هند الأحمد

نجحت المملكة العربية السعودية بقيادتها وشبابها وبتقدمها في كافة المجالات التقنية والعلمية والسياسية وبعمقها الإستراتيجي، أن ترأس قمة مجموعة العشرين، والتي تعتبر قمة استثنائية لهذا العام؛ لأنها تقام في العاصمة السعودية (الرياض)، الرياض التي لطالما لعبت دورا محوريا في المنطقة أجمع لضمان الأمن والازدهار لمصالح الأمة العربية والإسلامية.

قمة مجموعة العشرين لهذا العام هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، نعلم جميعا أن هذه القمة الاستثنائية جاءت في ظروف استثنائية، إلا أن العمل عليها والتخطيط والتنفيذ لها كذلك جاء استثنائيا من حيث المخرجات والتنفيذ والتنظيم لها، فرسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كانت ملهمة حول هذه القمة، حين قال إنه يطيب لنا بمناسبة تسلم المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين لعام ٢٠٢٠م أن نعلن للعالم تفاؤلنا وسعينا إلى أن نبني للمجموعة بيئة حيوية للخروج بمبادرات ومخرجات تحقق آمال شعوب العالم. حيث يتضح لنا من خلال رسالته -حفظه الله- أن المملكة مضت ولا تزال ماضية للعمل من أجل العالم أجمع.

ولقد استطاعت المملكة من خلال قيادتها مجموعة العشرين أن توائم بين مصالح الدول المتقدمة والناشئة تحت هدف وهو «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، كما أن استضافة المملكة القمة تعد فرصة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية بعد اطلاعهم على الفرص الواعدة والبيئة المحفزة والجاذبة، التي تتميز بها السعودية، وذلك بهدف تعزيز متانة الاقتصاد الوطني، حيث سيتم تعريف الوفود التي تأتي للمملكة بالإجراءات المتخذة لتحفيز الاستثمارات والتنافسية للأنشطة الاقتصادية. وتركز المملكة من خلال قيادتها للمجموعة لعام 2020م على ثلاثة محاور أساسية سيتم استعراضها أثناء اللقاءات المحددة، وهي: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الجميع، لا سيما المرأة والشباب، من العيش الكريم والعمل والازدهار. والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود الجماعية لحماية كوكبنا، خصوصا فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة. إضافة إلى تشكيل آفاق جديدة من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني. حيث تلبي من خلال المخرجات التنفيذية تطلعات الوطن وتطلعات ثلاث قارات، هذه المخرجات التي جاءت بعد تخطيط عميق لتكون شاملة وأبرزها توظيف الشباب وتهيئتهم لسوق العمل، خاصة الفئات غير المنخرطة بالتعليم أو التدريب. وإتاحة الفرص للجميع، خاصة الشباب والنساء والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتفعيل التقنية لتعزيز الشمول المالي لهم. وتمكين المرأة من خلال إزاحة التفاوت الاقتصادي بين الجنسين، ودعم المبادرات التي تصب في مصلحة المرأة. وكذلك دعم أسواق المال المحلية، ومكافحة المخاطر التي تحيط بالاستقرار المالي. إضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير أطر فعالة لمشاركة القطاع الخاص في تمويل البنية التحتية. وأيضا تحقيق الأمن الغذائي، والوصول إلى إدارة مستدامة للمياه. كذلك تفعيل دور التقنيات الناشئة لخدمة الاقتصاد الرقمي، وتحسين آليات الأنظمة الاقتصادية العالمية. ومكافحة الفساد ورفع مستوى النزاهة. وتطوير العملية التعليمية وإتاحتها بشكل عادل وفعال. وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية، والتأهب للأوبئة والتهديدات الناشئة على مجال الصحة.

مما سبق يتضح لنا الجهد العظيم الذي بذلته المملكة في سبيل استخلاص توصيات ونتائج يتم تقديمها لقادة مجموعة العشرين، تكون ذات أثر عام وإيجابي لسنوات قادمة وفرصة كذلك لمشاركة رؤية 2030 مع العالم بأكمله.



HindAlahmed @