تاريخ عريق وشموخ استمدوه من «قلعة تاروت التاريخية»
حيرة كبيرة، وتساؤل دائم عن تلك الجزيرة، وعما تحتويه من أسرار خالدة، قادتها لأن تكون اسما لامعا رغم صغرها وقلة مواردها المالية.
جذبتنا إنجازاتها المتتالية، فقررنا أن نستطلع خباياها، وفي «الديرة» كانت أولى وقفاتنا، لنطلع على أهم أسرارها، وشموخها المستمد من قلعتها التاريخية، تلك التي قادتنا لاكتشاف حضاراتها العريقة، والممتدة لأكثر من (5) آلاف عام.
وعبر نخيلها الباسقات، تولدت لنا الصورة الحقيقية عما يحملها أبناؤها من عزيمة وإصرار لا تؤمن بـ «المستحيل»، ولا تعرف الطريق إلى «الاستسلام».
«تاروت»، اسم عريق تغنى به الكثيرون على المستوى التاريخي والثقافي، حتى أن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وصفها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بكنز من أرض الكنوز الثقافية، لكنها عادت هذه المرة لتكون في واجهة الأخبار السعودية عبر موروثها الرياضي، وبالتحديد عقب أن نجح فريق رفع الأثقال فيها من تحقيق درع التفوق العام على مستوى أندية المملكة خلال الموسم الرياضي (2019 / 2020)م.
42 عاما من الإنجازات
قد لا يعرف البعض بأن الإنجازات الكبيرة التي تتحقق للعبة رفع الأثقال بنادي الهدى لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج تاريخ عريق ومميز امتد لما يزيد على الـ (42) عاما، حيث كان أبناء تاروت يمارسون اللعبة في أروقة أنديتها التي لم تكن مسجلة بشكل رسمي كالوحدة والنجم والخليج، قبل أن يتم تسجيل نادي الهدى في العام (1396)هـ، وتعتمد اللعبة بشكل رسمي عقب ذلك بـ (4) أعوام.
ومنذ البداية، رسم نجوم رفع الأثقال بنادي الهدى مسارا خاصا بهم لا يحيد عن «الإنجازات»، ولا يقبل إلا بالتواجد في دائرة المنافسة والبحث الدائم عن الذهب.
الهدى كان وما زال مدرسة أنجبت العديد من الأبطال البارزين على المستويين المحلي والدولي، ومنهم النجم جاسم آل وحيد عضو الاتحاد السعودي لرفع الأثقال في الوقت الحالي، والرباع الذي كان أول من مثل المملكة في المحافل الدولية على مستوى لعبة رفع الأثقال في «الوردي»، قبل أن يصبح مدربا بارزا لأثقال الهدى تخرج على يديه العديد من الرباعين المميزين، ومنهم الرباع الأولمبي عباس القيصوم أحد أبرز رباعي الهدى في العقدين الأخيرين.
ولأنها كانت تغص باللاعبين الدوليين، فإنه يصعب أن يذكر أسماء نجوم لعبة رفع الأثقال الذين زينوا جنبات نادي الهدى بالكثير من الكؤوس والميداليات الملونة على المستويين المحلي والدولي.
رواية كفاح
من لا يعرف الهدى، ولا لعبة رفع الأثقال فيه، يعتقد بأنه أمام فريق يمتلك الكثير من الإمكانيات المالية، ويخوض تدريباته على صالة بإمكانيات عالية المستوى، لكن الحقيقة تشير إلى أن نجوم هذا الفريق طالما كانوا السبب في بقائه وتواجده في دائرة المنافسة، فالدعم غائب عنهم وأدوات التدريب جاءت في غالبها من أموالهم الشخصية.
وأمام صالة تدريب متواضعة، تقرأ بين زواياها رواية كفاح كتبت بماء الذهب، تكتشف تماما ما يملكه أبناء هذه الجزيرة من روح وإخلاص ورغبة كبيرة لا يحدها حدود، ولا يقف في وجهها أي عائق مهما بلغ حجمه، ليحطموا كل الأعراف قائلين للجميع بأن الذهب الخالص يعرف طريقه الرجال، ولا يمكن له أن يشترى بـ «المال».
