ينطلق متسلحا بأحدث ما توصلت إليه التقنيات المعاصرة في خدمة العربية
أكد عدد من اللغويين أن احتفاء المملكة باليوم العالمي للغة العربية يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة؛ بوجود مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يُشكِّل مرتكزًا قويًّا لدعم وتمكين لغة الضاد؛ لتصبح لغة عمل واختراع وابتكار، من خلال توظيفها علميًّا وصناعيًّا وتقنيًّا بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث، كما أشاروا إلى أن هذا الحضور المثالي للمَجمع سيعطي بُعدًا آخرَ للاحتفال بلغة الضاد.
واقع لغوي
قال مدير مركز التميُّز البحثي في اللغة العربية والمدير التنفيذي لوقف لغة القرآن بجامعة الملك عبدالعزيز د. عبدالرحمن رجا الله السلمي: اليوم العالمي للغة العربية مناسبة تاريخية تهدف إلى ترسيخ الوعي بتاريخ العربية وثقافتها ودورها الحضاري على مرِّ العصور، وذلك من خلال استعادة أبرز ملامح التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية التي ينبغي أن تُوليها المجتمعات العربية خدمةً للسانها العربي المُبين؛ لتواكب مستجدات العصر، وتواجه تحديات الواقع اللغوي وقضاياه، إضافةً إلى إعداد برامج وأنشطة وفعاليات خاصة يتم تحديد إطارها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وأضاف: من الضروري استثمار هذه المناسبة السنوية بتذكير جميع أطياف المجتمع - خاصة الناشئة - بضرورة الاعتزاز بإرثنا الحضاري وجذورنا التراثية، وهويتنا العربية الأصيلة بكل ما تحمله من مقومات البقاء والنمو والتواصل مع الآخر، كما أن أهمية هذه المناسبة تكمُن في قدرتها على تذكير الأجيال بأن لغتنا حافزٌ لإنتاج المعارف، ونقل الثقافات، ومدِّ جسور التواصل مع اللغات الأخرى تفاعلًا وتأثيرًا.
وأشاد بمَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يأتي امتدادًا لجهود المملكة في خدمة اللغة، وتفعيل الهوية العربية وتعزيز حضورها في جميع المحافل، ويستند هذا المَجمع إلى رسالة عالمية وأهداف إستراتيجية كُبرى، من أهمها: المحافظة على سلامة اللغة العربية، وتوحيد المرجعية العلمية فيما يتعلق بالعربية وعلومها، والعمل على تحقيق ذلك خارجيًّا بالتنسيق مع جميع الجهات المعنيَّة برسالة العربية، إضافةً إلى إيجاد البيئة الملائمة لتطويرها وترسيخها، والعمل على استخدامها في العلوم والمعارف المتطورة.
واختتم حديثة بالتأكيد على أن المَجمع سيكون علامة فارقة سوف تسجِّل لمرحلة جديدة، وتؤسس لواقع لغوي عربي يستمد روحه من جذوره التاريخية وإرثه التليد، ويستشرف واقعه الحي، لينطلق متسلحًا بأحدث ما توصلت إليه التقنيات المعاصرة في خدمة هذه اللغة المجيدة.
مرجعية عالمية
وأكد عضو مجلس الشورى سابقًا، د. علي الخضيري، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية جاء هذا العام مدعومًا بتأسيس مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يُسهم في تعزيز مكانة اللغة محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وقال: المَجمع سيُشكل مرجعية عالمية لهذه اللغة العظيمة، من خلال مواكبتها التقنيات الحديثة، وتنمية الثقافة العلمية والفكرية، وتأثيرها في اللغات الأخرى، بما تملكه من ثراء لغوي ومفردات واشتقاقات يمكن الاستفادة منها في المصطلحات والتسميات، والتوصيف لمتطلبات الصناعة والتقنيات الحديثة.
وأضاف: تمتلك اللغة العربية من الثراء ما يُهيِّئُها لتكون لغة علم وعمل واختراع وابتكار، وهي من أوائل لغات العالم في هذه الجوانب، ولا شك أن الرؤية والإستراتيجية التي سيعمل من خلالها المَجمع ستكون عاملًا مهمًا في تحقيق الأهداف المرجُوة التي أُنشئ من أجلها.
