د. عبدالوهاب القحطاني

لجائحة فيروس كورونا المستجد أو ما يعرف بمصطلح (كوفيد- 19) أثر سلبي كبير على الأعمال والحكومات والأفراد حول العالم. وقد صادفت الجائحة استضافة المملكة لقمة العشرين التي تعقد في الرياض عن بعد بمشاركة 20 دولة ذات تأثير كبير على نمو الاقتصاد العالمي في العديد من المجالات. العالم بحاجة لمعالجة تبعات جائحة كورونا وما خلفته من مشاكل وتشوهات اقتصادية ساهمت في تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزادت في إفلاس الكثير من الشركات حول العالم مصحوبة بالبطالة بنسبة عالية، بما فيها دول قمة العشرين، التي وصلت البطالة في بعضها نسبة غير مسبوقة.

التكلفة عالية على الاقتصاد العالمي بسبب جائحة وباء كوفيد- 19 فقد وصلت التقديرات إلى 16 تريليون دولار أغلبها تكبدها الاقتصاد الأمريكي بصفته أكبر الاقتصادات في العالم. وقد ترتفع التكلفة إلى مستويات أعلى إذا استمرت الجائحة لفترة طويلة. ساهمت ولا تزال جائحة كوفيد- 19 في البطالة العالمية والركود الاقتصادي وربما كساد يعم العالم في جميع القطاعات الاقتصادية، مثل: قطاع السياحة والترفيه والسفر، حيث تحتاج إلى تحفيز قوي لإعادتها إلى النشاط لأنها تشكل نسبة عالية في الاقتصاد العالمي.

سيخرج العالم قريباً من جائحة فيروس كورونا المستجد التي فرضت انغلاق الاقتصاد العالمي للتغلب عليها والوصول إلى النمو الذي يركز على الأعمال والأفراد وينميهم من خلال الخطط والسياسات المدروسة، والاستعانة بالتقنيات والتكنولوجيا لتنفيذها على الوجه المطلوب، الذي يتماشى مع القرن الحادي والعشرين. تعد تنمية العنصر البشري، على وجه الخصوص المرأة والكوادر الشابة، أحد محركات النمو الاقتصادي العالمي. المستقبل يحوي الكثير من الفرص الواعدة في ظل اقتصاد عالمي مستقر وبعيد عن التقلبات السياسية والأزمات والكوارث التي لا تساعد على النمو والتكامل.

تتضافر جهود دول قمة العشرين لتحقيق اقتصاد عالمي مبني على الابتكار الذي يفيد في النمو الاقتصادي بمشاركة دول القمة ودول أخرى واعدة. كان للاقتصاد الرقمي والحكومة الرقمية والثورة التكنولوجية والابتكار دور بارز في مناقشات محركات النمو الاقتصادي. قمة العشرين في الرياض كانت خلال الأزمة الوبائية العالمية ما استدعى القمة والاجتماعات الافتراضية للحفاظ على صحة المشاركين، حيث ساهمت تقنية وتكنولوجيا الاتصالات في نجاحها بقيادة المملكة.

الدول المتقدمة والنامية بحاجة للتعاون والمشاركة في جهود الابتكار؛ ليعم الأمن والسلام والمساواة جميع أنحاء العالم؛ لما لذلك من دور إيجابي في مواجهة الأزمات الوبائية بسرعة كافية، تنهي المرض في وقت قصير قبل انتشاره. إن تبادل المعلومات ذات العلاقة بسرعة وشفافية بين الدول في غاية الأهمية.

في الختام.. أرى أن قمة العشرين في الرياض جاءت في سنة حرجة يجتاح العالم فيها وباء كوفيد- 19 ما جعلها تواجه تحديات كبيرة في الجانب الاقتصادي، وما تبعه من جوانب أخرى، أهمها السياسية والتكنولوجية والاجتماعية والتعليمية والتقنية كما يحصل في نمو العالم الرقمي على مستوى الحكومات والقطاع الخاص.

dr_adulwahhab @