ابن الوردي
ابن من أبنائه، عاش طفولته بين أروقته، وفي صالة رفع الأثقال بدأ مشواره مع الرياضة، ليكشف عن موهبته المبكرة، مرتقيا منصات التتويج المحلية والدولية، وكاتبا اسمه في سجل أبطال الهدى والمملكة على مستوى لعبة رفع الأثقال.
إنجازات كبيرة، لم تشبع نهمه، ليقرر أن تستمر عطاءاته، لكن هذه المرة كانت على مستوى النطاق الفني، حيث أشرف على فرق أثقال الوردي، ليلهمهم بتفانيه وعشقه لـ «الذهب».
ولأنه ابن اللعبة، فهو يعلم كافة أسرارها، والسبب الذي قاد أثقال الهدى للبقاء على منصات الذهب دائما، حيث يؤكد شوقي آل قيصوم أفضل مدرب رفع أثقال في الموسم الحالي لـ «الميدان الرياضي» أنه ومنذ توليه للتدريب قبل عدة أعوام حرص على ترسيخ مبادئ ثابتة لا يمكن الحياد عنها، أهمها روح الأسرة والاحترام المتبادل، إضافة للعمل الجاد والانضباطية.
ويقول: «كنت وما زلت بمثابة الأب للاعبين، وقريبا جدا من أسرهم، التي تبادلني الاهتمام، وتقف إلى جواري حينما أحتاج لوقفاتهم».
شوقي الدولي السابق والنجم اللامع، أسر بأسلوبه الراقي الجميع، مما انعكس على لاعبيه الذين يحظون بحب الجميع، ويعملون بجد واجتهاد من أجل الوصول لمنصات التتويج العالمية والأولمبية.
وتحدث المدرب الوطني شوقي آل قيصوم عن أن «كورونا» كانت احد أسباب حصول الهدى على درع التفوق العام، مبينا أنه استشعر قرب فرض الحظر التام، فقرر تزويد اللاعبين بالأجهزة اللازمة في منازلهم، وهو ما مكنهم من تطوير مستوياتهم، وتجاوز بعض الغيابات التي ضربت فرق الأثقال بالنادي، لينعكس ذلك على النتائج العامة لفرق أثقال الهدى، حيث تحصل الكبار على المركز الثالث وجاء فريق الشباب في المركز الثاني فيما تحصل فريق الناشئين على المركز الأول، وحقق فريق البراعم مركز الوصافة.
هدية متواضعة
قدم وصفي البصارة رئيس نادي الهدى إنجاز فريق لعبة رفع الأثقال بالنادي، والمتمثل بحصوله على «درع التفوق العام»، هدية متواضعة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ولنائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، واصفا إياه بـ«الإنجاز المتميز» الذي يبعث على الفخر والاعتزاز، كونه إنجازا وطنيا، وضع النادي ومسؤوليه وجمهوره أمام مسؤوليات كبرى، تتمثل في البحث عن المزيد من الإنجازات في الألعاب الأخرى، الجماعية منها والفردية.
وأكد البصارة أن لعبة رفع الأثقال بنادي الهدى تحمل تاريخا ناصعا، إذ قدمت العديد من الأبطال الذين مثلوا المنتخبات الوطنية السعودية، ونجحوا في التواجد على منصات التتويج الدولية، مثل الكابتن والمربي جاسم آل وحيد العضو الحالي للاتحاد السعودي للعبة رفع الأثقال، ومهدي آل درويش، ومنير السادة وأزهر السادة، إضافة للبطل عباس آل قيصوم الذي تواجد في المحافل الأولمبية، فيما تضم أثقال الهدى مجموعة من المواهب الشابة المنتظر بزوغ نجمها على المستوى الدولي خلال المرحلة المقبلة، كالرباع محمد المرزوق التي يُتوقع له أن يصبح بطلا أولمبيا، وكذلك الرباع جواد آل قيصوم ومجموعة مميزة من زملائهما.
