ما زال نور المصطفي متنقلا
في الطيبين الطاهرين ذوي العلا
إن الله إذا أراد نشر فضيلة، سخر لها لسان حسود، وما كان ماكرون، الرئيس الفرنسي ليفعل ما فعل إلا ليعلم البشر جميعًا فضل سيدنا النبي محمد، حبيب الحق، وخير خلق الله، صلوات ربي وسلامه عليه.
لقد بعث الله سيدنا محمدا -صلي الله عليه وسلم- ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليتم برسالته مكارم الأخلاق ومحاسنها، فهو الأسوة والقدوة التي ارتضاها الله -عز وجل- للناس جميعًا.
وقد حوّل الرسول الكريم بأقواله وأفعاله تعاليم القرآن الكريم إلى واقع ملموس، فما احتياجنا إلى التأسي والاقتداء بأخلاقه ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به.
وعلينا أن نتأسى بالجوانب الأخلاقية والصفات النبيلة لسيد الخلق وحبيب الحق، وأن نجعل من هذا التأسي واقعًا عمليًا في حياتنا كالصدق والأمانة، مثلما فعل قومه عندما لقبوه بالصادق الأمين، فضلًا عن أمره لسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام في فراشه ليلة الهجرة، ليصبح ليرد الودائع التي تركها أهل مكة عنده.
ومن جميل الصفات التي اتصف سيدنا النبي ووجب علينا التأسي به، الجود والكرم، فكان أجود من الريح المُرْسَلة، وقد أمر الحق تبارك وتعالي بالإنفاق والجود في قوله تعالي: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (سورة البقرة: من الآية 272).
ويقول في الحديث القدسي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله تعالى: أنفِق يا ابنَ آدم، يُنفَق عليك) متفق عليه.
وما أحوجنا في زماننا هذا، إلى الوسطية والاعتدال، تلك الصفتان اللتان اتصف بهما سيد الخلق، والذي حذر من كل مظاهر الغلو وخاصة الغلو في الدين، فأنكر علي من بالغ من أصحابه في التعبد والتقشف مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: (الْقُطْ لِي حَصًى، فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ، وَيَقُولُ: أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا. ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) سنن ابن ماجه، كتاب المناسك.
وهذا الاعتدال الذي اتصف به ودعا إليه حضرة النبي، لم يكن قاصرًا علي الأمور التعبدية وصلة العبد بربه فحسب، بل كانت دعوة شاملة لكل مناحي الحياة، ففي دعائه وتبتله يروي سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يقول: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إلَيْهَا مَعَادِي،...) رواه مسلم.
إن الحث علي اتباع أقوال النبي -صلي الله عليه وسلم- والاقتداء بأفعاله، والتأسي بأخلاقه، أمر حيوي في حياتنا المعاصرة، لأن في ذلك محبة العبد لربه، مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (سورة آل عمران: الآية 31).
كما أن محبته وطاعته التأسي به، تعتبر طاعة لله -عز وجل-، فقد قرن الله بين طاعته وطاعة النبي، فجعل قبول أحدهما مقرونًا بفعل الآخر: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة آل عمران: الآية 132).
اللهم اجعلنا ممن يَتَأَسُّون بسيدنا النبي -صلي الله عليه وسلم- والمُقْتَدِين بهَدْيِه، والمُقْتَفُين أثره، لنشر رسالة النور والهداية، كما أنزلها الله تعالي إلى الخلق أجمعين، باللين والرفق والرحمة وتأليف القلوب، لأن رسالة الإسلام عدل كلها، وتسامح كلها، نفع كلها، إنسانية كلها.
في الطيبين الطاهرين ذوي العلا
إن الله إذا أراد نشر فضيلة، سخر لها لسان حسود، وما كان ماكرون، الرئيس الفرنسي ليفعل ما فعل إلا ليعلم البشر جميعًا فضل سيدنا النبي محمد، حبيب الحق، وخير خلق الله، صلوات ربي وسلامه عليه.
لقد بعث الله سيدنا محمدا -صلي الله عليه وسلم- ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليتم برسالته مكارم الأخلاق ومحاسنها، فهو الأسوة والقدوة التي ارتضاها الله -عز وجل- للناس جميعًا.
وقد حوّل الرسول الكريم بأقواله وأفعاله تعاليم القرآن الكريم إلى واقع ملموس، فما احتياجنا إلى التأسي والاقتداء بأخلاقه ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به.
وعلينا أن نتأسى بالجوانب الأخلاقية والصفات النبيلة لسيد الخلق وحبيب الحق، وأن نجعل من هذا التأسي واقعًا عمليًا في حياتنا كالصدق والأمانة، مثلما فعل قومه عندما لقبوه بالصادق الأمين، فضلًا عن أمره لسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام في فراشه ليلة الهجرة، ليصبح ليرد الودائع التي تركها أهل مكة عنده.
ومن جميل الصفات التي اتصف سيدنا النبي ووجب علينا التأسي به، الجود والكرم، فكان أجود من الريح المُرْسَلة، وقد أمر الحق تبارك وتعالي بالإنفاق والجود في قوله تعالي: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (سورة البقرة: من الآية 272).
ويقول في الحديث القدسي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله تعالى: أنفِق يا ابنَ آدم، يُنفَق عليك) متفق عليه.
وما أحوجنا في زماننا هذا، إلى الوسطية والاعتدال، تلك الصفتان اللتان اتصف بهما سيد الخلق، والذي حذر من كل مظاهر الغلو وخاصة الغلو في الدين، فأنكر علي من بالغ من أصحابه في التعبد والتقشف مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: (الْقُطْ لِي حَصًى، فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ، وَيَقُولُ: أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا. ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ) سنن ابن ماجه، كتاب المناسك.
وهذا الاعتدال الذي اتصف به ودعا إليه حضرة النبي، لم يكن قاصرًا علي الأمور التعبدية وصلة العبد بربه فحسب، بل كانت دعوة شاملة لكل مناحي الحياة، ففي دعائه وتبتله يروي سيدنا أبو هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يقول: (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إلَيْهَا مَعَادِي،...) رواه مسلم.
إن الحث علي اتباع أقوال النبي -صلي الله عليه وسلم- والاقتداء بأفعاله، والتأسي بأخلاقه، أمر حيوي في حياتنا المعاصرة، لأن في ذلك محبة العبد لربه، مصداقًا لقول الحق تبارك وتعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (سورة آل عمران: الآية 31).
كما أن محبته وطاعته التأسي به، تعتبر طاعة لله -عز وجل-، فقد قرن الله بين طاعته وطاعة النبي، فجعل قبول أحدهما مقرونًا بفعل الآخر: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة آل عمران: الآية 132).
اللهم اجعلنا ممن يَتَأَسُّون بسيدنا النبي -صلي الله عليه وسلم- والمُقْتَدِين بهَدْيِه، والمُقْتَفُين أثره، لنشر رسالة النور والهداية، كما أنزلها الله تعالي إلى الخلق أجمعين، باللين والرفق والرحمة وتأليف القلوب، لأن رسالة الإسلام عدل كلها، وتسامح كلها، نفع كلها، إنسانية كلها.