سعد الحطاب

أعود إليك يا الله لأنني أدركت أنك الخيار الذي أنا محظوظ به فالحمد لك أنني أصبحت مسلما.

أعود إليك بعدما جرفني تيار، وضاعت بي طرقات.

أعود إليك أحمل قلبي بين يدي، وإحساسي يتجاوز مساحة اللغة، لا تكفيه كلمات الاعتذار. إحساسي مشى نحوك طوعا، لأنك أنت هدف المسار وأنت البداية وأنت النهاية، ولا بعد النهاية إلا النهاية.

لقد انقضت عقود من السنين منذ ما كرّمتنا بالحياة في هذه الدنيا وعشنا مدة طويلة في ذلك الوقت، ولم يغرنا شيء سوى جمال الدنيا وملاهيها، فكنا نعيش فيها طيفا من الخيال والخيال يلعب دور المسكنات، ولم يكن لنا مطلب إلا الحصول على رضا النفس، ولم نعرف أن الأمور كانت تسير في طريق يجانبه الصواب، وما ندري أيضا أن متعة الأمس ما هي إلا بمثابة شمعة احترقت وانطفأت واختفت، ولم نتذكر اليوم إلا رمادها الذي بقي على سطح الذاكرة، ولم يبق من الماضي سواه!.

كيف كانت الأشياء ضبابية في ذلك الوقت، وكم هي واضحة الآن؟!. كم يعذبني أسفي على التهاون بالوقت والركض في طلب الدنيا الزائلة والتضحية من أجل الصورة الخارجية التي هي السمة الغالبة علينا، وقلما يوجد بيننا من يلتزم فعلا بتعاليم دينه بكل حق وأمانة!.

ولذا فلدي سؤال أطرحه على نفسي باستمرار، وهو هل سخرنا ما تعلمناه من القرآن لعزّ الإسلام وتطبيق العدل، ونجاة للنفوس، ورضا للرحمن؟!، أم أوردها سعد، وسعد مشتمل؟!.

ولكننا مع الأسف الشديد عندما نرى هشاشة ما نساهم به من عطاء لدليل قاطع على أننا لن نحظى بنعيم الدنيا والآخرة حينما نجعل الله أهون الناظرين إلينا!.

فعندما نرى بضعيفنا خصاصة ونحن نملأ بطون الحاويات من الأرز واللحوم

لدليل قاطع على أننا جعلنا الله أهون الناظرين إلينا!.

وعندما نجد أنفسنا لا نستفيد من أخطاء المسرفين إخوان الشياطين

لدليل قاطع على إننا جعلنا الله أهون الناظرين إلينا!.

وعندما نجد أنفسنا نرتكب نفس الأخطاء عاماً تلو عام، لدليل قاطع على أننا جعلنا الله أهون الناظرين إلينا!.

وعندما نفتقد لثقافة تطوير الكفاءات لمعارف كلمات القرآن لدليل قاطع على أننا جعلنا الله أهون الناظرين إلينا!.

ونسأل الله أن ألا يضعف لدينا ثقافة مراقبة الله فيما نعمل، وهذا هو ديننا وهذا هو ما يدعونا إليه الحبيب المصطفى، صلوات الله وسلامه عليه.

thufainah@gmail.com