جذبتنا إنجازاتها المتتالية، فقررنا أن نستطلع خباياها، وفي «الديرة» كانت أولى وقفاتنا، لنطلع على أهم أسرارها، وشموخها المستمد من قلعتها التاريخية، تلك التي قادتنا لاكتشاف حضاراتها العريقة، والممتدة لأكثر من (5) آلاف عام.
وعبر نخيلها الباسقات، تولدت لنا الصورة الحقيقية عما يحملها أبناؤها من عزيمة وإصرار لا تؤمن بـ «المستحيل»، ولا تعرف الطريق إلى «الاستسلام».
«تاروت»، اسم عريق تغنى به الكثيرون على المستوى التاريخي والثقافي، حتى أن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وصفها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بكنز من أرض الكنوز الثقافية، لكنها عادت هذه المرة لتكون في واجهة الأخبار السعودية عبر موروثها الرياضي، وبالتحديد عقب أن نجح فريق رفع الأثقال فيها من تحقيق درع التفوق العام على مستوى أندية المملكة خلال الموسم الرياضي (2019 / 2020)م.
42 عاما من الإنجازات
قد لا يعرف البعض بأن الإنجازات الكبيرة التي تتحقق للعبة رفع الأثقال بنادي الهدى لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج تاريخ عريق ومميز امتد لما يزيد على الـ (42) عاما، حيث كان أبناء تاروت يمارسون اللعبة في أروقة أنديتها التي لم تكن مسجلة بشكل رسمي كالوحدة والنجم والخليج، قبل أن يتم تسجيل نادي الهدى في العام (1396)هـ، وتعتمد اللعبة بشكل رسمي عقب ذلك بـ (4) أعوام.
ومنذ البداية، رسم نجوم رفع الأثقال بنادي الهدى مسارا خاصا بهم لا يحيد عن «الإنجازات»، ولا يقبل إلا بالتواجد في دائرة المنافسة والبحث الدائم عن الذهب.
الهدى كان وما زال مدرسة أنجبت العديد من الأبطال البارزين على المستويين المحلي والدولي، ومنهم النجم جاسم آل وحيد عضو الاتحاد السعودي لرفع الأثقال في الوقت الحالي، والرباع الذي كان أول من مثل المملكة في المحافل الدولية على مستوى لعبة رفع الأثقال في «الوردي»، قبل أن يصبح مدربا بارزا لأثقال الهدى تخرج على يديه العديد من الرباعين المميزين، ومنهم الرباع الأولمبي عباس القيصوم أحد أبرز رباعي الهدى في العقدين الأخيرين.
ولأنها كانت تغص باللاعبين الدوليين، فإنه يصعب أن يذكر أسماء نجوم لعبة رفع الأثقال الذين زينوا جنبات نادي الهدى بالكثير من الكؤوس والميداليات الملونة على المستويين المحلي والدولي.
رواية كفاح
من لا يعرف الهدى، ولا لعبة رفع الأثقال فيه، يعتقد بأنه أمام فريق يمتلك الكثير من الإمكانيات المالية، ويخوض تدريباته على صالة بإمكانيات عالية المستوى، لكن الحقيقة تشير إلى أن نجوم هذا الفريق طالما كانوا السبب في بقائه وتواجده في دائرة المنافسة، فالدعم غائب عنهم وأدوات التدريب جاءت في غالبها من أموالهم الشخصية.
وأمام صالة تدريب متواضعة، تقرأ بين زواياها رواية كفاح كتبت بماء الذهب، تكتشف تماما ما يملكه أبناء هذه الجزيرة من روح وإخلاص ورغبة كبيرة لا يحدها حدود، ولا يقف في وجهها أي عائق مهما بلغ حجمه، ليحطموا كل الأعراف قائلين للجميع بأن الذهب الخالص يعرف طريقه الرجال، ولا يمكن له أن يشترى بـ «المال».
