ذكر أبو حيان التوحيدي في كتابه البصائر والذخائر «أن: عمر بن عبدالعزيز قال لإياس بن معاوية: دلني على قوم من القراء أولّهم (من الولاية)، فقال له: إن القراء ضربان: ضربٌ يعملون للآخرة، وأولئك لا يعملون لك، وضربٌ يعملون للدنيا فما ظنك بهم إذا مكنتهم منها، فقال: ما أصنع؟ قال: عليك بأهل البيوتات الذين يستحيون لأنسابهم ويرجعون إلى أعراقهم فولّهم»
هؤلاء الذين يستحيون لأنسابهم ويرجعون لأعراقهم أو كما نسمي أحدهم «ولد حمولة» يجب أن نحرص عليهم، بل وأن يكون معياراً من معايير اختيار قياداتنا بالإضافة إلى المعايير الأخرى المعروفة أن يكون القائد «ولد حمولة».
أما أن نسلم الأمر إلى جائع يريد أن يشبع من خلال الوظيفة، أو ضعيف يريد أن يقوى بالكرسي، أو هش يريد أن ينجح بالمؤامرات والانتقام، فهذا دماره قد لا يمكن تعويضه لا في الحاضر ولا المستقبل، فكم دمر قائد لا يستحق القيادة مشروعاً متميزاً أو شخصاً طموحاً.
طبعا على «ولد الحمولة» أن يكون على قدر الاسم الذي يحمله، ويستكمل ما بناه آباؤه وأجداده ببناء المكارم ونيل التميز في شتى الميادين كي لا يكون الاسم دماراً عليه لا له، وعليه ألا يكون أسيراً لأمجاد الماضي، فيكتفي بأن يكون عظامياً يفخر بالعظام، لأن أجهل الناس من افتخر بالعظام البالية، وتبجح بالقرون الماضية، واتكل على الأمم الخالية، وليس من الكرام من افتخر بالعظام، وكفى بالمرء عاراً أن يفتخر بغيره، وقد قال القائل:
لئن فخرت بأقوام لهم حسب قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
أهل البيوتات يتوارثون القيم ويحافظون على أسماء عائلاتهم وبالتالي فأخلاقهم فطرية تربوا عليها وورثوها، وقد قالت هند بنت عتبة -رضي الله عنها- عندما بايعها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مع غيرها من النساء على: (ولا يزنين) متعجبة: أو تزني الحرة؟!
وكم سمعنا من أقوام تربوا على مكارم الأخلاق استغرابهم من فساد الفاسد وعدم توقعهم وقوعه، لأنهم لا يفعلون ولا تُفعل أمامهم فرأوها عجيبة، بينما رأى غيرهم أن الغاية تبرر الوسيلة وأن كل ما يوصله لأهدافه مباح ونجاح.
بقي أن أقول: كلنا يستطيع أن يكون من أهل البيوتات، فنبني بيوتاً قوية بالعلم والمعرفة، حصينة بالقيم والأخلاق، وبالتالي نفخر بها وبكل من يتخرج منها.
@shlash2020
هؤلاء الذين يستحيون لأنسابهم ويرجعون لأعراقهم أو كما نسمي أحدهم «ولد حمولة» يجب أن نحرص عليهم، بل وأن يكون معياراً من معايير اختيار قياداتنا بالإضافة إلى المعايير الأخرى المعروفة أن يكون القائد «ولد حمولة».
أما أن نسلم الأمر إلى جائع يريد أن يشبع من خلال الوظيفة، أو ضعيف يريد أن يقوى بالكرسي، أو هش يريد أن ينجح بالمؤامرات والانتقام، فهذا دماره قد لا يمكن تعويضه لا في الحاضر ولا المستقبل، فكم دمر قائد لا يستحق القيادة مشروعاً متميزاً أو شخصاً طموحاً.
طبعا على «ولد الحمولة» أن يكون على قدر الاسم الذي يحمله، ويستكمل ما بناه آباؤه وأجداده ببناء المكارم ونيل التميز في شتى الميادين كي لا يكون الاسم دماراً عليه لا له، وعليه ألا يكون أسيراً لأمجاد الماضي، فيكتفي بأن يكون عظامياً يفخر بالعظام، لأن أجهل الناس من افتخر بالعظام البالية، وتبجح بالقرون الماضية، واتكل على الأمم الخالية، وليس من الكرام من افتخر بالعظام، وكفى بالمرء عاراً أن يفتخر بغيره، وقد قال القائل:
لئن فخرت بأقوام لهم حسب قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
أهل البيوتات يتوارثون القيم ويحافظون على أسماء عائلاتهم وبالتالي فأخلاقهم فطرية تربوا عليها وورثوها، وقد قالت هند بنت عتبة -رضي الله عنها- عندما بايعها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مع غيرها من النساء على: (ولا يزنين) متعجبة: أو تزني الحرة؟!
وكم سمعنا من أقوام تربوا على مكارم الأخلاق استغرابهم من فساد الفاسد وعدم توقعهم وقوعه، لأنهم لا يفعلون ولا تُفعل أمامهم فرأوها عجيبة، بينما رأى غيرهم أن الغاية تبرر الوسيلة وأن كل ما يوصله لأهدافه مباح ونجاح.
بقي أن أقول: كلنا يستطيع أن يكون من أهل البيوتات، فنبني بيوتاً قوية بالعلم والمعرفة، حصينة بالقيم والأخلاق، وبالتالي نفخر بها وبكل من يتخرج منها.
@shlash2020