أكابر الأحمدي - جدة

قيمة إنسانية ودينية وعمل نبيل يسعى لخدمة الآخرين بلا مقابل

أكد عدد من المثقفين أن مهمة دعم الثقافة التطوعية تقع على عاتق المؤسسات الثقافية والأدبية من خلال أنديتها وفرقها الثقافية، كون العمل التطوعي احتل جانبا كبيرا من حياتنا، وأضحى يمثل منهج حياة، وتمثل ذلك جليا في العطاءات والإسهامات المجتمعية في مختلف الظروف والمناسبات، وأشاروا إلى أنه بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، فإن الثقافة هي الركيزة الرئيسة نحو إيجاد الأرضية الملائمة لنمو شجرة العمل التطوعي، وتقوية روافده، وتفعيل أنشطته، ولا بد من ترسيخ العمل التطوعي من قبل الأدباء شعرا ونثرا في أعمالهم.

قيمة أصيلة

قالت أستاذ الأدب الحديث بجامعة تبوك عائشة الحكمي: يحتفل العالم، ومنهم المملكة، باليوم العالمي للعمل التطوعي، والمفترض تفعيل هذا الجانب الريادي، خاصة مع انطلاق رؤية 2030، التي تنص على الشمولية في كل الاتجاهات، بما فيها العمل التطوعي، الذي يعد قيمة أصيلة في تفكير الإنسان السوي، الذي يعمل من أجل إسعاد نفسه والآخرين من حوله.

وأضافت: من منطلق أصالة الأعمال الخيرية في ذات الإنسان، سعت الرؤية إلى تطويره بالبحث عن أفضل الأفكار والوسائل لتفعيله في حياة كل إنسان، وتعزيز أصالة فعل التطوع عن رضا وقناعة، فصدر نظام العمل التطوعي، وتشكلت اللجنة الوطنية للعمل على الارتقاء به، ومتابعة مستجداته، والإيعاز للمؤسسات الأخرى بالتحفيز عليه.

عمل نبيل

فيما أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي بن عبدالرحمن الغوينم أن التطوع عمل نبيل يسعى لخدمة المجتمع والناس بلا مقابل، وهو قيمة إنسانية ودينية حثّ عليها الإسلام، وقال: أرى أنه من المهم وجود فرق تطوعية في جمعيات الثقافة والفنون والمؤسسات الثقافية بشكل عام لعدة أسباب، أولا أن هذه الفرق تقوم بالأعمال التطوعية والإدارة، فهم يقومون بعملية التنظيم والتجهيز للتفعاليات الثقافية الفنية؛ لكي يخرج العمل الثقافي أو الفني متكاملا من ناحية التنظيم والإدارة.

وتابع: نحن في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء نحظى بفريق «سمو التطوعي»، وهو أحد الفرق الناجحة والمتعاونة، التي تعمل تحت مظلة الجمعية، وحقق العديد من الإنجازات، كان آخرها حصوله على المركز الثالث على مستوى المملكة في التطوع، كما اكتشفنا العديد من المواهب في الفريق، فمنهم من هو موهوب في مجال التصوير الفيديو والفوتوغرافي والمونتاج والفنون التشكيلية، وما إلى ذلك من الفنون المختلفة، وبعض أفراد هذا الفريق يقدم دورات في التطوع، وفي بعض الأعمال الفنية.

ظاهرة حضارية

وتحدث القاص محمد مدخلي عن دور المثقف في إبراز العمل التطوعي، قائلا: تولي المملكة جُل اهتمامها لنشر ثقافة التطوع، وتشجيع كل الجهات المختصة بذلك، فالعمل التطوعي ظاهرة حضارية واجتماعية، ووسيلة مُثلى للتعاون والترابط الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع، وتحرص الكثير من الدول والمؤسسات والمجتمعات المتطورة على العناية به، وتطويره وتنميته ودعمه، فالعمل التطوعي ميدان واسع وعمل إنساني كبير، يكون سريعا عند حدوث الأزمات والكوارث، ومن أجل تفعيله في مجتمعنا، فلا بد من نشر ثقافة العمل التطوعي من خلال المؤسسات الثقافية والمنابر الإعلامية والمنتديات والحوارات الثقافية العلمية، التي تدفع نحو المشاركة الجماعية في أي مجال من مجالات العمل التطوعي وميادينه المختلفة، فالثقافة هي الركيزة الرئيسة نحو إيجاد الأرضية الملائمة لنمو شجرة العمل التطوعي، وتقوية روافده، وتفعيل أنشطته، مشيرا إلى ضرورة ترسيخ العمل التطوعي من قبل الأدباء شعرا ونثرا في أعمالهم الأدبية.

الهوية التطوعية

وحول أهمية تنمية ثقافة التطوع في المؤسسات الثقافية، يرى مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح أن التطوع سمة حضارية في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة، وعندما تنتشر هذه الثقافة في المجتمعات، فسترتقي وتتقدم وتحقق المنجزات، وثقافة التطوع متأصلة في نفوس أفراد المجتمع السعودي، لأنه مجتمع محب ومعطاء، ودائما يتوق إلى تقديم المساعدة للآخرين، وبالتالي نأمل من جميع المؤسسات الثقافية وغيرها أن تُفعّل دورها من خلال احتواء الأشخاص، الذين يرغبون في الانضمام إلى الفرق التطوعية في مختلف المجالات؛ حتى يكون لدينا كم كبير من الفرق، التي يمكنها الإسهام في النهوض بالحراك المجتمعي على كل الأصعدة ومختلف المجالات، وجمعية الثقافة والفنون في معظم فروعها توجد لديها فرق تطوعية لها دور وإسهامات كبيرة، ونحن في مدينة جدة نعمل على تأسيس فريق تطوعي يعمل على الإسهام في نشر الثقافة، وفي ترسيخ قيم الهوية الوطنية.

عطاء متميز

فيما أوضح القاص فيصل الشهري أن المؤسسة الثقافية، قبل أن تكون ارتباطا وظيفيا ومعاشيا، فهي شغف معرفي، وحالة من الالتزام نحو المثاقفة والتأدب، ومن يلاحظ الأندية الأدبية في المناطق، وتحديدا اللجان الثقافية التابعة لها في المحافظة، سيجد أن هذا النشاط الثقافي قائم على التطوع والعطاء دون مقابل غير الفائدة الثقافية والأدبية، حيث إن عضو اللجنة الثقافية يعمل ويخطط لبرامجه من وهلة الفكرة حتى تنفيذ الفعالية، كل ذلك تطوعا دون أي مقابل، وإنما رغبة وجدية في خدمة المشهد الثقافي.