اليوم - الرياض

35 موقعا غنية بالرسومات والكتابات والنقوش من مختلف العصور

«الدوادمي» هي إحدى محافظات منطقة الرياض الغنية بالرسومات والكتابات والنقوش التي ترجع إلى كلٍ من العصر الحجري القديم والأوسط والحديث، ونظرًا لكون المحافظة تقع على طرق التجارة القديمة، فقد سجلت الجماعات البشرية على مدى العصور نقوشًا وكتابات خلدت خلالها ذكرى أسفارها وحروبها، وأبَّنت موتاها، كما أعطت النقوش دلالة على ملامح من الحياة الاجتماعية والسياسية وفنون الصيد وغيرها.

35 موقعًا

ويوجد في الدوادمي أكثر من 35 موقعًا أثريًا مهمًا تحتوي بعض أجزائها على نقوش حيوانية ورسوم وكتابات تاريخية، ومن أهمها نقشان تاريخيان كُتبا بالخط السبئي في «جبال مأسل الجمح»، يعود النقش الأول للملك أب كرب أسعد، أحد أشهر ملوك حمير التبابعة، في الثلث الأول من القرن الخامس الميلادي، ويعود النقش الثاني لعام عام 516م للملك معد كرب الحميري، وكلا النقشين يشيران إلى وجود حملات عسكرية شُنت على بعض قبائل وسط الجزيرة العربية.

واجهات الجبال

وتوجد أيضًا على واجهات الجبال في الدوادمي نقوش ورسوم على صخور كبيرة لحيوانات الوعول والنعام، إضافة إلى عدة نقوش ورسومات صخرية وكتابات إسلامية في موقعي «قبيعة» و«صفاقة» ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ والقرن الخامس الميلادي، تحكي أسرار ذلك العصر المندثر، وتظهر النقوش والرسومات الصخرية قدرة الإنسان في تلك العصور على التكيف مع الظروف المحيطة، وتسخير الطبيعة لخدمته.

جبال ثهلان

وتنتشر على سلسلة «جبال ثهلان» مجموعات كبيرة من الرسومات الصخرية لأشكال آدمية وحيوانية ووسوم ورموز، أبرزها موقع «مطيوي دلعة» في الجهة الجنوبية الغربية، إذ يحوي رسومات لأسود بأحجام مختلفة، بالإضافة إلى رسوم لمجموعة بشر يرقصون، وفي «صمة الريان» توجد رسوم لحيوانات مثل البقر الوحشي والمها والغزلان والجمال وغيرها.

بُعد جديد

وفي موقع «حليت» تم توثيق مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية التي تعطي بُعدا جديدا لتاريخ المنطقة وحضارتها خلال الفترة الإسلامية المبكرة، حيث تم العثور على نقوش صخرية تعود للقرن الثاني الهجري تتضمن طلب المغفرة والرحمة من الله، وكذلك تم الكشف في موقع «ضليعات بن ناصر» عن رسوم صخرية ونقوش إسلامية تمتد على قمة الجبال ترجع إلى العصر الإسلامي المبكر.

صخور رملية

وتوجد في موقع «مصيقرة» هضبة من الصخور الرملية تحيط بها النقوش والرسوم الصخرية المختلفة، وفي جبال «الأسودة» جنوب غرب المحافظة توجد آثار أشقر البراقة التي تحتوي على رسوم للحيوانات البرية، كإشارات إلى الثقافة المرتبطة بحِرفة الزراعة قديمًا.

رسوم آدمية

هناك أيضًا موقع «غريب» الذي عُثر فيه على نقوش ورسوم آدمية تعود إلى ما قبل الميلاد، إضافة إلى نقوش من العصور الإسلامية المختلفة، إلى جانب موقع «الضعينة» الذي تظهر فيه نقوش ثمودية على جبل رملي ورسوم صخرية، ومناطق «الناصفة» و«حصاة فغران» التي تتنوع فيها الرسوم الصخرية لتشكّل لوحات لبشر وحيوانات مختلفة مثل الجمال والوعول والخيول.

آثار مِنْية

وفي «هضبة منية» في الشمال الغربي من المحافظة توجد آثار مِنْية التي ذكرها الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة العامري في معلقته، وتتمثل في واجهات صخرية عليها مجموعة من الرسوم الباهتة لحيوانات أهمها الأسود، وقد رُسمت هذه الأسود بحجم مبالغ فيه أمام الإنسان الذي ظهر في إحداها مصوبًا قوسه إلى الأسد.

تلال داكنة

وعلى الضفة الشمالية من «وادي عروى» تقع تلال صخرية داكنة اللون نُقِشت على واجهتها الشمالية بعض الكتابات الإسلامية المبكرة وبعض الرسومات البشرية، كما يوجد في «هضبة الظّعيّنة» في الجهة الشرقية من المحافظة الكثير من الرسوم الحيوانية والمخربشات التي رُسمت خلال فترات متفاوتة.

قطع نادرة

وتُعد الدوادمي من الناحية الأثرية من أهم المواقع التي لفتت نظر الباحثين والمهتمين، حيث بدأت عمليات المسح فيها منذ عام 1979م، والتي أسهمت في اكتشاف العديد من المواقع الأثرية والعثور على قطع أثرية نادرة.