سلوك حضاري
فيما ذكر الكاتب والناقد د. عبد الله الخطيب أن دعم المملكة للغة العربية من خلال المؤسسات العالمية، والتي كان آخرها إنشاء مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يجعلها تكشف باقتدار للعالم أنها مثلما تتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية واعدة، فإنها تتبنى في الوقت نفسه سياسة لغوية راسخة، وأضاف: تأتي هذه السياسة اللغوية لغاية مُركَّبة، أول أهدافها لغوي محض؛ وهو الاشتغال من أجل المحافظة على اللغة، ومحاولة النهوض بها لتكون قادرة على مسايرة متطلبات الاقتدار المعرفي، فيما تهدف في الشِّق الآخر إلى توجيه خطاب ثقافي يُكشَف من خلاله أن جهود المملكة تنطلق من احترامها واعتزازها العميق بلغتها التي تمثل جوهر وجودها.
وأبدى تَطلُّعه لاستثمار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لمناقشة القضايا التي تتماهى مع اهتمامات هذه الأجيال التي تحمل على عاتقها الصعود بالشأن الثقافي إلى المكانة التي يستحقها المجتمع، وأردف قائلًا: يمكن في هذا اليوم البدء بحوارات عميقة حول أبعاد جوهرية تتعلق بالتعاطي مع اللغة العربية كمنبع من منابع جماليات حياتنا، فعلى الرغم من كون وظيفة اللغة تواصلية وتاريخية وهويَّاتيَّة، فإنها في الوقت نفسه تُشكِّل أهم مواطن الجمال والفن والذوق، وقد يكون من باب الواجب علينا دعوة الأجيال إلى الوعي بحقيقة أن اللغة إحدى السُبُل لاستنطاق الجماليات المكتنزة في تراثنا وحياتنا المعاصرة.
وشدَّد على طرح تساؤل مِفصلي حول الكيفية التي تنظرُ بها الأجيال المتعاقبة إلى مسؤوليتها تجاه لغتنا، حيث إن مفهوم المسؤولية يُشكِّل - في تصوره - مفهومًا أساسيًّا للوصول إلى تفكير تأملي سوف يكشف لنا باقتدار عن أشكال المسؤولية التي من المفترض أن نتبناها، والتي من المفترض أيضًا أن تقودنا إلى سلوك حضاري متماسك تجاه لغتنا، وبالتالي تجاه قضايا مجتمعنا ووطننا، ويمكن القول هنا وبلا تردد إنه لا وجود لسلوك حضاري دون كفاءة لغوية فرديّة متينة.
رؤية عميقة
وأشار رئيس مَجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بمكة المكرمة وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، د. عبدالعزيز الحربي، إلى عُمق ورؤية القيادة الحكيمة في دعم اللغة العربية، والذي تمثَّل في إنشاء مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وقال: نتطلع ونتوقع أن يُحقق الريادة، لا سيما في مجال الترجمة التي يحتاجها هذا العصر، خاصة أن هناك جهودًا كثيرة متفرِّقة، ومنجزات لم تُنشَر، فيما هناك مَجامِع في البلاد العربية تحتاج إلى من يُزيدها قوةً وانتشارًا، لذلك فمن المُنتظَر أن يكون المَجمع موضع إكبار من الجميع، ورابطة للمختصين في العالم، لأنه ينطلق من مهد الرسالة، ومهبط الوحي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
ولفت إلى إمكانية استثمار اليوم العالمي للغة العربية في تكثيف البرامج والفعاليات، وإطلاق المشاريع والمبادرات لخدمة هذه اللغة الشريفة؛ تعريفًا بها ولفتًا إلى مكانتها، وبعثًا للاهتمام بها، وسعيًا لتمكينها داخل المؤسسات العامة والخاصة، إضافةً لتعزيزِ حضورها في المجتمع، والنهوض بها في المناهج والبرامج التعليمية والتربوية والإعلامية، إضافة لعقد الشراكات مع الهيئات الثقافية ذات الصلة، وتحفيزها على الاهتمام بلغتنا العربية الخالدة، مؤكدًا أن للمملكة جهودًا عظيمة في هذا الجانب؛ إذ دأبت على دعم هذه الأهداف عبر مسارات مؤسسية وبحثية وعملية، سواء كانت منفردة أم بالشراكة مع المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية المعنيَّة، وعلى رأسها منظمة اليونسكو.
