!

salehAlmusallm@