عبدالرحمن المرشد

الأسر المنتجة هي الأسر السعودية، التي تقوم بصنع الكثير من الأعمال داخل المنزل سواء كانت تجهيز الأكلات السعودية والحلويات أو الصناعات اليدوية البسيطة مثل: السدو والخوص والسجاد وغيرها من أعمال تحقق مداخيل مهمة وكبيرة لتلك الأسر، التي حققت نجاحات واسعة في هذا المجال.

يقول البعض لو عملنا مقارنة بين أسعار الأسر المنتجة والمطاعم في مجال صنع المأكولات نجد أن المطاعم أقل ـ وللحق برغم تحيزي للأسر المنتجة من جانب دعم الصناعات المحلية ـ أتفق مع هذا الرأي؛ لأنني جربته مراراً ووجدت أن تلك الأسر تبالغ في موضوع الأسعار برغم أنهم لا يتحملون إيجار محلات وتكلفة لوحات وغيرها من رسوم التجهيز.. وهو تساؤل منطقي، ويكفي أن تطلع على الأسعار للوجبات العادية اليومية لتعرف الفرق.

جمعتني مناسبة مع البعض من صانعي تلك الأعمال ـ الأسر المنتجة ـ وأخذنا نتحدث في هذا الموضوع كثيراً وبرروا وجهة نظرهم حيال هذا الأمر مؤكدين أنهم فعلاً لا يتحملون تكاليف المحل وغيرها من رسوم، ولكن في المقابل يتم تعويض هذا الأمر بالجودة، التي تفتقدها المطاعم، فلو أخذنا موضوع اللحوم أو الدجاج مثلاً نجد أنهم ـ حسب قولهم ـ يشترون أفضل الأنواع والمصنعة حديثاً، أما المطاعم ـ التي تديرها العمالة ـ فحدث ولا حرج، حيث يتم شراء أسوأ الأنواع وربما المنتهية صلاحيتها بعدة أيام، حيث تباع الدجاجة الواحدة بريالين أو ثلاثة على الأكثر، أما اللحوم فتتم الاستعانة باللحوم المجمدة الرخيصة والرديئة، وينطبق هذا الأمر على ـ الأرز والمكرونة وغيرهما ـ، حيث يتم شراء أسوأ الأنواع الموجودة في السوق وطبخها للمستهلك مع وضع الكثير من المنكهات، التي تغير الطعم للأفضل ولكنها تدمر الصحة.. أما الأسر المنتجة، ففي أغلبها تدار من قبل أسر سعودية تعمل التوازن بين الربح والجودة، ولديهم ضمير ووازع ديني، فهي تتعامل مع المستهلك وكأنه صاحب المنزل.

مداهمات البلديات على المستودعات المخالفة، التي يتم فيها تجهيز المأكولات بطريقة رديئة وسيئة خلاف ما تحتويه من قاذورات، ويتم توزيعها على المطاعم التي تشتريها بأبخس الأثمان يصب في صالح الأسر المنتجة، ويؤكد حقيقة ما ذكروه.

هذا المقال ليس دفاعاً عن الأسر المنتجة ـ برغم تأكيدي لهم ـ على موضوع تخفيض الأسعار.. وأترك الحكم لكم.

almarshad_1@