واقع لغوي
قال مدير مركز التميُّز البحثي في اللغة العربية والمدير التنفيذي لوقف لغة القرآن بجامعة الملك عبدالعزيز د. عبدالرحمن رجا الله السلمي: اليوم العالمي للغة العربية مناسبة تاريخية تهدف إلى ترسيخ الوعي بتاريخ العربية وثقافتها ودورها الحضاري على مرِّ العصور، وذلك من خلال استعادة أبرز ملامح التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية التي ينبغي أن تُوليها المجتمعات العربية خدمةً للسانها العربي المُبين؛ لتواكب مستجدات العصر، وتواجه تحديات الواقع اللغوي وقضاياه، إضافةً إلى إعداد برامج وأنشطة وفعاليات خاصة يتم تحديد إطارها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وأضاف: من الضروري استثمار هذه المناسبة السنوية بتذكير جميع أطياف المجتمع - خاصة الناشئة - بضرورة الاعتزاز بإرثنا الحضاري وجذورنا التراثية، وهويتنا العربية الأصيلة بكل ما تحمله من مقومات البقاء والنمو والتواصل مع الآخر، كما أن أهمية هذه المناسبة تكمُن في قدرتها على تذكير الأجيال بأن لغتنا حافزٌ لإنتاج المعارف، ونقل الثقافات، ومدِّ جسور التواصل مع اللغات الأخرى تفاعلًا وتأثيرًا.
وأشاد بمَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يأتي امتدادًا لجهود المملكة في خدمة اللغة، وتفعيل الهوية العربية وتعزيز حضورها في جميع المحافل، ويستند هذا المَجمع إلى رسالة عالمية وأهداف إستراتيجية كُبرى، من أهمها: المحافظة على سلامة اللغة العربية، وتوحيد المرجعية العلمية فيما يتعلق بالعربية وعلومها، والعمل على تحقيق ذلك خارجيًّا بالتنسيق مع جميع الجهات المعنيَّة برسالة العربية، إضافةً إلى إيجاد البيئة الملائمة لتطويرها وترسيخها، والعمل على استخدامها في العلوم والمعارف المتطورة.
واختتم حديثة بالتأكيد على أن المَجمع سيكون علامة فارقة سوف تسجِّل لمرحلة جديدة، وتؤسس لواقع لغوي عربي يستمد روحه من جذوره التاريخية وإرثه التليد، ويستشرف واقعه الحي، لينطلق متسلحًا بأحدث ما توصلت إليه التقنيات المعاصرة في خدمة هذه اللغة المجيدة.
مرجعية عالمية
وأكد عضو مجلس الشورى سابقًا، د. علي الخضيري، أن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية جاء هذا العام مدعومًا بتأسيس مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يُسهم في تعزيز مكانة اللغة محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وقال: المَجمع سيُشكل مرجعية عالمية لهذه اللغة العظيمة، من خلال مواكبتها التقنيات الحديثة، وتنمية الثقافة العلمية والفكرية، وتأثيرها في اللغات الأخرى، بما تملكه من ثراء لغوي ومفردات واشتقاقات يمكن الاستفادة منها في المصطلحات والتسميات، والتوصيف لمتطلبات الصناعة والتقنيات الحديثة.
وأضاف: تمتلك اللغة العربية من الثراء ما يُهيِّئُها لتكون لغة علم وعمل واختراع وابتكار، وهي من أوائل لغات العالم في هذه الجوانب، ولا شك أن الرؤية والإستراتيجية التي سيعمل من خلالها المَجمع ستكون عاملًا مهمًا في تحقيق الأهداف المرجُوة التي أُنشئ من أجلها.