ابن الوردي
ابن من أبنائه، عاش طفولته بين أروقته، وفي صالة رفع الأثقال بدأ مشواره مع الرياضة، ليكشف عن موهبته المبكرة، مرتقيا منصات التتويج المحلية والدولية، وكاتبا اسمه في سجل أبطال الهدى والمملكة على مستوى لعبة رفع الأثقال.
إنجازات كبيرة، لم تشبع نهمه، ليقرر أن تستمر عطاءاته، لكن هذه المرة كانت على مستوى النطاق الفني، حيث أشرف على فرق أثقال الوردي، ليلهمهم بتفانيه وعشقه لـ «الذهب».
ولأنه ابن اللعبة، فهو يعلم كافة أسرارها، والسبب الذي قاد أثقال الهدى للبقاء على منصات الذهب دائما، حيث يؤكد شوقي آل قيصوم أفضل مدرب رفع أثقال في الموسم الحالي لـ «الميدان الرياضي» أنه ومنذ توليه للتدريب قبل عدة أعوام حرص على ترسيخ مبادئ ثابتة لا يمكن الحياد عنها، أهمها روح الأسرة والاحترام المتبادل، إضافة للعمل الجاد والانضباطية.
ويقول: «كنت وما زلت بمثابة الأب للاعبين، وقريبا جدا من أسرهم، التي تبادلني الاهتمام، وتقف إلى جواري حينما أحتاج لوقفاتهم».
شوقي الدولي السابق والنجم اللامع، أسر بأسلوبه الراقي الجميع، مما انعكس على لاعبيه الذين يحظون بحب الجميع، ويعملون بجد واجتهاد من أجل الوصول لمنصات التتويج العالمية والأولمبية.
وتحدث المدرب الوطني شوقي آل قيصوم عن أن «كورونا» كانت احد أسباب حصول الهدى على درع التفوق العام، مبينا أنه استشعر قرب فرض الحظر التام، فقرر تزويد اللاعبين بالأجهزة اللازمة في منازلهم، وهو ما مكنهم من تطوير مستوياتهم، وتجاوز بعض الغيابات التي ضربت فرق الأثقال بالنادي، لينعكس ذلك على النتائج العامة لفرق أثقال الهدى، حيث تحصل الكبار على المركز الثالث وجاء فريق الشباب في المركز الثاني فيما تحصل فريق الناشئين على المركز الأول، وحقق فريق البراعم مركز الوصافة.
هدية متواضعة
قدم وصفي البصارة رئيس نادي الهدى إنجاز فريق لعبة رفع الأثقال بالنادي، والمتمثل بحصوله على «درع التفوق العام»، هدية متواضعة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ولنائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، واصفا إياه بـ«الإنجاز المتميز» الذي يبعث على الفخر والاعتزاز، كونه إنجازا وطنيا، وضع النادي ومسؤوليه وجمهوره أمام مسؤوليات كبرى، تتمثل في البحث عن المزيد من الإنجازات في الألعاب الأخرى، الجماعية منها والفردية.
وأكد البصارة أن لعبة رفع الأثقال بنادي الهدى تحمل تاريخا ناصعا، إذ قدمت العديد من الأبطال الذين مثلوا المنتخبات الوطنية السعودية، ونجحوا في التواجد على منصات التتويج الدولية، مثل الكابتن والمربي جاسم آل وحيد العضو الحالي للاتحاد السعودي للعبة رفع الأثقال، ومهدي آل درويش، ومنير السادة وأزهر السادة، إضافة للبطل عباس آل قيصوم الذي تواجد في المحافل الأولمبية، فيما تضم أثقال الهدى مجموعة من المواهب الشابة المنتظر بزوغ نجمها على المستوى الدولي خلال المرحلة المقبلة، كالرباع محمد المرزوق التي يُتوقع له أن يصبح بطلا أولمبيا، وكذلك الرباع جواد آل قيصوم ومجموعة مميزة من زملائهما.