سلوك حضاري
فيما ذكر الكاتب والناقد د. عبد الله الخطيب أن دعم المملكة للغة العربية من خلال المؤسسات العالمية، والتي كان آخرها إنشاء مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يجعلها تكشف باقتدار للعالم أنها مثلما تتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية واعدة، فإنها تتبنى في الوقت نفسه سياسة لغوية راسخة، وأضاف: تأتي هذه السياسة اللغوية لغاية مُركَّبة، أول أهدافها لغوي محض؛ وهو الاشتغال من أجل المحافظة على اللغة، ومحاولة النهوض بها لتكون قادرة على مسايرة متطلبات الاقتدار المعرفي، فيما تهدف في الشِّق الآخر إلى توجيه خطاب ثقافي يُكشَف من خلاله أن جهود المملكة تنطلق من احترامها واعتزازها العميق بلغتها التي تمثل جوهر وجودها.
وأبدى تَطلُّعه لاستثمار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لمناقشة القضايا التي تتماهى مع اهتمامات هذه الأجيال التي تحمل على عاتقها الصعود بالشأن الثقافي إلى المكانة التي يستحقها المجتمع، وأردف قائلًا: يمكن في هذا اليوم البدء بحوارات عميقة حول أبعاد جوهرية تتعلق بالتعاطي مع اللغة العربية كمنبع من منابع جماليات حياتنا، فعلى الرغم من كون وظيفة اللغة تواصلية وتاريخية وهويَّاتيَّة، فإنها في الوقت نفسه تُشكِّل أهم مواطن الجمال والفن والذوق، وقد يكون من باب الواجب علينا دعوة الأجيال إلى الوعي بحقيقة أن اللغة إحدى السُبُل لاستنطاق الجماليات المكتنزة في تراثنا وحياتنا المعاصرة.
وشدَّد على طرح تساؤل مِفصلي حول الكيفية التي تنظرُ بها الأجيال المتعاقبة إلى مسؤوليتها تجاه لغتنا، حيث إن مفهوم المسؤولية يُشكِّل - في تصوره - مفهومًا أساسيًّا للوصول إلى تفكير تأملي سوف يكشف لنا باقتدار عن أشكال المسؤولية التي من المفترض أن نتبناها، والتي من المفترض أيضًا أن تقودنا إلى سلوك حضاري متماسك تجاه لغتنا، وبالتالي تجاه قضايا مجتمعنا ووطننا، ويمكن القول هنا وبلا تردد إنه لا وجود لسلوك حضاري دون كفاءة لغوية فرديّة متينة.
رؤية عميقة
وأشار رئيس مَجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بمكة المكرمة وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، د. عبدالعزيز الحربي، إلى عُمق ورؤية القيادة الحكيمة في دعم اللغة العربية، والذي تمثَّل في إنشاء مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وقال: نتطلع ونتوقع أن يُحقق الريادة، لا سيما في مجال الترجمة التي يحتاجها هذا العصر، خاصة أن هناك جهودًا كثيرة متفرِّقة، ومنجزات لم تُنشَر، فيما هناك مَجامِع في البلاد العربية تحتاج إلى من يُزيدها قوةً وانتشارًا، لذلك فمن المُنتظَر أن يكون المَجمع موضع إكبار من الجميع، ورابطة للمختصين في العالم، لأنه ينطلق من مهد الرسالة، ومهبط الوحي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
ولفت إلى إمكانية استثمار اليوم العالمي للغة العربية في تكثيف البرامج والفعاليات، وإطلاق المشاريع والمبادرات لخدمة هذه اللغة الشريفة؛ تعريفًا بها ولفتًا إلى مكانتها، وبعثًا للاهتمام بها، وسعيًا لتمكينها داخل المؤسسات العامة والخاصة، إضافةً لتعزيزِ حضورها في المجتمع، والنهوض بها في المناهج والبرامج التعليمية والتربوية والإعلامية، إضافة لعقد الشراكات مع الهيئات الثقافية ذات الصلة، وتحفيزها على الاهتمام بلغتنا العربية الخالدة، مؤكدًا أن للمملكة جهودًا عظيمة في هذا الجانب؛ إذ دأبت على دعم هذه الأهداف عبر مسارات مؤسسية وبحثية وعملية، سواء كانت منفردة أم بالشراكة مع المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية المعنيَّة، وعلى رأسها منظمة اليونسكو.